مصادر : الحوثيون يلمحون للاستعداد لتسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة
قالت مصادر مطلعة إن جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران لمحت إلى استعدادها لتسليم إدارة ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة، في انفراجة محتملة لصراع أثار أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وتعهدت السعودية والإمارات بعملية عسكرية سريعة للسيطرة على المطار والميناء دون دخول وسط المدينة وذلك لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين والحفاظ على تدفق السلع الأساسية.
ويقول السعوديون والإماراتيون الذين تدخلوا في حرب اليمن عام 2015 إنهم يجب أن يستعيدوا السيطرة على الحديدة لحرمان الحوثيين من مصدر دخلهم الرئيسي ومنعهم من إدخال الصواريخ.
وميناء الحديدة نقطة أساسية لدخول إمدادات الإغاثة لليمن. وحذر مسؤولون في الأمم المتحدة من أن أي قتال واسع النطاق في المدينة قد يهدد حياة عشرات الآلاف.
وزار مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين كما زار مدينة جدة السعودية هذا الأسبوع في محاولة للتفاوض بشأن حل.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن جون سوليفان نائب وزير الخارجية الأمريكي ومارك جرين مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التقيا أمس الخميس مع وكالات دولية ومنظمات غير حكومية لبحث الصراع على الميناء.
وأفاد بيان للوزارة أن سوليفان أبدى خلال الاجتماع تأييده “لجهود غريفيث التي تهدف لتجنب تصعيد القتال من خلال التوسط في حل وسط بشأن إدارة الميناء”، كما أكد التزام واشنطن بالحل السياسي.
وقال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة تحث السعوديين والإماراتيين على قبول الاقتراح. وذكر مصدر دبلوماسي بالأمم المتحدة أن التحالف أبلغ غريفيث بأنه سيدرس الاقتراح.
وأضاف المصدر أن الحوثيين لمحوا إلى أنهم سيقبلون بسيطرة الأمم المتحدة الكاملة على إدارة الميناء وعمليات التفتيش فيه.
وذكر دبلوماسي غربي أن الأمم المتحدة ستشرف على إيرادات الميناء وتتأكد من إيداعها في البنك المركزي اليمني. ويقضي التفاهم بأن يظل موظفو الدولة اليمنية يعملون إلى جانب الأمم المتحدة.
وقال الدبلوماسي الغربي “أعطى السعوديون بعض الإشارات الإيجابية في هذا الصدد وكذلك لمبعوث الأمم المتحدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وصدرت عن الإماراتيين أيضا همهمات إيجابية لكن لا يزال الطريق طويلا أمام الاتفاق”.
وحذرت المصادر من أن الخطة ما زالت بحاجة لموافقة كل أطراف الصراع ولن تؤدي في مراحلها الأولية على الأقل إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقال غريفيث في بيان أمس الخميس إنه تحمس “بفضل التواصل البناء” للحوثيين وسيعقد اجتماعات مع الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي.
ولم يصدر تعليق عن سفارتي السعودية والإمارات في واشنطن حتى الآن. ولم يتسن الوصول إلى ممثلين عن الحوثيين للتعقيب.
وتدخل التحالف بقيادة السعودية في الحرب عام 2015 لوضع حد لسيطرة الحوثيين على المراكز السكانية الرئيسية وإعادة الحكومة المعترف بها دوليا.
تتزامن معركة الحديدة مع تفاقم التوتر بين السعودية وإيران. وتدور بين الرياض وطهران حرب بالوكالة في اليمن أسفرت عن مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص ونزوح ثلاثة ملايين ودفعت بالبلاد إلى شفا المجاعة.
وقدمت الولايات المتحدة خدمات تزويد الطائرات بالوقود وبعض المعلومات لحملة التحالف بقيادة السعودية في اليمن لكن مسؤولين أمريكيين يقولون إنهم لا يقدمون مساعدة مباشرة في هجوم الحديدة.
لكن واشنطن مورد كبير للأسلحة للرياض وأبو ظبي ويقول منتقدون إن هذا يجعلها متورطة في سقوط ضحايا من المدنيين.
وقال الدبلوماسي الغربي إنه لا تزال هناك تساؤلات حول انسحاب الحوثيين من مدينة الحديدة نفسها مثلما تطالب الإمارات وحلفاؤها اليمنيون وكذلك هناك تساؤلات حول وقف أوسع لإطلاق النار.
وأضاف أن التوصل لاتفاق على مغادرة المدينة قد يكون أحد “النقاط الشائكة الكبيرة”.
وأدلى عبد الله المعلمي سفير السعودية في الأمم المتحدة بتصريحات في المنظمة الدولية في وقت سابق أكد فيها على مطلب التحالف وهو خروج الحوثيين من المدينة تماما مشيرا إلى التقدم البطيء الذي يحرزه غريفيث.
وأضاف أن ما يعرضه التحالف على الحوثيين هو تسليم أسلحتهم للحكومة اليمنية والمغادرة في سلام وتقديم معلومات عن مواقع الألغام والعبوات الناسفة بدائية الصنع.
وأكد محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين أمس الخميس على إيجابية الجماعة “في التعاطي مع الأمم المتحدة بشأن إيرادات الميناء”، لكنه انتقد التحالف الذي تقوده السعودية قائلا إن هدفه “تدمير اليمن”. (REUTERS)[ads3]