ألمانيا والنمسا تحييان ذكرى “ليلة الكريستال” وأعمال العنف ضد اليهود عام 1938
تحيي ألمانيا والنمسا الجمعة ذكرى مرور ثمانين عاماً على “ليلة الكريستال” التي شهدت حملة قتل واعتقالات وتخريب ضد اليهود في 1938.
وفي ألمانيا ستنظّم تظاهرات في جميع أنحاء البلاد بهذه المناسبة التي ستشارك المستشارة أنغيلا ميركل في إحيائها بخطاب تلقيه في كنيس في برلين، بحضور المجلس المركزي ليهود ألمانيا.
أما في النمسا فقد دعا الرئيس الكسندر فان دير بيلين الخميس في هذه المناسبة، إلى التسامح، وذلك خلال مراسم أقيمت في موقع الكنيس القديم ليوبولدشتات الذي كان أقدم مكان يهودي للعبادة في فيينا قبل تدميره خلال “ليلة الكريستال”.
وقال فان دير بيلين: “علينا أن ننظر إلى التاريخ على أنّه مثال يكشف إلى أين تقود سياسات كبش المحرقة والتحريض على الكراهية والإقصاء”.
وأدّت أعمال العنف في تلك الليلة إلى مقتل ثلاثين شخصاً على الأقل في النمسا، وسُجن حوالى 7800 يهودي وتم تهجير أربعة آلاف آخرين إلى معسكر داشاو.
وقال الرئيس النمساوي إنّ التاريخ لا يتكرّر أبداً بتطابق، لكن هناك أوضاع وخطب سياسية “تكشف عن نقاط تشابه”.
وسيتم إحياء الذكرى الجمعة في النمسا في البرلمان وأماكن أخرى.
وكان أكثر من 1400 موقع يهودي أحرقت في جميع أنحاء ألمانيا ودمّرت ونهبت متاجر يملكها يهود وقتل 91 شخصاً على الأقلّ وتمّ تهجير آلاف آخرين.
ويرى المؤرّخون أنّ “ليلة الكريستال” التي جرت وقائعها في ألمانيا والنمسا ليل التاسع إلى العاشر من تشرين الثاني 1938 تشكّل الانتقال من التمييز ضد اليهود إلى اضطهادهم ثم تصفيتهم من قبل النازيين.
وتؤكّد الدعاية النازية أنّها أعمال عنف عفوية اندلعت بعد مقتل دبلوماسي في باريس، لكن في الواقع كانت هذه الحملة مخطّطاً لها على أعلى المستويات في السلطة النازية.
وتتزامن هذه الذكرى مع مئوية انتهاء الحرب العالمية الأولى وانتهاء الامبراطورية الألمانية، كما تأتي وسط أجواء من الاضطراب في ألمانيا.
فقبل عام تماماً دخل الحزب اليميني القومي “البديل من أجل ألمانيا” إلى مجلس النواب، وفي آب شهدت مدينة كيمنيتس (ألمانيا الشرقية سابقاً) تظاهرات وأعمال عنف ضد الأجانب.
وقال فيليكس كلاين مفوّض الحكومة لمكافحة معاداة السامية لوكالة فرانس برس “نشهد اليوم العنف في الشوارع مجدّداً”، معبّراً عن قلقه من “تطرّف الخطب في ألمانيا”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صرّح في 31 تشرين الأول أنّه “صُدم” من التشابه بين الوضع الحالي في أوروبا “المقسومة بالخوف والانكفاء القومي” ووضعها في ثلاثينات القرن الماضي.
من جهته، قال أوفي نويميركر مدير مؤسّسة ذاكرة يهود أوروبا الذين قتلوا “أنظروا كيف تطوّر الوضع في خمس سنوات في تركيا والبرازيل والولايات المتحدة وسوريا وحتى في ألمانيا في كيمنيتس”. (AFP – MCD)[ads3]