ألمانيا : انتخابات إقليمية في بافاريا وسط مخاوف من فوز اليمين المتطرف
يدلي الأحد أكثر من 9.4 ملايين شخص بأصواتهم في الانتخابات البافارية التي ستكون بمثابة الإختبار لحكومة المستشارة أنجيلا ميركل.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري المحافظ، الذي كان يحصل على الأغلبية المطلقة في بافاريا على مدى عقود، سيحصل على ما بين 33 و35 في المائة فقط من الأصوات، بينما سيحل حزب الخضر ثانياً بحوالي 18 في المائة.
وإن كانت هذه الإنتخابات إقليمية “فقط”، سيكون لها بالضرورة ارتدادات وطنية لأنها تأتي بعد عام فقط من الانتخابات البرلمانية التي جرت في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، حيث يدعى إلى صناديق الاقتراع 9.5 مليون مسجل أي سدس جمهور الناخبين في البلاد. وستحدد هذه الانتخابات الإقلمية ما إذا كانت الاتجاهات الرئيسية التي لوحظت في العام 2017، التقدم غير المسبوق لليمين المتطرف بقيادة حزب البديل من أجل ألمانيا والانحدار التاريخي للمحافظين الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد المسيحي الاجتماعي (CDU-CSU) والديمقراطيون الاجتماعيون( SPD) ستتأكد أو بالعكس.
التحدي الكبير الذي تمثله هذه الإنتخابات يكمن أيضا في المكان، فبافاريا تحتل مكانة خاصة على الساحة السياسية الوطنية في ألمانيا، وهو الإقليم الوحيد الذي لا يملك فيه الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) الذي تنتمي إله أنجيلا ميركل تمثيلا بالمعنى الدقيق. ففي هذا الإقليم الغني يمتلك المحافظون حزبهم الخاص، الاتحاد المسيحي الاجتماعي (CSU). ففي البوندستاغ يزاول نواب التشكيلتين مهاهم النيابية في نفس المجموعة منذ نشأة الجمهورية الفيدرالية في العام 1949.
ولهذه الأسباب تتعدى تحديات هذه الانتخابات حدود بافاريا، فرئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي هورست زيهوفر يشغل منصب وزير الداخلية في حكومة أنجيلا ميركل وبعبارة أخرى فإن ما يحدث في ميونيخ يوم الأحد يشغل اهتمام ببرلين بشكل مباشر.
وبسبب موقف زيهوفر المتشدد حيال الهجرة، وجد تحالف الحزبين، المسيحي الاجتماعي والديمقراطي المسيحي ، نفسهما في دوامة وعلى حافة الانهيار بعد الانتخبات الماضية وهذا ما يمنح الانتخابات البافارية دور الاستفتاء على موقف زيهوفر المثير للجدل في السياسة الوطنية.
منذ عام 1962 وفي حالة فريدة من نوعها في أوروبا، حصل الاتحاد المسيحي الاجتماعي (CSU) على الأغلبية المطلقة من المقاعد في البرلمان البافاري باستثناء الفترة ما بين 2008 و 2013 عندما اضطر الحزب إلى تشكيل ائتلاف مع الحزب الديمقراطي الليبرالي (FDP) . ومنحت استطلاعات الرأي الأخيرة نسبة 33 إلى 35 في المائة إلى الحزب المسيحي الاجتماعي، أي أقل بخمسة عشر نقطة عن العام 2013 حيث حصل على 47.7 في المائة، وعلى ما يقارب عشر نقاط أقل عن عام 2008 بـ 43.4 في المائة. (EURONEWS)[ads3]