بعد 184 يوماً في الثلاجة .. دفن الطفلة السعودية ” سولاف ” التي توفيت إثر خطأ طبي
بعد 184 يوما في ثلاجة الموتى بمستشفى الملك خالد بنجران دفنت الطفلة سولاف ذات الأعوام الثلاثة التي توفيت إثر خطأ طبي تعرضت له عقب خضوعها لعملية إخراج خاتم ابتلعته في منزلها، وبعد أن ظل والدها طوال هذه المدة يرفض استلام الجثمان لحين الحصول على حقه الشرعي، وتحديد المتسببين في وفاتها وإقرار العقوبات المناسبة بحقهم.
وبحسب صحيفة الوطن شيع أهالي منطقة نجران أول من أمس الجثمان بمقبرة الشرفة وسط حضور عدد كبير من ذويها وأقاربها والمتابعين لقضيتها التي ظلت في أروقة الدوائر الحكومية المعنية ستة أشهر، حتى أصدرت الهيئة الطبية الشرعية حكمها الشهر الماضي، ودانت بعض الأطباء والممارسين، وأقرت بحقهم عقوبات وغرامات مالية قدرها 27 ألف ريال.
من جهته، استأنف والد الطفلة هادي فارس هنان الحكم الصادر من الهيئة الطبية الشرعية بنجران تجاه الكادر الطبي المتسبب في وفاة ابنته، وقال إن “الحكم غير منصف مقارنة بما حدث لابنتي”، مطالبا بإيقاع أشد العقوبات على الكادر الطبي الذي تسبب في وفاة طفلته.
إلى ذلك، تأزمت قضية الدكتور محمد عبدالعليم شاهد الإثبات في قضية الطفلة سولاف الذي أكد حدوث الخطأ الطبي، وهو ما دفع إدارة مستشفى الملك خالد إلى تقديم شكوى بحقه.
وقال عبدالعليم لـ ”الوطن” إن “مديرية الشؤون الصحية بنجران مارست ضدي أشد الأساليب التعسفية، من ضمنها منعي من السفر، وإيقاف راتبي مدة تجاوزت ستة أشهر، والغريب أن المتهم الرئيس في وفاة الطفلة يمارس حياته الطبيعية، وأنا كشاهد على الخطأ أتعرض لكل هذه الضغوط”.
وأكد أن “التقرير الطبي الصادر من إدارة مستشفى الملك خالد أثبت الخطأ الطبي، ودان المتسبب فيه، إلا أنني أقحمت بالقضية دون مبرر، ورغم أن تقديمي لشهادتي وقولي الحق يجب أن يحسب لي، إلا أنني واجهت أشد أنواع الضغوطات، حتى وصل الأمر إلى تجريمي بسبب قولي للحقيقة”.
وأوضح عبدالعليم أنه تلقى اتصالا من القنصل المصري عادل الألفي، وقابله أول من أمس بمقر القنصلية المصرية بجدة، حيث علم بأن القنصلية وكلت محاميا للدفاع عنه، وبحث أسباب منعه من السفر، وذلك بعد إدلائه بالشهادة ضد الطاقم الطبي في القضية ذاتها.
من جهته، قال المحامي علي آل حطاب وكيل الدكتور محمد عبدالعليم إن “الحزن خيم على الجميع عند سماع خبر دفن سولاف، ومواراة جسدها بعد ستة أشهر من الوفاة، لأن مسؤولية وفاتها ضائعة بين عدة أشخاص وجهات، ولم تظهر حتى الآن الحقيقة التي ترضي ذويها”.
وأضاف، أن “دفن سولاف لا يعني أن القضية انتهت، بل إنها البداية، لأننا سنعمل على إظهار الحق، ويعاقب كل من شارك في الخطأ الطبي الذي تعرضت له الطفلة بشكل مباشر أو غير مباشر”.[ads3]