ألمانيا : انتقادات لرئيس جهاز الاستخبارات بعد تصريحات مثيرة للجدل عن أحداث كيمنتس

شكّك رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية في ألمانيا هانس يورغ- ماسن بتقارير عن «مطاردة لأجانب» نفذها متطرفون ونازيون جدد في مدينة كيمنتس، مناقضاً تصريحات للمستشارة أنغيلا مركل في هذا الصدد.

وقال لصحيفة «بيلد» إن ليس لديه أي «إثبات على أن تسجيلاً مصوّراً انتشر على الإنترنت، حقيقي». ويشير بذلك إلى تسجيل يُظهر أشخاصاً بملامح أجنبية يتعرّضون لملاحقة أو مطاردة. وأضاف: «لديّ شكوك في شأن تقارير إعلامية عن مطاردات متطرفين يمينيين لأجانب في كيمنتس. بناءً على تقديراتي الحذرة، هناك أسباب تدعو إلى الاعتقاد بأنها كانت معلومات زائفة قصداً».

وبُثّ تسجيلان مصوّران على موقع «تويتر»، لمتظاهرين من اليمين المتطرف يلاحقون أشخاصاً تدل ملامحهم على أنهم أجانب، في مدينة كيمنتس شرق ألمانيا، إثر مقتل ألماني في 26 آب (أغسطس) الماضي، والاشتباه بأن طالبَي لجوء، عراقياً وسورياً، ارتكبا الجريمة.

وانتقدت الحكومة وحزب الخضر المعارض تصريحات ماسن، واعتبراها «منافية للعقل، وتشكّل هجوماً مباشراً على أنغيلا مركل».

كما اتهم توماس أوبرمان من الحزب الاشتراكي، الشريك الأصغر في الحكومة الائتلافية، ماسن لامتناعه عن التعامل بجدية مع تهديدات للسلامة العامة. وقال: «رأينا مشاهد وسمعنا من شهود، كيف كان الناس يؤدّون التحية النازية علناً».

كذلك طالب شتيفان هاربارث، وهو خبير في الشؤون الداخلية في الحزب المسيحي الديموقراطي بزعامة مركل، ماسن بأن «يشرح مصدر شكوكه» بما تضمّنه التسجيلان المصوّران.

ودان الناطق باسم مركل أحداث كيمنتس، وكذلك تقارير أفادت بأن متظاهرين «طاردوا» أجانب. وكرّرت مركل العبارة ذاتها، مشددة على أن «الكراهية في الشارع» مرفوضة في ألمانيا.

لكن وزير الداخلية المتشدد هورست زيهوفر، وهو أبرز منتقدي سياسة الهجرة التي اتبعتها مركل، دافع عن تظاهرات كيمنتس، وهاجم الهجرة بوصفها «أم كل المشكلات السياسية» في ألمانيا.

وكان رئيس حكومة مقاطعة ساكسونيا ميكاييل كريتشمر رفض تقارير عن أحداث في المقاطعة، مؤكداً أنه لم تكن هناك «غوغاء ولا مطاردة للأجانب ولا مجازر». ويأتي هذا الصدام العلني فيما يواجه «مكتب حماية الدستور» تحقيقاً في شأن توليه ملفَين بارزين، إذ يتهمه منتقدوه بالامتناع عن متابعة معلومات أساسية في تحقيق حول خلية للنازيين الجدد قتلت 10 أشخاص، معظمهم مهاجرون، في الفترة التي سبقت هجوماً عنيفاً بشاحنة على سوق ميلادية في برلين عام 2016.

كما يأتي في ظلّ انهيار هدنة هشة إزاء ملف الهجرة داخل الائتلاف الحكومي، على خلفية جرائم اتُهم أجانب بارتكابها. وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الإذاعة العامة «إي آر دي» أمس، تشكيك الألمان في سياسة مركل حول الهجرة، وقول 69 في المئة منهم أنهم يعتقدون بأن دمج القادمين الجديد لا ينجح. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها