انتظار لسنوات .. انتقادات لإجراءات اللجوء الطويلة لطالبي اللجوء السوريين في سويسرا
انتقد محامون في سويسرا الإجراء الطويل لطلبات اللجوء، خاصةً بالنسبة للسوريين.
وقالت صحيفة “نويه تسورشر تسايتونغ” السويسرية، السبت، بحسب ما ترجم عكس السير، إن اللاجئ السوري “أ ن” وصل إلى سويسرا في ذروة أزمة اللاجئين في سبتمبر 2015، وفي بداية عام 2016، صدر بحقه إجراء دبلن لمعالجة طلب اللجوء، وبعد حوالي عام، نظم مكتب الهجرة السويسري جلسة استماع معه، و في آب 2018، صدر قرار أن يتم قبوله كلاجئ مؤقتاً، لأن ترحيل السوريين غير وارد بسبب الحرب الدائرة.
وأضافت الصحيفة أن الأمر استغرق حوالي ثلاث سنوات من تقديم الطلب إلى غاية صدور قرار اللجوء، مشيرةً إلى أن هذا ليس حالةً فريدةً، وأن العديد من طالبي اللجوء من سوريا وبلدان أخرى، الذين جاءوا إلى سويسرا في عام 2015، لم يتلقوا قرارهم حتى عام 2018.
وذكرت الصحيفة أن متوسط مدة إجراءات اللجوء من الدرجة الأولى في العام الحالي بلغ حوالي 450 يوم ، وبحسب أرقام من مكتب الهجرة لم يكن يستغرق البت في الطلب لسنوات، مضيفةً أن السلطات بتت في 80% من الطلبات، في غضون 315 يومًا.
بدروه، انتقد المحامون في سويسرا الإجراء الطويل لطلبات اللجوء، خاصةً للسوريين، وقال المحامي ميشائيل شتاينر: “يستغرق الأمر أكثر من سنتين إلى ثلاث سنوات ليُقرر أن هؤلاء الأشخاص سيتم قبولهم مؤقتًا”.
و مع قانون اللجوء الجديد، الذي يدخل حيز التنفيذ في عام 2019، تخطط الحكومة الفيدرالية للتعامل مع 60٪ من الإجراءات خلال 140 يومًا.
لكن شتاينر مقتنع بأن السلطات قادرة بالفعل على التعامل مع الطلبات الواردة من السوريين بشكل أسرع اليوم، مضيفاً: “لا نحتاج إلى قانون جديد، بل إلى إرادة الإدارة وكوادر كافية”.
وأشار شتاينر إلى نتائج إجراءات اللجوء الطويلة، والتي قد تكون مرهقة خاصة بالنسبة للشباب، مشيراً أن اندماجهم سيكون متأخرا في حين يشتكي السياسيون من أن هؤلاء الناس يندمجون بشكل سيء.
وقال بيتر فري، أحد أعضاء لجنة الحقوقيين السويسرية: “هناك واقع صادم مفاده أن الطلبات المقدمة من الأشخاص الذين يعانون من صدمات نفسية في بلدان مثل سوريا وتركيا، لا يتم التعامل معها بسرعة”.
ورفض مكتب الهجرة الانتقادات بتبطيء إجراءات اللجوء، حي قال موظف من مكتب الهجرة: “لدينا تفويض بعدم تحميل نظام اللجوء عبئًا لا داعي له مع أناس لا يحتاجون إلى الحماية في سويسرا”، وشدد أن جميع السوريين آمنون في سويسراً، حتى لو كانت الإجراءات تستغرق بعض الوقت.
ولقد عزت الحكومة السويسرية فترات الانتظار الطويلة إلى العدد الكبير من الطلبات التي يتم تلقيها في نفس الوقت، وفي ذروة أزمة اللاجئين، تقدم حوالي 40 ألف شخص بطلب اللجوء في سويسرا في عام 2015 وحده.
وفي نهاية شهر تشرين الثاني، كانت الطلبات الباقية من عام 2015 1000 طلب، لكن بشكل عام، فإن السلطات تسير على الطريق الصحيح، ففي نهاية عام 2016، كانت هناك حوالي 32 ألف حالة معلقة، مقارنةً بـ 12414 حالة في نهاية تشرين الثاني 2018.
وختمت الصحيفة بالقول إن سويسرا قد تكون أكثر حزماً في سياسة اللجوء من الدول الأوروبية الأخرى، لكنها استقبلت على الدوام السوريين، الذين اعترفت بهم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (UNHCR) كلاجئين (إعادة توطين)، وقد تم اتخاذ قرار مؤخراً أن تستضيف سويسرا ما يصل إلى 1000 شخص من مناطق النزاع كل عام.[ads3]