بطل سوريا للدراجات الهوائية لسنوات يجدد حلمه بالوصول إلى العالمية عبر تركيا ( فيديو )

سلطت وسائل إعلام تركية الضوء على شاب سوري، حصل على المركز الأول لبطولة الدراجات الهوائية في سوريا، على مدار خمسة أعوام متتالية، قبل أن تضطره ممارسات النظام للجوء إلى تركيا، ليجد نفسه مضطراً للتخلي عن حلمه في العالمية لفترة من الزمن، إلى أن نجح بالانضمام لأحد فرق الدراجات التركية.

وذكرت صحيفة “حرييت” التركية، الأحد، بحسب ما ترجم عكس السير، أن السوري عمر الحلبي، البالغ من العمر 26 عاماً، بدأ شغفه بسباق الدراجات الهوائية، منذ أن كان في مرحلة الدراسة الابتدائية، حينما شاهد سباقاً فرنسياً على شاشة التلفاز، وانضم لفريق هواة، إلى أن أصبح في الـ 17 من عمره، حيث انضم حينها للفريق السوري الوطني.

وأضافت الصحيفة، أنه لدى انضمام الحلبي لفريق سوريا، في عام 2009، كان السلام لا يزال يسود أرجاء البلد، ما سهل عليه المشاركة في المسابقات الدولية، ولكن مع بداية عام 2011، بدأ يتزعزع الاستقرار، ولم يعد يتلقى الرياضيون دعماً مادياً كالسابق، كما لم يعد أعضاء الفريق قادرين على الحصول على التأشيرات، للمشاركة في المحافل الدولية، ورغم هذه الصعاب، بقي الحلبي متشبثاً بحلمه في احتراف رياضة سباق الدراجات الهوائية.

تحدث الحلبي للصحيفة عن تلك الأيام قائلاً: “الكثير من الرياضيين تخلوا عن دراجاتهم، أصبح تعداد أعضاء الفريق 18 شخصاً، بعد أن كنا 40، ولم يعد هناك إمكانية للقيام بمعسكرات تدريبية، أو تأمين الدراجات لأعضاء الفريق، تشبث أعضاء الفريق الطموحين بالاستمرار في هذه الرياضة، ولكن كنا مجبرين على الذهاب إلى المسيرات المؤيدة للأسد، أنا في النهاية رياضي، وما من علاقة تجمعني بالسياسة، بدأت الأمور تزداد سوءاً مع مرور الوقت، كما بدأ أعضاء الفريق بكره بعضهم البعض، العديد منهم ذهب إلى ألمانيا والسويد وسويسرا، كما غادر جميع المدربين الروس سوريا، من ناحية أخرى كنت أتابع تحصيلي الجامعي، التحقت بكلية الإعلام، لم أكن أرغب بالابتعاد عن عائلتي، ولكن في النهاية مغادرة سوريا ستعود لي بقيمة مادية كبيرة”.

وأضاف الحلبي: “كنا نتمكن من الالتحاق بمسابقة واحدة خارج سوريا في السنة، وذلك بغرض دعائي (للأسد)، في عام 2015، وفي السباق الذي شاركنا فيه بإيران، شاهدت فريق قونيا التركي، أعجبت بهم جداً، وبدأت أحلم بالانضمام إليهم ومشاركتهم المحافل الدولية، عدت إلى سوري بحسرة كبيرة، إنهم يستخدمون الرياضيين لأغراض دعائية وتسويقية للنظام، كنا نقوم بتدريباتنا في ريف دمشق، والقصف من فوقنا، ونشاهد المدرعات العسكرية هناك بشكل دائم، حتى بدأ عناصر الجيش بالسيطرة على دراجاتنا (سرقتها وتعفيشها)، في أحد الأيام صدمتنا دبابة أنا وأعضاء الفريق، كُسر إنفي في الحادث، وجرح بقية الأعضاء، إلا أن أحداً لم يسعفنا إلى المستشفى، تقدمنا بشكوى لدى الشرطة، ولم يهتم بها أحد، وبعد هذه الأحداث جميعها، قررت الرحيل عن سوريا”.

وتابعت الصحيفة، أن الحلبي غادر سوريا إلى بيروت، ومن هناك إلى مدينة اسطنبول، حيث كان أمام خيارين، إما الرحيل إلى أوروبا، أو البقاء في تركيا، وبسبب التقارب الثقافي، قرر الاستقرار في تركيا، إلا أن الأمور لم تسر كما كان يخطط، حيث قال: “حاولت التواصل مع الفريق التركي الوطني، إلا أني لم أنجح بذلك، اللغة شكلت لي عقبة كبيرة، وجميع ما ادخرته خلال الأعوام الماضية، لم يكفيني سوى 4 أشهر، وحينما لم أنجح بالعثور على فريق للانضمام إليه، قررت الرحيل إلى أوروبا، أعطيت آخر ما تبقى لدي من مال للمهرب، واصطحبنا إلى مدينة إدرنه، إلا أن عناصر الدرك كانوا منتشرين هناك، وقال لنا بأنا لن نتمكن من التقدم الآن أكثر، تركنا وسط الغابة، وبقينا هناك في البرد نحو 3-4 ساعات، إلى أن اضطررنا للعودة، وحينها بدأت الحياة تصعب أكثر فأكثر”.

