وسط استنفار شديد .. هجوم متوقع للجراد يهدد مصر بخسائر تتجاوز مليار دولار
تعيش الحكومة المصرية حالة استنفار؛ لمواجهة هجوم متوقع للجراد الصحراوي، الذي يهدد بتكبيد البلاد خسائر تقدر بـ20 مليار جنيه (مليار و117 مليونًا) في حالة تعرضها لهذا الهجوم لمدة يومين فقط، أي 10% من إجمالي الناتج المحلي الزراعي، وفقًا لتصريحات رسمية لحكومة الدكتور مصطفى مدبولي.
وبدأ المسؤولون في وزارة الزراعة المصرية شن حملات مكثفة واستباقية عبر الحدود وإجراء عمليات مسح بيئي للتصدي لهجمات الجراد الصحراوي الذي يهدد البلاد خلال موسم الشتاء.
وبحسب شبكة “إرم نيوز”، تعرضت مصر لعدد كبير من هجمات الجراد، منذ العام 1954، عندما تعرضت البلاد للمرة الأولى لهجوم أعداد كبيرة جدًا من الجراد الأحمر على المناطق السكنية والزراعية، وخلفت وراءها خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية.
وآخر تلك الهجمات كان في العام 2013، حيث شن الجراد الأحمر هجومًا قادمًا من الحدود الجنوبية للبلاد واخترق عددًا من المحافظات المصرية الحدودية مثل البحر الأحمر والغردقة وأم غارب وحلايب وشلاتين، وشرم الشيخ.
وكشفت “الإدارة المركزية لمكافحة الآفات” التابعة لوزارة الزراعة المصرية، أنه جرى إعداد خطة استباقية في المناطق الحدودية لإجراء عمليات مسح بيئي واستكشاف مبكر للجراد الصحراوي استعدادًا لموسم الزراعات الشتوية، فضلًا عن تنظيم حملات مرورية في مناطق الصحراء الشرقية الجنوبية والغربية الجنوبية، لرصد أي تجمعات من الجراد مع بداية أيلول/ سبتمبر الماضي، وحتى نيسان/ أبريل المقبل.
وقال رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في مصر، الدكتور محمد عبدالنبي دسوقي، إن “وزارة الزراعة تضع خطة محكمة لمواجهة هجمات الجراد عبر الحدود المصرية”.
وحذر دسوقي من أن “فشل التصدي لهجمات الجراد لمدة يومين يكبد الدولة خسائر تقدر بـ20 مليار جنيه خلال يومين فقط بما يتجاوز 10% من إجمالي الناتج القومي الزراعي”.
وأضاف أن “الحكومة تبذل جهودًا لمواجهة الأزمات التي تواجه القطاع الزراعي والحيواني من أجل تعزيز الإنتاج وزيادة الدخل القومي بما يحقق الأمن الغذائي”.
وأكد أن “خطة التصدي للجراد تحتاج إلى أموال ضخمة وجهود كبيرة، خاصة أن مصر حدودها الصحراوية كبيرة للغاية، لكن الوزارة وضعت خطة مسبقة بدأت في تنفيذها أوائل سبتمبر الماضي وتستمر حتى شهر أبريل من العام المقبل، كإجراء احترازي لمواجهة هجمات الجراد الذي يهدد الحدود المصرية؛ لأن الأجواء الحالية مهيأة لاستقباله”.
من جانبه، قال عضو لجنة الزراعة والري في البرلمان المصري النائب محمد سعد، إن “السلطة التشريعية في البلاد تطلع بصفة دورية على خطة الحكومة؛ لمواجهة أسراب الجراد التي تهدد الثروة الزراعية بشكل كبير”.
وأشار إلى أن “الحكومة قدمت كشفًا متكاملًا خلال الفترة الماضية عن خطة الوزارة المستقبلية خلال العام المالي 2018/2019 للنهوض بقطاع الزراعة والثروة السمكية والحيوانية في ظل التحديات التي تواجه القطاع فضلًا عن ضخ استثمارات جديدة تسهم في النهوض به”.
وأضاف أن “هجمات الجراد تعد كارثة بكل المقاييس في حال عدم التصدي لها؛ لأنها تقضي على أغلب المحاصيل الزراعية خلال وقت قياسي جدًا، وهذا ما لمسته مصر خلال السنوات التي تعرضت فيها لتلك الهجمات عبر الحدود وقضت على أغلب المحاصيل الزراعية”.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو”، حذرت مصر على مدار السنوات الماضية، من هجمات الجراد عبر الحدود المصرية على ساحل البحر الأحمر، كما قررت أيضًا التعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية “إيسا” لاستخدام الأقمار الصناعية لمراقبة أسراب الجراد الصحراوي، لزيادة وقت الإنذار المبكر بانتشار الجراد.[ads3]