” حرمان ديني ” يدفع بمرشحين للانتخابات المحلية في الجولان المحتل إلى الانسحاب
استقال تسعة مرشحين دروز، على الأقل، من المنافسة في انتخابات السلطات المحلية في القرى الأربع في هضبات الجولان المحتلة، على خلفية تهديدات بالحرمان الديني والاجتماعي، وفقا لتقرير نشرته صحيفة هآرتس العبرية.
وقال مرشحون للصحيفة، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، إن مرشحين من أصل خمسة مرشحين في مجدل شمس وثلاثة من أصل خمسة مرشحين في عين قينية، وواحد من بين مرشحين في بقعاثا، وجميع المرشحين الثلاثة في مسعدة، انسحبوا من المنافسة.
وكمثال على المشاعر السلبية إزاء المشاركة في الانتخابات المحلية في القرى الربع، تشير الصحيفة إلى حدث وقع في قرية مجدل شمس، الأسبوع الماضي، حيث قام نحو 250 شخصًا بإحراق الرسائل للناخبين التي وصلتهم من وزارة الداخلية الإسرائيلية، كما تنشر على شبكات التواصل الاجتماعي منشورات ضد المتنافسين، ويضغط القادة الدروز على عائلات المرشحين لكي يحاولوا منعهم من المشاركة في المنافسة.
وقال أحد المرشحين الذين استقالوا في محادثة مع هآرتس إنه اقتنع بأنه من غير المعقول أن يسمح لنسبة صغيرة من السكان بالترشح لقيادة البلدة (حيث يحق لمن يحملون المواطنة الإسرائيلية فقط التنافس، علما أن 20 بالمائة فقط من السكان يحملون الجنسية الإسرائيلية).
وقال: “كل شيء جديد صعب للغاية رغم أنه جيد، إلا أن القرى غير مستعدة لذلك”، وأضاف: “لم أتلق تهديدات، لكن منذ البداية أعلنت أنها كانت غير عادلة ولن تكون كذلك”، ويقول إنه لم يتعرض للتهديد، لكنه رجل أعمال، ويخشى أن يؤدي استمراره إلى الإضرار بعمله، وقال: “توقف الناس فجأة، حتى عن طرح السلام عليّ، الناس ليسوا مستعدين لهذا (للانتخابات) ولا يعرفون ماهيتها. بعض الناس دخلوا في اشتباكات بسببها”.
سميرة رضا عمران، التي تخوض الانتخابات ضد عين قينية ولم تسحب ترشيحها، وصفت سلسلة من الضغوط القاسية، وقالت “يوجد هنا إرهاب نفسي وعقلي. هذا لا يتقبله الوعي. إذا لم تكن تفكر مثلي، فسوف أحطمك وأشطبك بكل ما لدي من وسائل – أطفالك وأسرتك ومقاطعتك ونبذك ووصمك بالعار فقط لأنك لا تفكر مثلي”، ووفقا لها، فقد طلب رجال الدين في القرية الحضور للتحدث معها لكنها لم توافق، حتى وصلوا أمس إلى منزلها. وأضافت: “هذا امر رهيب، نحن في هذه المنطقة لا نزال نعيش في العصر الحجري”.
كما وصفت التوجهات إلى أسرتها ووالديها الذين يعيشون في قرية أخرى “إنه أمر أسوأ بكثير من التهديد المادي، لأن هذه المقاطعة تخلق فجوة بين الناس في القرية، وتقسم العائلات”، وأضافت أن الدولة أيضا لها دور في الوضع: “لو كانت الدولة قد قامت منذ البداية، منذ ضم مرتفعات الجولان، باختيار الأشخاص المناسبين ليكونوا رؤساء للمجالس المحلية وليسوا من المتعاونين الذين جذروا لدى الناس الشعور بأن المكان سيء، لكان الأمر سيبدو مختلفا، كان يجب على الدولة التمهيد للأمر وإقناع الرأي العام. لا يتم هكذا إجراء انتخابات كهذه للمرة الأولى، لا سيما في منطقة محتلة معقدة سياسيا واجتماعيا. الدولة تساعد أولئك الذين لا يريدون أن تجري الانتخابات”.[ads3]