ألمانيا : هامبورغ تبني أول ” هايبرلوب ” لتوزيع البضائع
يقف نظام النقل البري في هامبورغ على حافة الانهيار بسبب كثرة الشاحنات الداخلية والخارجة من مينائها الكبير. وتجد حكومة ولاية هامبورغ في مشروع ايلون موسك المستقبلي “هايبرلوب” حلاً لمشكلة نقل البضائع وليس حلاً لمشكلة البشر.
هكذا دخل الهايبرلوب مجال خدمات النقل التجاري في مشروع هامبورغ بعدما كان قد دخل عبر خدمات النقل البشري في مشاريع الهند والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة. ويفترض أن يتألف نظام نقل الهايبرلوب من أنابيب ضخمة تنطلق فيها المركبات بلا احتكاك، وفي محيط مفرغ من الهواء، بسرعة ترتفع إلى 1500 كيلو مترا في الساعة. وما يزال شكل وتصميم الأنابيب و”الكبسولات” داخله موضع نقاش بين ادارة ميناء هامبورغ وشركة هايبرلووب.
إذا كانت الأمارات والهند تبني خطاً واحداً للنقل، وتخطط كاليفورنيا لبناء خط واحد تجريبياً يفوق طوله 600 كلم/ساعة بين سان فرانسيسكو ولوس انجليس، تخطط مدينة هامبورغ إلى شبكة من الخطوط القصيرة التي توصل الحاويات الكبيرة من ميناء هامبورغ إلى الضواحي كي يجري لاحقاً من هناك نقلها بالشاحنات.
ويرمي هذا المشروع إلى أبعاد الشاحنات الضخمة، التي تهدد نظام النقل بأكمله، من داخل هامبورغ إلى خارجها. وهو مشروع يضرب عصفورين بحجر، فهو يساعد على تنقية أجواء هامبورغ التي يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات عليها بسبب تلوث أجوائها بفعل شاحنات النقل، كما انه يقتصد مستقبلاً بكلفة النقل ويخفف الاعباء عن الميناء.
ونقلت صحيفة”هامبورغر ابندبلات” أن إدارة ميناء هامبورغ أجرت اتصالات مع شركة “هايبرلوب لتقنيات النقل” في كاليفورنيا للاتفاق على تنفيذ المشروع، والبدء بالعمل في الحال. وأوضحت إدارة الميناء ان “في الحال”، في المفهوم الاقتصادي، تعني البدء في البناء خلال سنتين أو ثلاث. كما أكدت ادارة الميناء لمجلة”دير شبيغل” وجود المباحثات مع شركة هايبرلووب.
وهكذا، بعد وسائط النقل الحديثة كالسيارات والسكك الحديد والبواخر والطائرات، ستضيف ثاني أكبر مدينة في ألمانيا(هامبورغ) وسيلة نقل جديدة إلى نظام نقلها. وواقع الحال ان الـ”هايبرلوب Hyperloop” مشروع كان يحلم بتحقيقه رئيس شركة”تيسلا” السابق ايلون موسك، بهدف نقل الركاب من سان فرانسيسكو الى لوس انجليس في أقل من نصف ساعة. وأعد موسك تفاصيل المشروع آنذاك بالتعاون مع شركة تيسلا لبناء السيارات الكهربائية وشركة النقل الفضائي”سبيس أكس”.
والمتوقع ان يكون هايبرلووب هامبورغ ضخماً، لأنه سيتكفل بنقل الحاويات الكبيرة، التي تنقل على البواخر الهائلة، مباشرة من الميناء.
وبسرعة تزيد عن 1200 كم في الساعة، يفترض أن تصل الحاويات الضخمة من الميناء إلى مراكز التوزيع في الضواحي خلال ثوان. وهذا سيختصر كثيراً في كلفة انزال الحاويات من على السفن، ومن ثم نقل محتوياتها إلى الشاحنات الكبيرة.
وهذا يعني أنه من الممكن في اليوم نقل 4100 حاوية كبيرة داخل الأنابيب الضخمة المفرغة من الهواء(الهايبرلوب) إلى الضواحي خارج هامبورغ.
الجديد أيضاً في المشروع هو تزويده بالطاقة البديلة عبر ألواح السولار أو الخلايا الضوئية التي تستمد طاقتها من أشعة الشمس. ويعتبر ميناء هامبورغ أهم ميناء ألماني لاستقبال البضائع المختلفة طوال السنين المائة المنصرمة.
يسمى ميناء هامبورغ”بوابة ألمانيا إلى العالم”، وهو ثاني أكبر ميناء في أوروبا بعد ميناء روتردام في هولندا. ويقع الميناء على نهر الألبة الذي يصب في بحر الشمال على بعد 110 كم من مركز المدينة. ويحتل الميناء مساحة74 كم مربعاً من الأرض والبحر ويعمل فيه أكثرمن 10 آلاف عامل وموظف.
جدير بالذكر أن أول خط هايبرلووب سيفتتح سنة 2020 في الإمارات العربية المتحدة. وهو خط أولي يمتد بين دبي وأبو ظبي ويقطع المسافة بينهما(150 كم) خلال 12 دقيقة.
وأثارت مشاريع “الهايبرلوب” في دبي والهند وكاليفورنيا آنذاك العديد من التساؤلات حول صحة البشر، لأن هذه المشاريع كانت مخصصة لنقل الناس. إذ لا يعرف الناس ما الذي سيلبسه المسافر وهو ينتقل بهذه السرعة، ولا مدى تأثره بقضايا انعدام الوزن داخل الأنابيب المفرغة من الهواء. إلا ان مثل هذه الأسئلة لن تمس مشروع هامبورغ، لأنه يتخصص بنقل البضائع داخل الهايبرلوب. (elaph)[ads3]