محاولة جديدة لفرض نفسها كأمر واقع .. جبهة النصرة تبتكر علماً جديداً لاعتماده في ” المناطق المحررة “

تناقل ناشطون قراراً منسوباً لما يسمى الهيئة التأسيسية (حكومة الإنقاذ) التابعة لجبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) يقضي باعتمال علم معدل عن علم الثورة / الاستقلال، تم فيه استبدال النجوم بعبارة التوحيد.

ويأتي القرار ليكون محاولة جديدة للنصرة للتكيف مع التطورات في إدلب، وفرض وجودها و “مؤسساتها” كأمر واقع لن يستجلب إلا الدمار على المنطقة وساكنيها، كما حصل في غيرها من المناطق.

ودأبت النصرة على محاربة علم الثورة وحامليه الذين تم الاعتداء واعتقال الكثيرين منهم، ليكونوا إلى جانب العشرات من الناشطين والمدنيين الذين تم تغييبهم من قبل عناصر الجولاني لانتقادهم تنظيمه.

وفي الوقت الذي حظي به توجه النصرة لسخرية واسعة من قبل ناشطين ومدونين سوريين معارضين عبر مواقع التواصل، أصدرت الحكومة المؤقتة بياناً أعلنت فيه أنها تؤكد على أن “علم الثورة هو العلم المعتمد لدى كافة مؤسساتها المدنية والعسكرية، وهو رمز وطني وثوري توافقت عليه كافة قوى الثورة المدينة والعسكرية”.

وكان النظام يحتفل بعيد الجلاء عبر طوابع وفعاليات ومهرجانات يتصدرها علم الاستقلال (علم الثورة الحالي)، قبل أن يتحول بقدرة قادر، إثر تبنيه من قبل المتظاهرين، إلى علم “الانتداب الفرنسي”.

ورغم كافة الدلائل التاريخية التي لا تقبل شكاً أو جدلاً حول علم الاستقلال، إلا أن النظام ووسائل إعلامه أصروا على تحويله لعلم الانتداب، في محاولة للنيل من رمزيته الجديدة.

وكان المجلس التأسيسي السوري الذي تم انتخابه عام 1928 لوضع أول دستور للبلاد، قد اختار هذا العلم المؤلف من ألوان ثلاث ترمز للدول العربية (الراشدية – الأموية – العباسية)، إلى جانب النجوم الحمراء التي وصفت بالكواكب.

وكان المجلس يضم في صفوفه عدداً من زعماء سوريا الوطنيين كابراهيم هنانو وسعد الله الجابري وفخري البارودي وحسني البرازي وهاشم الأتاسي وسعيد الغزي، وغيرهم.

ورفع علم الاستقلال عام 1946 واستبدل عام 1958 بعلم الجمهورية العربية المتحدة (العلم الحالي)، قبل أن يعود بعد الانفصال، ومن ثم يليه علم الوحدة الثلاثية واتحاد الجمهوريات العربية، إلى أن تم الاستقرار على العلم الحالي مطلع الثمانينيات.

ومع اندلاع الثورة، رفع المتظاهرون السلميون العلم السوري الحالي (النظامي)، الأمر ذاته الذي فعلته الفعاليات المعارضة وعلى رأسها المجلس الوطني، الذي كان أول تشكيل معارض جامع.

ونظراً للجرائم التي ارتكبتها قوات بشار الأسد بحق السوريين وهي ترفع هذا العلم، إلى جانب الكم الكبير من التلفيق الذي وصل لحد تحوير المظاهرات وادعاء أنها مسيرات موالية للنظام على اعتبار أن المشاركين فيها يرفعون العلم السوري، تبنى المتظاهرون علم الاستقلال كرمز جديد يعبر عن ثورتهم.

أما جبهة النصرة، وإلى جانبها من تفضل أن يطلق عليها اسم الفصائل الإسلامية، بدلاً من مسمى الجيش الحر، فقد حاربت هي الأخرى علم الثورة ولاحقت من يحمله ودنسه عناصرها أكثر من مرة، قبل أن تلجأ جميعها -قبل النصرة- لتبنيه بطريقة استغلالية مكشوفة.

الجدير بالذكر أن إعلام جبهة النصرة نشر مؤخراً مقطعاً مصوراً يظهر قيام التنظيم بحملة ضد “الدواعش” في إدلب، ووجه فيه انتقادات لوسائل إعلام من بينها عكس السير، لأنها لا تسلط الضوء على “الإنجازات” التي تقوم بها “هيئة تحرير الشام”، ويقصد بها الإنجازات الخلبية التي تهدف للتغطية على التضييق على المدنيين واعتقال الناشطين وغير ذلك كثير.[ads3]