ألمانيا : مجموعة من النشطاء يخفون لاجئين مهددين بالترحيل في منازلهم
تحدثت وسائل إعلام ألمانية، عن قيام عدد من الأشخاص في العاصمة برلين، بإخفاء لاجئين صدرت بحقهم أوامر ترحيل، أو تأمين سكن لهم بطريقة تمكنهم من العيش دون ترحيل.
وقالت قناة “rbb” التلفزيونية، بحسب ما ترجم عكس السير، إن كريستين شميدت قامت بإخفاء اللاجئ إبراهيم، لأن الأخير صدر بحقه أمر ترحيل في برلين.
وأضافت القناة، أن إبراهيم، يبلغ من العمر 28 عاماً وينحدر من إريتريا، إحدى أفقر بلدان العالم. وأضافت أن إريتريا هي شكلياً دولة ديمقراطية، لكن البلاد في الحقيقة حكمها حكم ديكتاتوري، وبمجرد بلوغ المرء 18 عاماً، يُجبر على ما يسمى “الخدمة الوطنية”، وهي نوع من الخدمة العسكرية، التي غالباً ما تطول عمر المرء كله، وقال إبراهيم: “لا أريد أن أكون جندياً”، وشدد قائلاً “أريد حياتي الخاصة”.
وذكرت القناة أن ابراهيم تم احتجازه في إريتريا لمدة تزيد عن العام، لعدم انضمامه إلى الجيش، وقال إبراهيم: “لقد مات أصدقاء لي في السجن”، لقد تعرضت للضرب مراراً وتكراراً، “آخرون فقدوا أرجلهم لأنهم تعرضوا للتعذيب”.
وعندما تم الإفراج عن إبراهيم، كان عليه العودة إلى الجيش، كان يشعر وكأنه عبد، وقال: “لم يكن لدي خيار آخر”، لكن بعد فترة وجيزة، حذره الأصدقاء من أن الحكومة أرادت اعتقاله مرة أخرى، لذلك قرر الهرب، أولاً إلى السودان المجاور، ثم إلى ليبيا، وفي حزيران 2016 غادر إريتريا، في ذلك الوقت أراد الزواج، وقد دعا الضيوف إلى حفل الزفاف.
ويعيش إبراهيم في برلين منذ نيسان من العام الماضي، وقد تقدم بطلب لجوء لكنه رفض، والسبب هو لائحة دبلن، التي تنص على وجوب تقديم طلب اللجوء دائمًا في بلد الاتحاد الأوروبي الذي وصل إليه المرء أولاً.
وكانت إيطاليا هي البلد الأوروبي الأول التي وصل إليها، لهذا السبب يجب ترحيله إلى هناك، لكن إبراهيم لا يريد العودة إليها، لأنه غالباً ما تكون الظروف المعيشية للاجئين كارثية في إيطاليا.
ولهذا يعيش في برلين في الشارع وعن طريق الصدفة، أرسله مركز الاستشارات القانونية للاجئين إلى مبادرة “سيتيزن اسايلم”، وتعرّف إبراهيم على كريستين، وانتقل للعيش معها في نهاية تشرين الثاني، وهي لا تريد الإيجار منه: وقالت كريستين: “إبراهيم يستطيع البقاء على قيد الحياة لمجرد أن لديه دائرة كبيرة من الأصدقاء الذين يدعمونه”.
وذكرت القناة أن الاثنين يعيشان معاً، وهو يعيش عندها في الخفاء وهو أمر ليس بجديد، حيث يخفي الناس العديد من اللاجئين في منازلهم، كما أن هناك مجموعة مؤلفة من 15 شخصًا تنظم هذا، وتسمى هذه المجموعة “بروغر اسايلم”، ومعظمهم ما زالوا يدرسون، وتتراوح أعمارهم بين 20 و35 عاماً”، بحسب ما قال باسكال روث، وهو اسم غير حقيقي تم اختياره، من أجل حماية الشاب البالغ من العمر 35 عاماً، والذي يكتب أطروحة الدكتوراه حالياً
وذكرت القناة أنه في بعض الحالات، تدعم المجموعة اللاجئين في دفع تكاليف إيجارهم، أو يدفعون لهم المال لتذاكر القطار المحلي في برلين، وأن الأموال تأتي من التبرعات التي تم جمعها في الأحزاب أو المظاهرات الفردية.
وقال روث إن الهدف الوحيد للمجموعة هو: “التأكيد على أن برلين مدينة بدون عمليات ترحيل اللاجئين”، وأضاف: “نريد منع أكبر عدد ممكن من عمليات الترحيل”.[ads3]