وعاد الحلبي إلى اسطنبول لا يملك أية نقود، اضطر للنوم عدة أيام في الجامع، إلى أن قرر يضع حلمه الرياضي جانباً، ليبدأ العمل في معمل للدراجات الهوائية، بمقاطعة بيليك دوزو، البطل الرياضي السابق (الحلبي) وجد نفسه مضطراً للعمل 11 ساعة في اليوم، وعلى الرغم من ذلك استمر محافظاً على لياقته، من خلال ممارسته الرياضة في الحدائق العامة، أضاف قائلاً: “لو كانت دراجتي بحوزتي لكنت قادراً على مواجهة العديد من المشاكل، بشكل أكثر سهولة”.

وتمكن الحلبي من الحصول على فرصة عمل، قبل عام، في إحدى شركات إنتاج المواد الإعلامية، وبعد أن بدأت حياته بالتوازن مجدداً، عاد للتخطيط لحلمه الرياضي من جديد، حيث حاول التواصل مع العديد من فرق الدراجات التركية، إلا أنه لم يتلقى جواباً على رسائله من أي منها، إلى أن شاهد في أحد الأيام على موقع “انستغرام”، صفحة خاصة بفريق “بيليتون اسطنبول”، حيث يتابع قائلاً: “تابعت الفريق لعدة أشهر، كانوا يتطورون على نحو مستمر، أُحرجت من أن أرسل لهم رسالة، كان صبري يكاد أن يفرغ لرغبتي بالعودة إلى التدريب مجدداً، إلا أن انخفاض لياقتي بعض الشيء كان يقلقني، رغبت لو أتمكن في البداية من شراء دراجة خاصة لي، قبل أن أراسل الفريق، ولكن لم تكن تسمح لي إمكانياتي بهذا الأمر، في النهاية راسلت (توفان) مؤسس الفريق”.

فريق “بيلتون” للدراجات الهوائية، كان قد تأسس قبل عامين، ومؤلف من 20 عضواً، أجاب مؤسسه “توفان صاغناك” على رسالة الحلبي، الذي وصف شعوره حينها قائلاً: “لم أكن أعلم ماذا أجيبه حينما أجاب على رسالتي من السعادة”، وأضاف توفان: “قمت بالتقصي عن الحلبي، ورأيت أنه شارك في العديد من المسابقات الدولية، وحصد بطولة سوريا عدة أعوام متتالية، أي أنه شخص رياضي ذو خبرة، إلا أن الحرب لم تساعد في تقدير موهبته، ولهذا السبب سنفعل ما بوسعنا لنساعد عمر في الانضمام للفريق وتحقيق حلمه”.

ولم يشارك الحلبي أعضاء الفريق حتى الآن في أي من المسابقات، لعدم امتلاكه لدراجة خاصة به، إلا أنه يشاركهم التدريبات ليستعيد لياقته، وأضاف توفان: “إن وجدت الدراجة وإن لم توجد سنخرج إلى السباقات معاً، ومن الآن فصاعداً سأخبرهم بأننا نملك بطل سوريا للدراجات في فريقنا”.

وتمكن الحلبي، بعد حرمانه من ركوب الدراجة لعامين، من الحصول على دراجة مجدداً ، على سبيل الإعارة، من التركي توفان، تحدث عن مشاعره حينها قائلاً: “بكيت من السعادة حينها، رغبت بركوب الدراجة لمئات الكيلومترات، تذكرت كيف الهواء كان يضرب بوجهي وأنا على الدراجة، خلال 3 دقائق فقط شاهدت عيناي ما مر بي في العامين الماضيين، نحن لاجؤون فارون من الحرب، ولكننا نملك آمالاً وأحلاماً، في المستقبل سأقوم بجولة على متن الدراجة، في كافة أنحاء تركيا، تعبيراً عن شكري لتركيا”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. 26 سنة عمر متأخر لتصل الى العالمية… مع عدم إغفال ان هذا الدراج غير مؤهل ليكون دراجا عالميا… بعد عمر حسنين وعبد الناصر هنيدة لم يظهر في سوريا دراج يتمتع بموهبة وبنية مناسبة للوصول للعالمية..
    ابطال سوريا كانوا اغلبهم من حرستا … وبعدها لم تظهر اي موهبة يمكن ان تصل للعالمية.