بعد فضيحة الانبعاثات .. السيارات الكهربائية ستشكل اختبارا للصناعة الألمانية في 2019

تكافح صناعة السيارات في ألمانيا من أجل مستقبلها، وما يزال تأثير فضيحة انبعاثات الديزل التي تعرضت لها شركة “فولكسفاجن” وتم الكشف عنها في عام 2015 ظاهراً للعيان، حيث تسبب في فرض حظر على السيارات التي تعمل بوقود الديزل وتسريع التحول إلى السيارات الكهربائية.

وفيما يلي نظرة على التحديات المقبلة لصناعة السيارات في عام 2019:

– فضيحة السيارات التي تعمل بالديزل

بدأت الفضيحة باستخدام شركة فولكسفاجن لبرنامج لتزوير قراءات الانبعاثات من ملايين السيارات التي تعمل بالديزل، ومنذ أن تم الكشف عن الفضيحة في أيلول عام 2015، انتشرت أزمة “فولكسفاجن” للصناعة بأكملها، وأصبح يتعين على سائقي السيارات التعامل مع المزيد والمزيد من المدن التي تحظر مرور سياراتهم التي تعمل بالديزل، حيث أيدت المحاكم فرض الحظر في عام 2019 في مدن شتوتجارت وبرلين وكولونيا وفرانكفورت، كما سيتأثر الطريق السريع “ايه 40” بالكامل، وهو الشريان الرئيسي لمدينة إيسن.

وكان رد فعل السياسيين متوتراً، حيث جرى عقد “قمة ديزل” بين الحكومة وصانعي السيارات واحدة بعد الأخرى.

وهناك ثغرة في صفقة للتسوية مع صناعة السيارات يسعى إليها وزير النقل أندرياس شوير.

وقد وافقت شركتا “فولكسفاجن” و”دايملر” على دفع ما يصل إلى ثلاثة آلاف يورو إذا أراد أحد العملاء، خوفاً من حظر مرور سيارته، أن يقوم بتعديل سيارته التي تعمل بالديزل، ولكن الشركات المصنعة تعارض بشدة المطالب بتعديل المحركات ومرشحات العادم، ومن غير المتوقع أن يتم التوصل إلى حلول تقنية قبل عام 2020، لذلك فإن الركاب ومالكي سيارات الديزل في حالة ترقب وحيرة.

– التحول إلى الكهرباء

وما تزال ألمانيا، منشأ محرك الاحتراق الداخلي، متأخرة في مجال السيارات الكهربائية، وقال كريستوف شتورمر، المحلل بشركة “برايس وترهاوس كوبرز” إنه: “لم ينجح المصنعون هنا بعد في تلبية الطلب المرتفع على السيارات الكهربائية بسرعة كافية”.

وهل هو فأل سيئ؟ ليس بالضرورة، كما يقول الخبراء، لأن الشركات المصنعة تعمل بثبات من أجل جعل الأسعار معقولة.

ويُنظر إلى السيارات الكهربائية حتى الآن على أنها باهظة الثمن، ففي الصين، والولايات المتحدة وأهم خمسة أسواق أوروبية، ارتفع عدد تسجيلات السيارات الكهربائية الجديدة، وفقاً لـ”برايس وترهاوس كوبرز” بنسبة 2. 48% في الأشهر التسعة الأولى من عام 2018 ليصل إلى 7. 1 مليون.

وأشار خبير الصناعة الألماني شتيفان برتسل، إلى أنه سيكون هناك “ارتفاع واضح في ديناميكيات السوق” اعتباراً من عام 2020 فصاعداً.

وتعتزم شركة “فولكسفاجن” اعتباراً من نهاية عام 2019 البدء في طرح طرازات “ID” أو (آي دي) الخاصة بها، وسيارة كهربائية صغيرة يقل سعرها عن 20 ألف يورو، وبحلول عام 2023، تخطط الشركة لاستثمار 44 مليار يورو في تكنولوجيات المستقبل، 30 مليار منها في مجال النقل الكهربائي، ومن المرجح أن تتضمن خططها خفض رواتب الموظفين، وهي قضية، ستدخل شركة “فولكسفاجن” في اشتباكات بسببها مع النقابات العمالية.

