” الكثير من أعضائها من ذوي أصول مهاجرة ” .. ألمانيا : مجموعة شيوعية تمارس العنف في برلين

نشرت صحيفة “دير تاغس شبيغل” تقريراً عن مجموعة شيوعية تطلق على نفسها اسم “مقاومة الشباب”، ترتكب أعمال عنف، وتحرض ضد سياسيين.

وقالت الصحيفة ، السبت، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الأمر لا يتطلب الكثير لتصبح هدفاً لعنف أفراد مجموعة “مقاومة الشباب”، فقد يكون ارتدائك لقميص، أو حملك لصحيفة تعارض أفكارهم، أو حتى تعبيرك عن رأي سياسي لا يتماشى معهم، كافياً لتتعرض لعنفهم.

وضربت الصحيفة أمثلةً عن الآراء السياسية التي تخالف معتقداتهم، مثل انتقاد مؤسس الدولة الصينية الشيوعي ماو تسي تونغ، أو الاعتراف علناً بـ “حق إسرائيل في الوجود”.

وتابعت الصحيفة بالقول إن أعضاء من “مقاومة الشباب” قاموا في مظاهرة في شهر أيار من هذا العام، باقتحام صفوف مجموعة من الكتلة النسوية، ونزعوا من إحدى المشاركات لافتةً، مكتوب عليها: “كسر الإجماع المعادي للسامية! الشباب ضد معاداة السامية والعنصرية!”، وبروا فعلتهم تلك في بيان لاحق، بوصفهم شعارات الكتلة النسوية بأنها “جزء من حملة قذرة”.

وذكرت الصحيفة أن المجموعة تُعد حالياً الأكثر عدوانيةً من اليسار السياسي في برلين، ويتواجد أعضاؤها بشكل رئيسي في حي “نوي كولن”، ولكن أيضاً لديهم مواجهات مع معارضيهم -خاصة من اليساريين- في أحياء “كرويتسبيرغ” و”برلين ميته” و”فيدينغ”.

وصنفت الدائرة الاتحادية لحماية الدستور “مقاومة الشباب” على أنها مجموعة ذات ميول عدوانية، ومعادية للسامية، فيما يحقق أمن الدولة التابع للمكتب الجنائي لولاية برلين بجرائم عنف ارتكبتها المجموعة.

وفي الأشهر الأخيرة، تم الاعتداء على أعضاء من مجموعات وأحزاب مختلفة مثل اليسار “دي لينكه” والخضر والحزب الاشتراكي الديموقراطي، وكذلك ضد أشخاص شيوعيين، ممن لم يتفقوا مع خط مجموعة “مقاومة الشباب”.

وأوردت الصحيفة شهادة رجل تعرض ليلاً للضرب من المجموعة المذكورة في حي “نوي كولن”، قال فيها: “إن هجماتهم لا يمكن تمييزها عن هجمات المتطرفين اليمينيين، وأغلب ضحايا عنفهم لا يرغبون في الحديث عن هجماتهم علانيةً خوفاً من انتقامهم”.

وتأسست “مقاومة الشباب” في ربيع عام 2015، ومنذ ذلك الحين تنمو المجموعة وتزداد عنفاً، ويُقال إنها مجموعة منظمة بإحكام، فيما يسميها نشطاء حي “نوي كولن” بالـ “أشباح”، نظراً لأنهم يعرفون بعض وجوه أفراد المجموعة، لكنهم لا يعرفون أسماءهم.

ويقوم أفراد المجموعة برسم شعارها، الذي يحتوي على الحرفين الكبيرين لاسمها “JW”، والمطرقة والمنجل “شعار الشيوعية”، بالطلاء الأحمر على واجهات المنزل، وغالباً ما يرفقوه بكتابة عبارات مثل “الموت للإمبريالية” و”ألمانيا ليست دولتنا”.

وقامت المجموعة بطلي جميع واجهات منازل منطقة “ريتشارد كيز” في حي “نوي كولن” بشعارها وعبارتها، وبذلك تكون رسالتهم للجميع هي سيطرتهم على المنطقة.

وأفراد المجموعة على تواصل مستمر على شبكة الإنترنت، ويصفون أنفسهم في مواقع متفرقة بأن المجموعة “منظمة شبابية ثورية مناهضة للامبريالية وتعمل تحت قيادة البروليتاريا”، وأنها “المنظمة التي تحمل الماوية (نسبةً إلى ماو تسي تونغ) إلى جماهير الشعب في ألمانيا، والتي تدعو إلى حرب التحرر لإسقاط النظام في ألمانيا”.

ومن كتابات المجموعة أيضاً في مواقع الإنترت، تلك التي تقول إن “كل واحد من أعضائها هو جزء من الطبقة العاملة، وعلى العكس من معظم الجماعات اليسارية الأخرى في ألمانيا، فإن الكثير من أعضائها من ذوي أصول مهاجرة”.
ويشارك أفراد “مقاومة الشباب” في مسيرة القدس السنوية، وكانوا مع مشاركين آخرين في المسيرة في كانون الأول من العام الماضي، في ساحة “باريسر بلاتس”، حيث تم إحراق أعلام لإسرائيل، كما أشادت المجموعة بالشاب السوري الذي ضرب شاباً بحزام بنطاله، في منطقة برينتسلاور بيرغ” في برلين، في نيسان من هذا العام، وقال متحدث باسم المجموعة عن السوري إنه “واحد منا”.

وعلق فرد آخر من المجموعة على الحادثة، بقوله: “إن الضرب ليس كافياً.. يجب إطلاق النار على جميع مناصري إسرائيل”.

يُذكر أن دائرة حماية الدستور في برلين غيرت استراتيجيتها مؤخراً بخصوص مجموعة “مقاومة الشباب”، فبعد أن تجاهلتها لسنوات في تقاريرها، لرغبتها في عدم إعطائها أهميةً أكثر مما هي عليه، رغم مراقبتها لها، خصصت صفحتين لها في أحدث تقرير لها، بعد تصاعد عنفها.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها