صحيفة ألمانية تنشر مقالاً لصحافي سوري .. ” الوظائف التي يحلم بها اللاجئون “
نشرت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ“، مقالاً للصحفي السوري يحيى الأوس، تحدث فيها عن الصعوبات التي يواجهها السوريون في الحصول على موطئ قدم في سوق العمل في ألمانيا.
وبدأ المقال، الذي نشرته الصحيفة بعنوان “الوظائف التي يحلم بها اللاجئون” بالقول: لا يكاد يوجد لاجئ سوري لم يحلم بفتح مطعمه الخاص في ألمانيا.
المطبخ السوري مشهور ومحبب والسوريون طهاة موهوبون، لكن هذه ليست الأسباب الوحيدة التي تجعل الكثير يحلمون بأن يكون لهم مطعم خاص بهم.
وأضاف المقال، بحسب ما ترجم عكس السير: “إن من يعمل في متجره (مطعمه) الخاص، ليس مطالباً بإتقان اللغة الألمانية، بعض السوريين الذين أعرفهم قاموا بافتتاح مطاعم، لكن للأسف لم ينجحوا، ويعزى ذلك لارتفاع الإيجارات والمناطق السيئة التي افتتحوا فيها المطاعم والمنافسة العالية، بالإضافة إلى أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل المرء يفشل في مجال المطاعم.
وأردف الصحفي: “يعتبر السوريون أشخاصاً يعملون بجد، ويدرك الجميع أنهم يستطيعون تغيير حالهم من مستهلكين للضرائب إلى دافعين لها، من خلال العمل، وعندئذ فقط يمكن للاجئين أن يصبحوا مهاجرين.
في كل مرة يجتمع فيها السوريون، يكون أول موضوع يتناقشون فيه هو العمل، وكيف تمكن شخص ما من إيجاد عمل.
قبل بضعة أسابيع كنت جالساً في مقهى بجوار مجموعة من اللاجئين الشباب، لقد تحدثوا عن مدى صعوبة تعلم اللغة الألمانية، وأن لغتهم الألمانية السيئة لن توفر لهم سوى فرص عمل رديئة.
لقد جعلني هذا أشعر بالحزن فمن غير المعقول عندما يتغير حال رجل مثقف، مثل محام أو معلم، ويصبح فجأة حارساً أمنياً ويعمل واقفاً لمدة طويلة، مقابل تسعة أو عشرة يوروهات لكل ساعة، هذا العمل مخيب للآمال للغاية، ليس فقط لأنه متعب، بل لأنه يسبب مشاعر سلبية للعامل، كونه لا يستغل مهاراته من خلاله.
ولكن ما يزال الأمر هكذا، فالأكاديميون يعملون في توصيل الطرود وفي مطاعم الوجبات السريعة، أو في خدمات التوصيل بالدراجة.
من خلال أحاديثي مع السوريين الآخرين، اطلعت على كل شيء مرتبط بظروف العمل في تلك الشركات، واطلعت على الأجور والتفاصيل الأخرى المتعلقة بتلك المجالات.
كنت في معرض للتوظيف، والذي تم إطلاقه خصيصاً من أجل اللاجئين، وزرت جميع الأقسام، وكان أكثر من نصف المشاركين منظمات غير هادفة للربح، وكثيرون لديهم دعم مالي من الدولة لمساعدة اللاجئين في العثور على عمل.
تقدم هذه المنظمات المشورة بشأن طلبات العمل والمقابلات الوظيفية، وهو أمر مهم بالطبع، ولكن الوظائف المعنية هي نفس الوظائف التي تحدث عنها الشبان في المقهى.
لم أستطع التحدث مباشرة إلى صاحب العمل الذي ربما كان مهتماً بعملي ومهاراتي ومؤهلاتي، ولكني واصلت الحصول على نصيحة جيدة من المنظمات، أتساءل ما إذا كان من غير المنطقي أن تقوم الحكومة بتوفير فرص عمل للاجئين بدلاً من هذه المنظمات الاستشارية.
من ناحية أخرى، ربما لا يكون سراً عندما أقول إن هناك سوقاً موازية غير رسمية، حيث يمكن للعمال ذوي الخبرة والقدرات العثور على وظائف بسهولة نسبياً.
إن الحرفيين السوريين حتى بدون معرفة باللغة الألمانية يجدون فرص عمل، ليس فقط لأنهم يتقاضون أقل من الشركات الألمانية، بل لأن المرء يمكنه استئجار خدمات نجار سوري على سبيل المثال، وسيصل خلال بضع ساعات إلى مكان العمل دون الحاجة لانتظار موعد من شركة ألمانية، إلى جانب ولا يضطر المرء إلى الانتظار طويلاً لموعد من شركة ألمانية، كما يمكنه توفير المال.
أتذكر شاباً سورياً يدعى سامي قام بفتح مركز للأنشطة الثقافية والفنية من ضمنها مطعم سوري، طلبت منه السلطات قبيل الفتح تغيير اتجاه الباب الرئيسي وقام بالاتصال بشركة من أجل القيام بذلك، فحصل على موعد بعد أسبوعين، لكن سامي لم يكن لديه المال والوقت لانتظار أسبوعين آخرين للافتتاح، فذهب إلى متجر لبيع الأجهزة، واشترى آلة لحام، وأعاد بناء الباب بنفسه وافتتح المطعم بسرعة.
يأمل سامي أن يكون مشروعه الجديد ناجحاً، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فهو لديه بالفعل خطة جاهزة فهو يمتلك آلة لحام وعدد قليل من الأجهزة الأخرى التي سيستخدمها بالتأكيد لكسب لقمة العيش، ألم أقل لكم إن السوريين يحبون العمل ويحبون كسب مالهم من عرق جبينهم؟”.[ads3]
الواحد يروح يعمر بلده ومدينته وقريته أشرف وأحل له.