في غضون ذلك، تستعد “شركة دايملر” لطرح سيارة رياضية صغيرة تعمل ببطارية من نوع “EQ” في منتصف عام 2019، وفي عام 20121 ستطرح شركة “بي ام دبليو” سيارتها “4i” بهدف منافسة شركة “تيسلا”.

وعلى الرغم من هذه التطورات، تدرك الصناعة أن العمل الحقيقي يتم في مكان آخر، حيث يرى براتسل إن “الصين، باعتبارها السوق الرائد للنقل الكهربائي، تزيد المسافة التي تفصل بينها وبين مناطق السيارات الأساسية الأخرى مثل أوروبا والولايات المتحدة”.

– خلايا البطارية

ومن المنتظر أن تقود السيارات الكهربائية الصناعة في المستقبل، ولكن في صناعة خلايا البطاريات، وما تزال الصناعة الألمانية، حتى الآن، متأخرة.

وفي الوقت الحالي، تشتري “بي ام دبليو” و”دايملر” و”فولكسفاجن” خلايا البطارية من آسيا ثم تقوم بتجميعها كحزم بطاريات، ولا يتوقف بيرند أوسترلو، رئيس مجلس أعمال فولكسفاجن، عن التحذير من أن البطارية سيكون لها قيمة مضافة تبلغ 40% في سيارة المستقبل وأصر “علينا أن نبني مصانع للبطاريات”.

ويرى وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير الأمور بشكل مشابه، ويخطط لتقديم دعم من الدولة لإعطاء دفعة لإنتاج خلايا البطاريات في ألمانيا.

وبحلول عام 2021، ستقدم حكومة برلين مليار يورو للمساعدة في البدء في هذا المجال.

– انبعاثات ثاني أكسيد الكربون

ما تزال شركات صناعة السيارات الألمانية تؤكد أن محرك الديزل لا يزال مطلوباً، وحالياً، يبدو السبب واضحًا، حيث ترغب دول الاتحاد الأوروبي في أن يكون متوسط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من السيارات الجديدة المنتجة في عام 2030 أقل بنسبة 35 % مما كانت عليه في عام 2020.

وكلما كانت الأهداف أكثر صرامة بالنسبة للانبعاثات، سيتعين على الشركات أن تبيع المزيد من السيارات التي لا تصدر أي انبعاثات أو تصدر انبعاثات منخفضة، وهو ما يعني سيارات كهربائية تماماً أو تعمل بمحرك ديزل ولكن أكثر ملاءمة للمناخ، ولكن حصص تلك الشركات يتراجع منذ بعض الوقت.

– معايير جديدة للاختبار

لم يكن أي سائق يصدق حقاً مزاعم الشركات المصنعة للسيارات بشأن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وفقاً لمعيار الاختبار القديم وهو “دورة القيادة الأوروبية الجديدة”، وقد تم تغيير هذا الاختبار اعتباراً من أيلول الماضي عندما حل اختبار “الإجراءات المنسقة عالمياً لاختبار المركبات الخفيفة” محل النظام السابق، لكن صناعة السيارات في أوروبا تواجه مشكلات مع النظام، وفوق كل شيء، تتقدم “فولكسفاجن” ببطء بسبب العديد من أنظمة نقل الحركة المختلفة لديها.

ونتيجةً لذلك، تكبدت “فولكسفاجن” خسائر مريرة في عمليات التسليم الجديدة، وخفضت “دايملر” مرتين الآن التوقعات بشأن أرباحها، كما خفضت “بي ام دبليو” توقعات أرباحها أيضاً.

– الخوف من الرسوم الجمركية الأمريكية

يمتلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أفكاره الخاصة حول التجارة العالمية، ويعتبر صانعي السيارات الألمان بمثابة شوكة في جانبه.

وقد أثار النزاع بشأن تعريفات جمركية عقابية محتملة في الولايات المتحدة على السيارات القادمة من الاتحاد الأوروبي قلقاً كبيراً بين شركات صناعة السيارات الألمانية.

وتشير الدراسات إلى أن صناعة السيارات الأمريكية ستفقد آلاف الوظائف إذا حقق ترامب ما يريد. وما يزال هناك أمل في أن تمتنع واشنطن عن فرض تعريفات خاصة. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها