علماء يرصدون نجماً آخر باعثاً للبلازما غير شمسنا
للشمس ظاهرة تَحدُث مرةً في الأسبوع (وأحيانًا مرتَيْن أو ثلاث مرات في اليوم)، تُدعى “الانبعاث الكتلي الإكليلي” وهي أن ينبعث من هالة الشمس (طبقة من البلازما تحيط بالشمس) بلازما وجسيمات مشحونة، وعادة ما يَحدث هذا بعد توهُّج شمسي (زيادة مفاجئة في سطوع الشمس).
اكتُشفت هذه الظاهرة في 1971، لكن لم يكُنْ وقوعها من نجم آخر غير الشمس رُصِد بعد، حتى عَثَر مؤخرًا فريق بحثي قادته كوستانزا أرجروفي، عالمة الفلك بجامعة باليرمو، على دليل وقوعها من نجم يُدعى “إتش آر 9024” وهو نجم يبعد من الأرض نحو 450 سنة ضوئية، وتبلغ كتلته ثلاثة أضعاف كتلة شمسنا، وفق ما اوردت شبكة “مرصد المستقبل”، ونَشر الفريق دراسته لهذا الاكتشاف في 26 من يوليو/تموز في مجلة “ذي أستروفيزيكال”.
ولاحظ الباحثون الانبعاث الكتلي الإكليلي للنجم “إتش آر 9024” أثناء فحصهم لبيانات يبلغ سِنُّها عَقدًا، كان جمعها مرصد تشاندرا الفضائي للأشعة السينية التابع لوكالة ناسا، حين كان العلماء يدرسون تغيرات في الأطوال الموجية لأشعة النجم السينية، أملًا في جمع معلومات أكثر عن هالته.
وأثناء ذلك لاحظوا انبعاث نحو مليون تريليون جرام من مادة النجم بعد أن توهج؛ لكن الغريب أن تلك المادة ارتدت إلى النجم مرة أخرى، فهذا لا يحدث مع انبعاثات شمسنا، لكنه يوافق ما توقعه بحث سابق من أن الانبعاث الكتلي الإكليلي ربما لا يستطيع التحرر تمامًا من مجال نجمه المغناطيسي إن كان ذلك النجم أكبر؛ وهذا قد يفسر لماذا لم نرصد أي انبعاث من قبل، فالبلازما والجسيمات لا تتحرر من نجومها أصلًا.
وقد تسبب الانبعاثات الكتلية الإكليلية عند وصولها إلى غلاف الأرض الجوي تعطيل الأقمار الاصطناعية وإغراق الطائرات في الإشعاع وقطع التيارات الكهربائية؛ لكنها مع هذا لا تؤذي البشر الموجودين على سطح الأرض، فهُم في حماية غلافها الجوي والمغناطيسي.
وبعد أن تأكد لنا أن للنجوم الأخرى انبعاثات كتلية إكليلية، يسعنا أن نستغل هذه المعلومة في بحثنا عن كواكب صالحة للحياة، لكن سيكون علينا أن نَعلم آثارها أولًا؛ فالانبعاثات الكتلية الإكليلية إن كانت لا تصل إلى كوكب يدور حول نجم عملاق، فستكون احتمالية بقاء حياة على سطحه عالية، لكن الدورة المستمرة لطاقة الانبعاثات حينئذ قد تزيد التوهجات الشمسية، وهذا قد يؤثر أيضًا في صلاحية الكوكب للحياة.[ads3]