ألمانيا : توقعات بتراجع معدل البطالة عن 5 %

أشارت تقديرات خبراء اقتصاديين في مصارف ألمانية كبرى إلى أن وضع سوق العمل في البلاد واصل تحسنه خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

ووفقاً لما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط”، فقد كشفت نتائج استطلاع أجرته وكالة الأنباء الألمانية بين خبراء اقتصاديين، إن التعافي الاقتصادي في الخريف أسهم في خفض أعداد العاطلين عن العمل. ورجح الخبراء أن معدل البطالة سيتراجع، حسب جميع التوقعات، دون حاجز 5 في المائة لأول مرة منذ بدأت الوكالة الاتحادية رصد الإحصاءات.

وكان معدل البطالة قد بلغ 5.1 في المائة سبتمبر (أيلول) الماضي، منخفضاً بأكثر من التوقعات عن البطالة في أغسطس (آب)، التي بلغت 5.2 في المائة، وهو أقل معدل للبطالة في البلاد منذ الوحدة.

وعلق ديتليف شيلي، رئيس وكالة العمل، في بيان سابق عن سوق العمل في سبتمبر، بأن «نمو سوق العمل ما زال جيداً»، مشيراً إلى التراجع «الكبير» في البطالة والعمل الهش في حين «استمرت زيادة» الوظائف الخاضعة لمساهمات الضمان الاجتماعي، واستمر نمو السوق مدفوعاً بـ«طلب الشركات على الأجراء».

وبحسب تقديرات الخبراء، فإن عدد العاطلين عن العمل الشهر الحالي سيصل إلى 2.199 مليون شخص بتراجع بنحو 57 ألف شخص مقارنة بسبتمبر الماضي، وبمقدار نحو 190 ألف شخص مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

وأعرب الخبراء عن اعتقادهم بأن سوق الوظائف استفادت من الحالة الاقتصادية الجيدة، حتى مع بعض التراجع في وتيرة التعافي الاقتصادي.

وكانت الحكومة الألمانية خفضت مؤخراً من توقعاتها للنمو الاقتصادي في ظل التوترات التي تسيطر على الاقتصاد العالمي مع احتدام الحرب التجارية بين أميركا وشركائها التجاريين. وتتوقع الحكومة الألمانية أن ينمو الاقتصاد بنحو 1.8 في المائة هذا العام انخفاضاً من تقديرات سابقة بنمو نسبته 2.3 في المائة.

وحذر كبير اقتصاديي البنك العام كي إف دبليو، من الكثير من المخاطر التي تواجه سوق العمل «خصوصاً التهديد الأميركي بنزاع تجاري دولي كبير»، علاوة على «النقص المتنامي في العمالة الماهرة».

وخلال اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين الأخيرة في إندونيسيا، خلال الشهر الحالي، أعلن صندوق النقد الدولي عن تخفيض توقعاته للنمو في منطقة اليورو خلال العام الحالي، مشيراً إلى تضرر ألمانيا بشكل خاص بسبب تراجع في طلبيات التصنيع وحجم التجارة.

وتراجعت توقعات الصندوق للنمو في منطقة اليورو في 2018 من 2.2 في المائة إلى 2 في المائة فقط.

ويطرح صندوق النقد رؤية قلقة بشأن مستقبل النمو العالمي مع تصاعد التوترات التجارية بين الصين وأميركا، وأزمة خروج رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة، مرجحاً أن ينمو اقتصاد العالم بنحو 3.7 في المائة العام الحالي والمقبل، مقابل توقعات سابقة بالنمو 3.9 في المائة.

لكن تظل ألمانيا من أكثر الاقتصادات القادرة على النمو في الوقت الراهن، ولا تتعرض للسياسات الحمائية الأميركية بشكل مكثف، مثلما تواجهه الصين، وهو ما يرجح توقعات متفائلة نسبياً بشأن مستقبل بيانات سوق العمل. ()[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها