مسؤول نظامي : ” يتم الكشف يومياً على جثث مسنين أكثرهم في حلب مضت على وفاتهم أيام و هم وحيدون في منازلهم ! ” .. و هذه هي الأسباب

قال المدير العام للهيئة العامة للطب الشرعي (سلطات النظام)، زاهر حجو، أن “مراكز الطب الشرعي في المحافظات تكشف يومياً على جثة لشخص كهل متقدم في العمر مات وحيداً في منزله ومضت على وفاته أيام، وبأنه لا تكتشف الجثة إلا بعد صعود الروائح منها، مؤكداً أن معظم الحالات نتيجة احتشاء العضلة القلبية”.

ونقلت صحيفة “الوطن” الناطقة باسم النظام عن حجو قوله، أن الحالات النفسية لعبت دوراً في إصابة الكثير من المتوفين المتقدمين في العمر باحتشاء العضلة القلبية التي أدت إلى الوفاة لتركهم وحيدين في المنزل، مشيراً إلى أن معظم الحالات كان متوسط أعمارها فوق الستين عاماً.

ورأى حجو أن هذه الحالات النفسية نتيجتها هجرة أولاد المتوفى وتركه وحيداً في المنزل، مؤكداً أن أكثر الحالات التي يتم الكشف عنها في حلب.

واعتبر حجو أن هذه الظاهرة مقلقة وخطرة وخصوصاً أنه قبل الأزمة لم تكن موجودة إلا بندرة، موضحا أن احتشاء العضلة القلبية بحاجة إلى إسعافات سريعة كنقل إلى المشفى وطريقة النقل بحاجة إلى دقة أيضا لكي لا تتأزم لديه الحالة.

وأضاف حجو: “لو وجد من نقله إلى المشفى سريعاً أو قدم له أي مساعدة كان من الممكن إنقاذه إلا أنه نتيجة عدم وجود هؤلاء الأشخاص تتفاقم معه الحالة إلى الوفاة، وخصوصا أن الحالات النفسية أثرت بشكل واضح على مثل هذه الحالات”.

وكشف حجو أن بعض الحالات كانت نتيجة جرائم جنائية، موضحا أنه أثناء الكشف تبين أن الجريمة تم ارتكابها من دون مقاومة مثل أنه لا يوجد آثار لكسر باب المنزل ليتبين بعدها أن أحد أقاربه ارتكب الجريمة لأنه يعلم أن هذا الكهل وحده في المنزل.

وروى حجو أن إحدى الحالات مسنة بلغت السبعين من العمر قتلها أحد أقاربها ولكن لم يتم كشف الجريمة فورا بل إنه تم حفر قبرها للتدقيق في حالة الوفاة ليتبين أنه تم قتلها.

وأكد أن بعض الجرائم تم ارتكابها عبر استخدام وسيلة الخنق الخفيف لإدراجها تحت مسمى احتشاء القلب لتضليل الكشف عن الجريمة، لافتاً إلى أن بعض المجرمين لديهم خبرة عبر الانترنت.

وأضاف حجو: “في حلب حدثت مثل هذه الحالات نتيجة خبرة بعض المجرمين إلا أنهم لم يصلوا إلى عقلية الاحتراف الكامل في ارتكاب الجريمة وهذا ما يسهل كشفها، مؤكداً أنه لا يوجد مجرمون متمرسون قادرون على تغطية معالم جريمة بهذه الخطورة”.

وأشار إلى أنه وجه الأطباء الشرعيين في المحافظات إلى الخروج إلى مسرح الوفاة للكشف على الجثة هناك خوفاً من وجود حالة شبهة جنائية، مبيناً أن مسرح الوفاة من الممكن أن يعطي إشارات أو معالم يتم الوصول إلى شيء معين.

وأشار أيضاً إلى أن إحدى الحالات تم اكتشافها بعدما تبين أن حالة الخنق تمت عبر اليد اليسرى وتم كشف الجاني عبر هذا الدليل، إذ تم ذلك بعدما خرج الطبيب الشرعي إلى مسرح الجريمة والكشف عليه.

وأكد حجو أن الطبيب الشرعي يعتبر الحلقة الأولى في كشف الجرائم، مؤكداً أن دور الطبيب يجب أن يكون وقائياً بتوعية المواطنين قبل أن يكون دوره الكشف على الجثث.

* الصورة : حلب – تعبيرية[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها