دراسة : الأجهزة اللوحية تؤثر سلباً على ذكاء الأطفال

توصّلت دراسة حديثة أُجريت على مجموعة من الأطفال، تتراوح أعمارهم بين 8 و11 عاماً، إلى أن القدرات العقلية للصغار الذين يستخدمون الأجهزة اللوحية بهدف الاستمتاع لمدّة تقل عن ساعتين يومياً تفوق غيرهم ممن يقضون فترات أطول أمام تلك الأجهزة.

وبحسب موقع Medical Daily، نُشِرت الدراسة التي تحمل عنوان “الارتباط بين سلوكيات النشاط الحركي على مدار 24 ساعة والإدراك العام لدى الأطفال الأميركيين” في مجلّة The Lancet الطبيّة المَعنيّة بصحّة الأطفال والمراهقين في 26 سبتمبر/أيلول 2018.

ومن أجل ضمان التطوّر المعرفي والإدراكي الجيد لدى الأطفال، توصي «الإرشادات الكندية بشأن النشاط الحركي على مدار 24 ساعة – Canadian 24-Hour Movement Guidelines»، بأن يحصل الأطفال على 7 إلى 9 ساعات من النوم.

وتؤكد الدراسة أهمية ألا يقضوا أكثر من ساعتين أمام شاشات الأجهزة الذكية المُستخدمة لدواعي الترفيه، فضلاً عن ضرورة قضاء ما لا يقل عن ساعة من النشاط البدني بشكل يومي.

ويُعرف الاعتماد على الأجهزة الذكية في اللعب أو مشاهدة مقاطع الفيديو باسم الاستخدام الترفيهي للأجهزة اللوحية، وحذّر الباحثون من أن هذا النمط من الاستخدام الترفيهي، إلى جانب عوامل أُخرى مثل عادات النوم ومستويات النشاط البدني، له تأثير واضح على الصحّة المعرفية للطفل.

ويقول المؤلّف الرئيسي للدراسة جيرمي والش: “لقد أتيحت لنا الفرصة هنا لدراسة ارتباط كل من هذه الإرشادات على حدة وارتباطها معاً بالإدراك لدى عينة كبيرة من الأطفال الأميركيين”.

وأجرى الباحثون استطلاعاً يشمل سلوكيات 4 آلاف و500 طفل في الولايات المًتحدة، كما خضع الأطفال أيضاً لتقييم القدرات الإدراكية يتضمّن اللغة والذاكرة وسرعة التحليل والانتباه، وفق ما ذكر موقع “عربي بوست”، وتبيّن أن 5% فقط من الأطفال الذين شملتهم الدراسة يتّبعون التوصيات الثلاث بشأن النوم والتعرّض للشاشات الإلكترونية والنشاط البدني، بينما لم يتّبع 30% من الأطفال أياً من تلك الإرشادات نهائياً.

وسجّلت النسبة الضئيلة التي تتّبع الإرشادات وتبلغ 5% أفضل النتائج في اختبار القدرات الإدراكية. وأشار الباحثون إلى أنه كلما ارتفعت درجة اتباع الأطفال للتوصيات ارتفعت قدراتهم الإدراكية والمعرفية.

وعندما تناول الباحثون التوصيات كُلاً على حدة، اتضح أن استخدام الأجهزة اللوحية لفترات لا تزيد عن ساعتين في اليوم الواحد يرتبط بأفضل التأثيرات على القدرات الإدراكية للصِغار.

وتابع والش قائلاً: “أنا أعتقد أن الهدف الأسمى هُنا هو أن يُعيد الآباء والأمّهات النظر في يوم أطفالهم المكوّن من 24 ساعة، وأن يُقِرّوا قواعد أو حدوداً واقعية بشأن مُدّة تعرّض أطفالهم للأجهزة الذكيّة، وأوقات نومهم، وأن يتأكّدوا أيضاً من تشجيع أطفالهم على النشاط البدني”.

وفيما يتعلّق بإرساء بعض القيود بهذا الشأن، سُجِلت البيانات لمرّة واحدة ولا يُمكن الاعتماد عليها في معرفة كيفية تغيير السلوك بمرور الوقت، واعتمد الباحثون في جمعها على الإبلاغ الذاتي، وهو ما يعني احتمال عدم الدقّة في كيفية إجابة المشاركين على واحدٍ أو أكثر من الأسئلة.

وبالطبع، اعتمدت الدراسة على المُلاحظة، وهو ما يعني أنه لا يمكن تأسيس علاقة سببية. وقال القائمون على الدراسة إن الأبحاث المُستقبلية قد تحاول إثبات الأمر، واختبار كيفية تغيير السلوكيات بمرور الوقت.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها