وزير داخلية ألمانيا : حرية الصحافة جزء من المصلحة الوطنية

بعد أن أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أهمية حرية الصحافة في نظام ديمقراطي مثل ما هو في بلادها، اعتبر وزير الداخلية في حكومتها وحليف حزبها المحافظ في بافاريا، هورست زيهوفر، أن حرية الصحافة جزء من المصلحة الوطنية للبلاد، وذلك عقب التصدي المثير للجدل من جانب شرطة سكسونيا لصحفيين يمارسون عملهم خلال تظاهرة لحركة بيغيدا اليمينية المعادية للأجانب والإسلام في مدينة دريسدن بشرق ألمانيا.

في المقابل، رفض زيهوفر تقييم الحادث، وقال في برلين السبت خلال فعاليات “يوم الباب المفتوح” في مقر المؤتمر الصحفي الاتحادي إنه لا يزال في إجازته ولا يريد الحكم على الواقعة من السمع فقط.

وذكر زيهوفر، الذي يرأس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، أن حرية الصحافة جزء من المصلحة الوطنية بصرف النظر عن هذه الواقعة بالتحديد.

وأكد زيهوفر على ضرورة إيضاح ملابسات الواقعة في دريسدن، مضيفاً أنه لا يمكن تحقيق الثقة لدى المواطنين إلا بالمكاشفة في مثل هذه الوقائع.

وأوضح أنه بسبب العطلة لا تتوفر لديه حالياً معلومات مباشرة عن تصرف رجال الشرطة في دريسدن، مضيفاً أن هذا ما يجعله يعارض تقييم الواقعة حالياً.

يذكر أن رجلاً كان ضمن مشاركين في مظاهرة لحركة بيغيدا المعادية للأجانب والمسلمين وحزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي في دريسدن الأسبوع الماضي احتج على تصوير المظاهرة من قبل فريق تلفزيوني تابع للقناة الثانية في التلفزيون الألماني (زد دي إف). وبعد ذلك أوقفت الشرطة فريق القناة.

وبحسب بيانات القناة، قدم أحد المتعاطفين مع حركة بيغيدا بلاغاً ضد الفريق. ولم يتمكن الفريق التلفزيوني من مواصلة عمله إلا بعد 45 دقيقة من توقيفه.

وأثار مقطع فيديو مصور للواقعة جدلاً في ألمانيا حول تقييد شرطة ولاية سكسونيا لحرية الصحافة. وتبين بعد ذلك أن الرجل الذي هاجم فريق “زد دي إف” لفظياً خلال تغطية فعاليات المظاهرة موظف لدى المكتب المحلي للشرطة الجنائية في سكسونيا.

وعقب هذه الواقعة وأخرى مماثلة في مدينة شتوتغارت الألمانية، طالب اتحاد الصحفيين الألمان مؤتمر وزراء الداخلية الألمان على المستوى الاتحادي والولايات بحماية حرية الصحافة.

وقالت المديرة التنفيذية للاتحاد، كورنيليا هاس، في بيان اليوم: “بلدنا يحتاج إلى خطة توضح كيف يمكن للدولة، ممثلة في السلطات والهيئات والمراكز الخدمية، أن تطبق بفعالية الحق الأساسي في حرية الصحافة وحمايته”.

وذكرت هاس أن الوضع أصبح مأساوياً، وأوضحت: “عندما يكون أحد موظفي المكتب المحلي للشرطة الجنائية في ولاية سكسونيا على علم تام بالوسائل التي يمكن أن تدفع وحدة من الشرطة إلى عرقلة فريق تلفزيوني عن أداء عملهم لمدة 45 دقيقة، وعندما يعطل شرطي في شتوتغارت حرية الصحافة لأنه يعطي أولوية لحماية مزعومة لأعضاء حركة الهوية (اليمينية المتطرفة)، فإن هذا يعتبر إنذاراً بشأن التعامل مع حرية الصحافة”.

وأضافت هاس أنه لا يمكن للساسة الوقوف متفرجين حيال هذا الأمر. (DPA – DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها