ألمانيا : لقاءات مع لاجئين بعد 3 سنوات من جملة ميركل الشهيرة .. ” نستطيع فعلها “
عقب ثلاث سنوات من مقولة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الشهيرة “نستطيع فعلها”، تعيلقاً على موجة اللاجئين الكبيرة التي اجتاحت البلاد صيف عام 201، أجرت صحيفة “فيستفاليشه أنتسايغر” الألمانية استطلاعاً للرأي، عن أحوال عدة لاجئين يرووها بألسنتهم، في مدينة هام، في ولاية شمال الراين.
نجاح حديدي، البالغة من العمر 20 عاماً، لجأت إلى ألمانيا مع أخيها فؤاد عام 2015، قالت للصحيفة، بحسب ما ترجم عكس السير: “كان أمراً جيداً من المستشارة ميركل قول تلك الجملة، فهي أعطتنا أملاً لأنها آمنت بنا، وهي لا تعرف من هم الأشخاص الذين دخلوا إلى البلاد، أنا وأخي فؤاد سعيدان هنا بألمانيا، والداي وإخوتي الثلاثة الصغار مازالو في السودان، ينتظرون الحصول على فيزا، وهي أمر أصبح شبه مستحيل لإخوتي الصغار، نحن هنا نعتمد على أنفسنا، ونتلقى دعماً من مكتب رعاية الأطفال والقاصرين، أمر صعب بالنسبة لنا بأن نهتم بأمورنا بأنفسنا، بالإضافة إلى الدراسة للثانوية العامة هنا”.
وأضافت: “بعد ست أشهر من دخولنا إلى الصف التحضيري، قال لنا الأساتذة إنه سيتم تحويلنا إلى الصفوف العادية مع الألمان، وكان هذا أمراً له معنى كبير بالنسبة لي، لكن كان لدي تخوف من أن لا يتقبلني الآخرون بسبب حجابي، لكن بالعكس الكل كان لطيفاً ومساعداً لي، أمر محزن حينما يتم الحديث بشكل سيء عن اللاجئين لكن ليس الكل هم كذلك”.
بدوره، قال شقيقها فؤاد، البالغ من العمر 17 عاماً: “نجاح وأنا كنا صغاراً في السن، واعتقدت أن الحياة بدون وجود أهل أفضل فلا أحد يراقبني، ولا أحد يملي علي ماذا يجب أن أفعل، لكن اعتقادي كان خاطئاً، فواجهت صعوبات كبيرة من دون أهلي، ولم أذهب إلى المدرسة لفترة ثلاث شهور لمعاناتي من الإكتئاب، أتمنى أن أصبح شرطياً في المستقبل، بعد ثلاث سنوات، حينما أتمكن من الحصول على الجنسية الألمانية”.
سامر المهدي، البالغ من العمر 26 عاماً، قال للصحيفة، بحسب ما ترجم عكس السير: “قبل أن ألجأ إلى ألمانيا، كنت أقف أمام خيار الذهاب إلى خدمة العلم والقتال لصالح جهة لا أقف خلفها، أو الهروب، في سوريا كنت أعمل كممرض وخبير تخدير، وهذا ما أردت أن أفعله في ألمانيا، عندما تم الشرح لي ما هو نظام التدريب المهني، كان الأمر كالصاعقة علي، يجب أن أحصل على تدريب مهني لثلاث سنوات، وبعدها يجب أن أختص في مجالي، وبهذا يكون عمري حتى ذلك الوقت 31 عاماً، وأنا لا أعرف إن ما كنت سأبقى أو يسمح لي بالبقاء حتى ذلك الوقت في ألمانيا”.
وأضاف سامر: “بالرغم من ذلك أن ممتن لألمانيا لما قدمته لنا، وأريد أن أقدم شيئاً لها، هنا يعيش الأشخاص بحرية، ولديهم الحق في التعبير عن الرأي، حالياً أعمل في مغسلة، وآمل أن أحصل على تدريب مهني في العام المقبل، أتمنى أن أبني حياتي من جديد هنا، وأؤسس عائلة وأنسى ماذا عايشته في سوريا، لكن يوماً ما، إذا تحسنت الأوضاع هناك، سأعود إلى سوريا، أنا أؤمن بأن اللاجئين سينجحون في ألمانيا، لكن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت”.
إيلند صبري، البالغ من العمر 18عاماً، قال للصحيفة: “عندما وصلت إلى ألمانيا وحدي أقمت في ملجأ، المسؤولون هناك كانوا لحسن الحظ جيدون، وكانوا ممسكين بزمام الأمور، بعد إنهائي لدورة اللغة شجعتني معلمتي بأن أغير مدرستي، وأذهب إلى الثانوية العامة، وهذا بالفعل ما حصل، وأنا حالياً في الصف الحادي عشر”.
وتابع: “المدرسة هنا مختلفة عما هي عليه في سوريا، فالمواد هناك تدرس فقط للحفظ من السطر الأول إلى السطر الأخير، وحصص الفن والموسيقا والرياضة ليست بالمواد المهمة بعكس ألمانيا”.
بعد الثانوية العامة أريد أن أدرس شيئاً في مجال العلوم الطبيعية، حالياً أعيش مع أمي وأختي في المدينة، ونقضي وقتنا كما كنا نقضيه في سوريا، فنجلس مع بعض ونلعب الورق ونشغل أنفسنا في الحديقة، بسبب هويتنا الكردية، يخاف أولاد عمومتي دائما بسوريا من تعرضهم لمضايقات وهذا أمر يخيفني”.
وقال عصام الدين العمر، البالغ من العمر 41 عاماً: “أنا مشغول بقضية كيف أجلب عائلتي إلى ألمانيا، السفارة قالت لي إنه يجب علي أن أحدد موعداً جديداً وأرسل لهم عدة إيميلات، لكن لا شيء يحصل بعد ذلك”.
وأضاف: “منذ أربع سنوات لم أر عائلتي، وأضيع على نفسي رؤية كيف يكبر ابني وبناتي، التواصل معهم عبر واتساب ليس بأفضل حالاً، لإنقطاع الكهرباء في دمشق، لكن بالرغم من كل شيء، أنا ممتن بشكل كبير لألمانيا، التي أنقذتني من آلام مبرحة في رأسي، في سوريا قال لي الطبيب بأنني أعاني من حساسية أو الشقيقة، وأعطاني حبوب مهدئة، لكن في ألمانيا شخصني الأطباء بأنه لدي تكيس يضغط على عيني ويسبب آلام الرأس، بعد إزالة التكيس لم يعد لدي أي آلام، في سوريا لم يكن ليتم تشخيصي بشكل صحيح، بسبب العملية لدي ثقبان في الجمجمة، مما يعيقني عن العمل، في سوريا عملت بكل شيء ابتدءً كحجار، وليس نهاية كمصور”.
وتابع: “أنا أساعد في أحد المتاجر التسوقية بجر بالبضائع، أمر سهل بالنسبة لي بالتعرف على أناس جدد من كافة الجنسيات، فليس لدي مشكلة مع أحد، بعكس الأشخاص بسني، الذين يحتجون على عدم إيجادهم لعمل، وأنا أقول لهم المشكلة لديهم هم، فيجب على الشخص في ألمانيا أن يكون منفتحاً ولطيفاً ومساعداً”.
وقال اللاجئ الإيراني، فرشيد أنصاري، البالغ من العمر 33عاماً، الذي وصل إلى ألمانيا عام 2015: “عندما وصلت إلى ألمانيا كان علي أن أفهم كيف يجب علي أن أتأقلم مع المجتمع الجديد هنا، اللغة كانت صعبة، كان لدي خوف ورهبة من التكلم باللغة الألمانية، لذلك لم أحصل على توظيف كفني إلكتروني، بالرغم من معادلة شهادتي، الثقافة جداً مختلفة لي عما هو في إيران”.
وتابع “كنت من اللاجئين الناشطين، لكن ذلك لم يتم النظر إليه بعين الاعتبار، وتم رفض طلب لجوئي بعد أن انتظرت طويلاً، حتى تم البت في طلبي، بسبب تأخر دراسة طلبي، لم أستطع الذهاب لدرجة الاندماج، وحاولت عبر فيديوهات على يوتيوب تعلم اللغة، إقامتي تنتهي حتى شهر تشرين الثاني، ولا أعرف ماذا أفعل”.[ads3]