ميركل تصف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بـ”المأساة”

في ختام القمة الاستثنائية الأوروبية التي عقدت الأحد في بروكسيل، والتي صادق فيها الزعماء الأوروبيون على اتفاق خروج بريطانيا من التكتل القاري، أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن حزنها لهذا الحدث.

وأوضحت قائلة: “إنه يوم تاريخي يُثير مشاعر متناقضة (..) إنها مأساة أن تترك بريطانيا الاتحاد الأوروبي بعد 45 عاما”، وأضافت أنها تحس بـ”الحزن” ولكن أيضاً بنوع من الارتياح بعد مخاض صعب من المفاوضات.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن التصويت بخروج بريطانيا من الاتحاد أظهر أن أوروبا بحاجة إلى الإصلاح، مضيفاً أن باريس ستلزم بريطانيا بقواعد الاتحاد الأوروبي الصارمة، وخصوصاً فيما يتعلق بالبيئة مقابل تيسير فرص التجارة معها.

وأضاف ماكرون أن خروج بلد شكك منذ وقت طويل في إمكانية اندماج أعمق بين دول الاتحاد الأوروبي ليس محل احتفاء أو حداد، بل هو خيار اتخذه البريطانيون بحرية.

من جهته، قال ميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي لشؤون خروج بريطانيا: “حان الوقت لأن يتحمل كل شخص المسؤولية”، في إشارة لوصول ساعة الفراق بين الجانبين.

وأضاف بارنييه: “أعتقد أن الحكومة البريطانية ستنجح في الحصول على دعم البرلمان البريطاني”، لكنه أحجم عن التعليق على ما قد يحدث إذا فشلت ماي في ذلك، وتابع بقوله: “سأصوت لصالح هذا الاتفاق لأنه أفضل اتفاق متاح بالنسبة لبريطانيا”، ووصفه بأنه أساس لعلاقات وثيقة في المستقبل، قائلاً: “سنظل حلفاء وشركاء وأصدقاء”.

وقال جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية إن هذا “يوم حزين”، مضيفاً أن خروج بريطانيا من الاتحاد “مأساة” وأمر قاس للطرفين.

وفي إشارة إلى مخاوف تلوح في الأفق، قالت رئيسة ليتوانيا داليا جريباوسكايتي على تويتر بعد إقرار الاتفاق: “تم إقرار اتفاق خروج بريطانيا لكن طريق عملية الخروج ما زال طويلاً”.

وأشاد مارك روته رئيس وزراء هولندا، أحد أقرب الشركاء التجاريين لبريطانيا، بأسلوب ماي في التعامل مع المفاوضات الصعبة معبراً عن ثقته في قدرتها على تمرير الاتفاق عبر البرلمان البريطاني، وقال: “هذا أقصى ما يمكننا جميعا فعله”، معبراً عن اعتقاده بأن الاتحاد الأوروبي لن يقدم تنازلات أخرى.

والسؤال الأهم الذي يواجه الاتحاد الأوروبي الآن هو ما إذا كانت حكومة الأقلية المنقسمة بقيادة ماي ستتمكن خلال الأسابيع المقبلة من إدارة الدفة نحو إتمام الصفقة التي ستلزم لندن باتباع الكثير من قواعد الاتحاد حتى تحافظ على تيسير فرص التجارة رغم المعارضة الشديدة للصفقة داخل البرلمان البريطاني سواء من مؤيدي أو معارضي الخروج من الاتحاد.

وقالت رئيسة ليتوانيا إنه في حالة رفض البرلمان للعرض فإن هناك أربعة احتمالات من بينها إما إجراء استفتاء ثان في بريطانيا أو إجراء انتخابات جديدة ليحل رئيس وزراء جديد محل ماي أو العودة إلى بروكسل لمحاولة التفاوض من جديد بشأن العرض، والاحتمال الرابع الذي لم تذكره جريباوسكايتي هو ببساطة أن تخرج بريطانيا من الاتحاد في 29 آذار دون اتفاق قانوني.

ويستعد الطرفان لسيناريو الخروج دون اتفاق رغم أن الاتحاد يشدد على أن بريطانيا ستكون الخاسر الأكبر، ورغم صمود الجنيه الاسترليني بقوة منذ ظهور ملامح الاتفاق خلال الأيام العشرة الأخيرة إلا أن التوتر يخيم على الشركات والمستثمرين.

وقال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي ورئيس القمة، السبت: “لا أحد يملك أسباباً للشعور بالسعادة” عند إتمام خروج بريطانيا من الاتحاد، لكنه أضاف: “الأصدقاء سيظلون أصدقاء حتى النهاية”، في إشارة لمقولة المغني البريطاني الراحل الشهير فريدي ميركوري.

وفي رسالة مفتوحة إلى الأمة نشرت الأحد، قالت ماي إنها ستبذل كل ما في وسعها لإقرار اتفاقها في البرلمان، وأضافت: “الاتفاق سيكون في مصلحتنا الوطنية… اتفاق يناسب البلد بأكمله والشعب كله سواء من صوتوا بالخروج أو بالبقاء”. (AFP – DPA – DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها