ألمانيا : النظام التعليمي يتجه إلى مزيد من التحسن .. و هذه هي المشاكل التي تعيقه
يتجه النظام التعليمي في ألمانيا إلى مزيد من التحسن، وإن كان ذلك يحصل بتواتر بطيء بعض الشيء.
وقالت مجلة “دير شبيغل“، بحسب ما ترجم عكس السير، إن آخر الدراسات لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، التي نشرتها يوم الثلاثاء، تفيد بأن النظام التعليمي على نطاق عالمي تحسن بشكل كبير، في الأعوام الخمسين الماضية.
لكن ذلك التحسن لا يعني بالضرورة تكافؤ الفرص ما بين الطلاب من خلفية اجتماعية متدنية، وآخرين من الطبقات الاجتماعية الراقية.
وأضافت أن ألمانيا لم تعد في مؤخرة البلدان التي تحقق تطورات في التعليم، لكن ما زالت لديها مشكلة، بأنها تًعد من الدول التي تؤثر خلفية الطفل الاجتماعية، على مستقبله بشكل كبير.
طالب في الخامسة عشر من عمره من طبقة اجتماعية متدنية، حقق باختبار Pisa-Test (سبر للمعلومات يحدد مستوى الطالب التعليمي، ويتضمن أسئلة من المواد العلمية في المدارس)، 466 نقطة، فيما حصل طالب ذو وضع عائلي متحضر، على 569، مما يعني فارق 103 نقاط، أو بعبارة أوضح فرق تعليمي من ثلاث سنوات مدرسية.
هذه المشكلة تعد عالمية، لكن متوسط فرق النقاط يبلغ 88 نقطة، وفي هذا الإطار أيضاً، يوجد دول لم تلعب فيها الحالة الاجتماعية، أي دور على الإطلاق، وكانت النتائج هي نفسها بين الطبقات المختلفة، كهونغ كونغ وآيسلندا والجزائر.
الأمر يتعقد بعض الشيء لأن الأطفال من الطبقات الاجتماعية المتدنية يزورون المدرسة نفسها، وبذلك يكون المحيط أيضاً يعاني من المشكلة نفسها، وبذلك يفتقد لعامل الحافز، ويكون الأمر كالدوران في حلقة مفرغة.
كل ذلك بالإضافة إلى أن تلك المدارس تفتقد غالباً لدعم مالي متوازن، وجو مدرسي جيد، وغياب الدوافع والافتقاد لوسائل تعليمية جيدة، وذلك كله على عكس ما هو عليه الوضع في مدارس طلابها من مستوى اجتماعي أرفع.
ذلك الواقع يتطور حتى يصل لمرحلة الدراسة الجامعية، فالأشخاص الذي حصل آباؤهم على درجة أكاديمية، يدخلون الجامعة بمعدل ثمانية أضعاف الأشخاص الذين حصل آباؤهم على درجة علمية أقل.
بالمحصلة فإن عجلة التطور التعليمي على المستوى العالمي وعلى مستوى ألمانيا تدور، لكن ما يخص أمر تكافؤ الفرص الاجتماعية لأفراد المجتمع من مختلف الطبقات، يبقى أمراً معقداً، ويستوجب خطوات أكبر لمواجهته.[ads3]