السعودية تتعهد بزيادة ” محسوبة ” في إمدادات النفط مع توصل أوبك و روسيا لاتفاق

اتفقت أوبك مع روسيا وحلفاء آخرين يوم السبت على زيادة الإنتاج بداية من يوليو تموز وتعهدت السعودية بزيادة ”محسوبة“ في الإمدادات من دون أن تتحدث عن أرقام محددة.

وأعلنت منظمة البلدان المصدرة للبترول قرارها الخاص يوم الجمعة لكنها لم تذكر أهدافا واضحة لمستويات الإنتاج. وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 2.5 دولار بما يعادل 3.4 بالمئة في ذلك اليوم إلى 75.55 دولار للبرميل.

ووافق المنتجون المستقلون يوم السبت على المشاركة في الاتفاق، لكن بيانا صدر بعد مباحثاتهم مع المنظمة التي تتخذ من فيينا مقرا لم يذكر أرقاما محددة في ظل خلافات عميقة بين السعودية وإيران العضوين المتنافسين في أوبك.

وتساءل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وآخرون عن حجم زيادة نفط أوبك بعد الاتفاق. وكتب ترامب على تويتر بعد إعلان قرار المنظمة يوم الجمعة ”آمل بأن تزيد أوبك الانتاج بشكل كبير. نحتاج إلى الإبقاء على الأسعار منخفضة!“

وحثت الولايات المتحدة والصين والهند منتجي النفط على زيادة المعروض للحيلولة دون نقص نفطي قد يقوض نمو الاقتصاد العالمي.

وقالت أوبك والمنتجون المستقلون في بيانهم إنهم سيزيدون المعروض عن طريق العودة إلى التزام بنسبة 100 بالمئة بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها سلفا بعد شهور من تخفيض الإنتاج.

وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن أوبك والمنتجين المستقلين مجتمعين سيضخون نحو مليون برميل إضافي يوميا في الأشهر المقبلة، بما يعادل واحدا بالمئة من الإمدادات العالمية.

وأشار إلى أن المملكة أكبر مصدر للخام في العالم ستزيد الإنتاج بمئات الآلاف من البراميل على أن تتحدد الأرقام الدقيقة في وقت لاحق.

وأردف قائلا ”لقد حشدنا بالفعل طاقات أرامكو قبل أن نأتي إلى فيينا مستبقين هذا الاجتماع“. وأرامكو هي شركة النفط المملوكة للدولة في السعودية.

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن بلاده ستضخ كمية إضافية حجمها 200 ألف برميل يوميا في النصف الثاني من العام الجاري.

وردا على سؤال حول مدى تأثر قرار زيادة الإمدادات بضغوط ترامب، قال نوفاك ”من الواضح أن تغريدات ترامب لا تحركنا، ولكننا نحدد تحركاتنا بناء على تحليل عميق للسوق“.

* خلاف إيراني سعودي
كانت إيران، ثالث أكبر منتج في أوبك، طالبت المنظمة برفض دعوات من ترامب لزيادة معروض النفط قائلة إنه ساهم في ارتفاع الأسعار خلال الفترة الأخيرة بفرضه عقوبات على إيران وزميلتها في أوبك فنزويلا.

وفرض ترامب عقوبات جديدة على طهران في مايو أيار ويتوقع مراقبو السوق أن يتراجع إنتاج إيران بمقدار الثلث بنهاية 2018. يعني ذلك أن البلد لن يستفيد استفادة تذكر من اتفاق لزيادة إنتاج أوبك على العكس من السعودية.

وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه إن الزيادة الفعلية قد تصل إلى 500 ألف برميل يوميا لأنه لن يُسمح للسعودية بضخ المزيد من الخام نيابة عن فنزويلا التي انهار إنتاجها في الأشهر الأخيرة.

وأبلغ زنغنه أرجوس ميديا قائلا ”كل دولة أنتجت أقل (من حصتها) تستطيع إنتاج المزيد. ومن لا يستطيعون، فلن يفعلوا… يعني هذا أن السعودية تستطيع زيادة إنتاجها بأقل من 100 ألف برميل يوميا“.

لكن الفالح قال إن إعادة تخصيص الحصص بالنسبة والتناسب لا يجب أن تكون صارمة، وهو ما يعني أن السعودية كانت تريد أن تسد العجز الذي خلفه آخرون.

وقال الفالح ”بعض الدول… لن تكون قادرة على الإنتاج، ومن ثم سيفعل ذلك الآخرون. وهذا يعني ضمنا أنه ستكون هناك إعادة تخصيص بشكل غير مباشر“.

وأضاف أن أوبك قد تعقد اجتماعات غير عادية قبل مباحثاتها الرسمية التالية التي ستعقد في الثالث من ديسمبر كانون الأول أو تعدل التسليمات في سبتمبر أيلول عندما تجتمع لجنة المراقبة إذا انخفض المعروض النفطي العالمي أكثر بسبب العقوبات على إيران.

وتشارك أوبك وحلفاؤها منذ العام الماضي في اتفاق لخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا. ساعد الإجراء في إعادة التوازن إلى السوق في الثمانية عشر شهرا الأخيرة ورفع النفط إلى حوالي 75 دولارا للبرميل من 27 دولارا في 2016.

لكن تعطيلات غير متوقعة في فنزويلا وليبيا وأنجولا وصلت عمليا بتخفيضات المعروض إلى حوالي 2.8 مليون برميل يوميا في الأشهر الأخيرة.

وحذر الفالح من أن العالم قد يواجه نقصا في المعروض يصل إلى 1.8 مليون برميل يوميا في النصف الثاني من 2018.

وقال مندوب في أوبك ”بوسع كل من السعودية وإيران أن تُظهر أنها فازت.

”يستطيع زنغنه أن يعود إلى بلاده ويقول ’لقد فزت‘ لأننا سنبقي على الاتفاق الأصلي بدون تغيير. الفالح يستطيع أن يعود ويقول ’سيكون بوسعنا زيادة الإنتاج لتلبية حاجات السوق‘.“

ولا تشارك الولايات المتحدة، التي تنافس روسيا والسعودية على صدارة منتجي النفط في العالم، في اتفاق المعروض. (REUTERS)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها