من بينهم سوري .. ألمانيا : وكالة رويترز تلتقي أشخاصاً في مدينة كيمنتس و تسألهم عن المواجهات التي شهدتها المدينة مؤخراً
بعد التوتر الشديد الذي شهدته شوارع مدينة كيمنتس، الواقعة في ولاية ساكسونيا، شرقي ألمانيا، بعد وفاة شاب في الخامسة والثلاثين من عمره في شجار دموي، التقت وكالة رويترز مع أشخاص من المدينة، من بينهم سوري، وسألتهم عن الاضطرابات التي وقعت هناك.
والتقت رويترز الشاب السوري (علاء 32 عاماً)، الذي هرب من الحرب في وطنه عام 2014، حيث درس البيولوجيا، وحالياً يحضر دورة تحضيرية في الجامعة في كيمنتس، حيث يريد الحصول على درجة الماجستير في علم المناعة، وأضاف علاء أنه منذ بضعة أيام يخشى الخروج من المنزل جراء الأحداث الأخيرة.
وقال علاء لوكالة رويترز، بنسختها الألمانية، بحسب ما ترجم عكس السير، إن هذه ليست هي المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الأشياء في المدينة، وقال بلغة ألمانية جيدة: “نحن خائفون من الجانبين، من اليمين المتطرف، و أيضا من اللاجئين الراديكاليين”.
وأضاف علاء أنه يتفهم غضب الألمان، لكن أي تعميم يعد خاطئاً، وقال: “ليس كل اللاجئين خطرين، وليس كل الألمان ضد اللاجئين”، وذكر أنه أصبح أكثر حذراً منذ بضعة أيام.
وقال علاء: “هذه المرة كان هناك الكثير من الألمان اليمينيين في الشارع، لذلك أنا خائف، لكنني آمل أن كل شيء يسير على ما يرام”، وشدد على أنه يعتمد على الحكومة الألمانية، وعلى الدولة الدستورية القوية، مضيفاً: “لا نشعر بالأمان أيضاً عندما يقوم لاجئ متطرف بذلك، أنا أيضاً لا أشعر بالأمان الآن”.
وذكر علاء أنه في هذه الأيام، لا يخرج وحده في الليل، ويتجنب الشوارع الفارغة، وقال: “أذهب إلى الكلية، ثم أعود إلى المنزل، وأتوجه للتسوق وأقوم بأشياء أخرى مهمة، أنا لا أعيش بشكل طبيعي، أنا خائف مثل أي شخص آخر، ليس اللاجئون وحدهم خائفين، لكن الألمان أيضاً خائفون، نحن نفهم كلا الجانبين ونأمل أن يكون كل شيء على ما يرام”.
والتقت الوكالة مع ديتر، البالغ من العمر 53 عاماً، ويسكن في مدينة كيمنتس التي يسكنها 250 ألف نسمة منذ ثلاثة أشهر ويبحث عن عمل، وقال ديتر إنه في الواقع يحب كيمنتس بشكل جيد، وقد أزعجته أحداث العنف الأخيرة، وقال: “إذا نظر أحدهم إلى ما حدث أو قرأه على التلفزيون، فذلك مجرد صورة خاطئة”.
عندما سُئل ما هو الأسوأ بالنسبة إليه، حادثة قتل ألماني في نهاية الأسبوع الماضي من قبل عراقي وسوري، أو إظهار بعض الرجال تحية هتلر علانية بعد الأحداث المتوترة، أجاب ديتر: “كلاهما في النهاية يعد سيئان، المظاهرة والقتل أيضاً”، ويأمل ديتر أن تنتشر المزيد من دوريات الشرطة في المدينة، حتى لا تحدث أشياء مماثلة بعد الآن.
بدوره يخالف هانز فيرنر شتارك آراء علاء وديتر، وقال هانز الذي يعمل كموظف مالي في ولاية شليسفيغ هولشتاين، ويقضي جزءاً من عطلته في كيمنيتس، إن صور الاحتجاجات كانت أكثر من اللازم بالنسبة له.
وأضاف: “لقد ألغيت إقامتي في الفندق في كيمنتس، لقد انتقلنا إلى مدينة لايبزيغ، وأضاف أنه وبصرف النظر عن التجمعات اليمينية، فهو غاضب بشكل خاص من نشر مذكرة الاعتقال بحق أحد المتهمين في قتل الشاب الألماني، وأضاف: “هذا هراء، وهذا سخف محض”، وانتقد هانز البالغ من العمر 61 عاماً نشر مذكرة الاعتقال وقال: “هذا يعد انتهاكاً صارخا لكل ما هو صواب”.[ads3]