دويتشه فيله : ” من هي العائلات العربية الإجرامية في ألمانيا ؟ “

بين حين وآخر تتجدد مداهمات كبيرة للشرطة الألمانية على مقرات ما يسميه الإعلام “عائلات عربية إجرامية”، فمن هي هذه العائلات؟ وهل هي عائلات عربية بالفعل؟

شنت الشرطة الألمانية حملة مداهمات كبيرة على مقرات “عائلات عربية إجرامية” في برلين، واعتقلت أربعة أشخاص خلال الحملة التي شنتها على خلفية الاشتباه بتجارة المخدرات.

ولا تعتبر مثل هذه الحملات شيئاً جديداً في ألمانيا، ففي تموز/يوليو الماضي صادرت السلطات 77 من الأصول العقارية والتي تزيد قيمتها عن 9 ملايين يورو، لأشخاص ينتمون إلى هذه العائلات، في أكبر ضربة لها حتى الآن، حيث يرجّح الادّعاء العام أنه تم شراء هذه العقارات بأموال من أعمال غير مشروعة.

كما تحقق السلطات مع 16 متهماً من عائلة عربية في حي نويكولن في برلين بتهمة غسل الأموال. ويشتبه في أن هذه العائلة متورطة في سرقة عملة ذهبية كبيرة من متحف “بوده” في برلين.

لكنّ السؤال الذي يتجدد مع كلّ حملة مداهمات هو: من هي هذه العائلات “العربية الإجرامية” التي تتحدّى القانون في بعض المدن الألمانية؟

هناك مجموعة عرقية معينة يرتبط اسمها بهذه النشاطات الإجرامية، ألا وهي مجموعة “المحلمية”، والتي تعود أصولها إلى قبائل قديمة سكنت منطقة جنوب تركيا وشمال سوريا، كما جاء في حديث اجرته DW مع الدكتور رالف غضبان صاحب دراسة معمقة حول اللاجئين اللبنانيين وتاريخهم في ألمانيا.

وبحسب الدكتور غضبان، فإن هذه المجموعة العرقية “تعاني من أزمة هوية عميقة، فهم غير مقبولين من العرب كعرب ولا يقبلهم الأكراد كأكراد. ولذلك، فهم تارة يوصفون بالأكراد، وتارة أخرى بالعرب أو اللبنانيين”.

وبحسب تقرير للقناة الألمانية الأولى فإن هذه العائلات تنحدر من مدينة ماردين في تركيا، وقد هاجرت إلى لبنان ومنه إلى ألمانيا في ثمانينات القرن العشرين خلال الحرب الأهلية، ثم قاموا باستقدام عائلاتهم. ويتحدّث أفراد هذه العائلات اللغة العربية، وبعضهم يتحدّث التركية أيضاً.

تعتبر عائلة ميري إحدى أكبر تلك العائلات في برلين، وقد ألّفت الصحفية الألمانية بيئاته كرافت شونينغ كتاباً بعنوان “عصابة الدم” عن انطباعاتها عن العائلة بعد أن استطاعت أن تتقرب منها.

تقول شونينغ إن ما يدفع هذه العائلة وغيرها للقيام بأعمال إجرامية هو الشعور بعدم الانتماء لأي بلد وعدم الحصول على الجنسية وعدم الاعتراف بأفرادها كمواطنين، إذ أنهم لا يحملون جنسية تركية أو لبنانية ولا هم يحصلون على الجنسية الألمانية، رغم أن العديد منهم ولدوا وترعرعوا في ألمانيا.

وتضيف الصحفية الألمانية أنّ الزواج في هذه العائلة يتم في الغالب وفق الشريعة الإسلامية، وليس معترفاً به من طرف السلطات الألمانية.

عائلات أبو شاكر والزين وعميرات، تتركّز هذه العائلات “المحلمية” في أربع ولايات ألمانية، وهي برلين وبريمن وشمال الراين-ويستفاليا وساكسونيا السفلى، وفي عدة مدن فيها بالتحديد وهي: برلين وبريمن وإيسن ودورتموند ودويسبورغ.

ففي العاصمة برلين يبلغ عدد الأشخاص “الفعّالين” الذين ينتمون إلى هذه العائلات أكثر من أربعة آلاف شخص، بحسب تقرير لقناة “إن تيفاو” الألمانية.

وفي مدينة إيسن يوجد أكثر من 6 آلاف شخص ينتمي لهذه العائلات، وفي بريمن توجد 33 عائلة تنتمي إلى هذه المجموعة وتتكون من 2500 فرد على الأقل، بحسب الصحفية الألمانية شونينغ.

وبحسب تقرير للقناة الألمانية الاولى فإن أكثر تلك العائلات نفوذاً في منطقة الرور في ولاية شمال الراين-ويستفاليا هي عائلات أبو شاكر والزين وعميرات.

ووفقاً لتقرير قناة “إن تيفاو” فإن عائلة أبو شاكر تعود لأصول فلسطينية إلا أنها هاجرت إلى لبنان ومنها إلى ألمانيا.

ويتراوح نطاق جرائم هذه العائلات، بحسب السلطات الألمانية، بين جرائم تعدًّ على الملكية أو الاعتداء على أشخاص آخرين، و تجارة المخدرات والدعارة، بالإضافة إلى جباية الأتاوات بالقوة وغسيل الأموال.

ورغم إعلان السلطات الألمانية أنها لن تظهر أيّ نوع من التسامح مع الجرائم التي ترتكبها هذه العائلات، إلا أنها لم تستطع حتى الآن من وضع حدّ لها، رغم قيامها بحملات مداهمة واسعة على مقرات أفرادها. (DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها