علماء يكتشفون بصمة تميز وعي الإنسان !
توصل العلماء إلى تلك البصمة الجديدة عبر تحليلهم نشاط الدماغ لمجموعة أشخاص أصحاء ومجموعة أخرى لأشخاص ليسوا على وعي أو دراية بما يحيط بهم.
جاءت النتيجة التي خلص إليها العلماء لتتطرق إلى مشكلة صعبة، وهي المتعلقة بالطريقة التي يمكن من خلالها قياس درجة الوعي بدقة لدى المرضى غير القادرين على التواصل.
ورغم أن هناك طرقًا أخرى يمكن من خلالها قياس الوعي، لكن نظرًا إلى حجمها وتصميمها، فقد تمكن الباحثون في دراستهم الجديدة أن يتوصلوا إلى أن هناك إشارة قوية بشكل خاص. وقال مايكل بيتس، وهو باحث في علم الأعصاب المعرفي في كلية ريد في بورتلاند (أوريغون) “توصلنا عبر دراستنا إلى نتائج واضحة وموثوقة ترتبط مباشرة بعلم الأعصاب السريري للوعي”.
أوضح الباحثون أن الوعي (وطريقه تكوينه من الدماغ) عبارة عن مفهوم أسفنجي، فهو يزول عند النوم، ويمكن تشتيته عند تناول المخدرات، أو فقدانه في حالة التعرّض لحادث، وفق ما اوردت صحيفة “إيلاف”، ورغم تحدث العلماء عن كثير من التفسيرات البيولوجية للطريقة التي تُكَوِّن بها أدمغتنا الوعي، فإنهم غير قادرين على وضع تعريف كامل له حتى الآن.
وأشار جاكوبو سيت، الباحث المشارك في الدراسة من معهد INSERM في باريس، إلى أن نجاحهم في اكتشاف بصمة واضحة للوعي في الدماغ خطوة ستقرّبهم بشكل كبير من فهم المزيد عن الوعي.
فحص سيت مع زملائه بيانات الرنين المغناطيسي الذي أُجري لأنشطة الدماغ الخاصة بـ 125 شخصًا، بعد وضعهم داخل ماسحات ضوئية في معاهد بحثية عدة في باريس، ونيويورك ومدينة لييج البلجيكية.
ولفت الباحثون إلى أن 47 % من هؤلاء الذين خضعوا للتصوير بالرنين المغناطيسي هم أشخاص أصحاء، في حين كان يعاني المتبقون من متلازمة اليقظة غير المستجيبة، حيث تكون أعينهم مفتوحة، لكن لا تظهر عليهم أي علامات خاصة بالوعي.
اتضح أن هناك نمطين مميزين لنشاط الدماغ، أحدهما نمط معقد، والآخر بسيط، وأن أدمغة الأشخاص الذين يكونوا في كامل وعيهم يقضون وقتًا أطول في إظهار النمط المعقد. أما الأشخاص الذين يعانون من متلازمة اليقظة غير المستجيبة فيقضون مزيدًا من أوقاتهم في إظهار النمط البسيط، في حين أن من يعانون من حالة الحد الأدنى من الوعي، فيقضون وقتهم ما بين النمطين بدرجات متفاوتة.[ads3]