أخبار السعودية .. AksAlser.com

نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مقالا للكاتب كونوار خلدون شهيد، تناول خلالها العلاقات السعودية الباكستانية في ظل الزيارة التي قام بها مؤخراً ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان في إطار جولة آسيوية شملت الهند والصين.

ورأى الكاتب أنه “قد يكون ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد حصل على “كتف بارد” من حشود المتظاهرين أثناء زيارته إلى تونس، وتم تهميشه علناً ​​في مؤتمر مجموعة العشرين في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لكنه لقي ترحيباً واستقبل استقبال الأبطال في باكستان هذا الأسبوع”.

وقال المراسل السابق لـ”The Diplomat”: “كان ذلك ترحيباً بالمنقذ، إذا أخذنا في الاعتبار شريان الحياة المالي الذي ألقاه لرئيس الوزراء عمران خان. وكانت تلك المساعدات جزءًا من صفقة كبيرة وقعت بين إسلام أباد والرياض”.

وأشار شهيد إلى موافقة خان على طلب بن سلمان للانضمام إلى “المحور الإسلامي السني ضد إيران”. وقال “إن إضفاء الصفة الرسمية على التحالف المناهض لطهران، والذي ترددت باكستان في السابق في تأييده، سيكون له تأثيرات مضاعفة سواء داخل باكستان أو في جميع أنحاء المنطقة”.

وأشار شهيد في مقاله في الصحيفة الإسرائيلية، إلى أنه خلال الرحلة التي استمرت يومين والتي بلغت ذروتها يوم الاثنين، قدم بن سلمان الدعم الدبلوماسي لإسلام آباد في فترة متوترة من العلاقات مع الهند بسبب تفجير الأسبوع الماضي في الجزء الذي تديره الهند من كشمير، والذي أودى بحياة أكثر من 40 مسؤول أمن هندي.

وقال الكاتب: “تماماً كما تهدد الهند بالانتقام، فإن التأكيدات التي تلقتها باكستان من السعودية والصين عززت قرارها بعدم الحاجة إلى ملاحقة “جيش محمد”، الجماعة الإرهابية التي أعلنت المسؤولية عن الهجوم، والتي لا تزال قيادتها تعيش علناً داخل باكستان”.

وأضاف: “وكما أكدت الصين من جديد أنها لا تعتزم إعادة النظر في الفيتو على إدراج رئيس جيش تحرير كشمير مسعود أزهر كإرهابي من قبل الأمم المتحدة، فإن البيان المشترك الذي أصدرته المملكة العربية السعودية مع باكستان عقب زيارة بن سلمان قد أبرز الحاجة إلى “تجنب تسييس نظام قوائم الأمم المتحدة”.

وقال شهيد إن الدعم المالي والدبلوماسي من بن سلمان يأتي في مقابل زيادة مشاركة باكستان في ما يسمى التحالف العسكري لمكافحة الإرهاب الإسلامي. وأنه تم إخبار إسلام أباد بدورها الجديد من قبل قائد الجيش السابق (المتقاعد) رحيل شريف — الذي يتولى الآن إدارة التحالف في الفترة التي تسبق زيارة بن سلمان.

وتم تشكيل التحالف في ديسمبر/ كانون الثاني 2015، بعد تسعة أشهر من الحملة العسكرية السعودية في اليمن. في الوقت الذي كانت الرياض تخطط لإعدام رجل الدين الشيعي المؤثر الشيخ نمر النمر، الذي صعد المواجهة بين السعودية وإيران، مما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية. كما تزامن مع ذروة سيطرة تنظيم (داعش) في العراق وسوريا.

ويقول الكاتب: “لقد أعطى ذلك التزامن غطاء لـIMCTC كتحالف عسكري مصمم لمقاومة (داعش)، وتمويه أهدافه المضادة لإيران، مع وجود عامل واضح وجيد لتشكيل غير مسبوق من الدول الإسلامية التي توحدت لمحاربة مجموعة تقوم بتنظيم “إرهاب إسلامي” في جميع أنحاء العالم”.

ويضيف الكاتب: “ولكن بعد ثلاث سنوات، تم القضاء على (داعش) إلى حد كبير في الشرق الأوسط، حتى قبل أن يصبح بإمكان IMCTC العمل. وبالتالي فإن الائتلاف، الذي يتمتع بعضوية أغلبية سنية تجعله مجرد امتداد لـ”الناتو العربي”، ويحتاج إلى غطاء جديد لأهدافه الفعلية في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة”.

ويقول شهيد إنه “يجب على المملكة العربية السعودية استغلال الفترة المتبقية من إدارة ترامب وموقفها القوي المناهض لإيران، والذي تجسد في انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، والفوائد الاقتصادية للجزاءات المدعومة من الولايات المتحدة على النفط الإيراني”.

مضيفاً أن “باكستان تحتل موقعًا رئيسيًا في الخطة السعودية. إذ لا تقتصر على الخبرة العسكرية الت تمتلكها باكستان فحسب، بل إن موقعها كجار إيران له أهمية جغرافية استراتيجية”.

مشيراً إلى أن مصفاة النفط السعودية التي تبلغ تكلفتها 10 مليارات دولار في مدينة جوادر ستمثل شريان الحياة المالية والطاقة لباكستان، كما أن موقعها في بلوشستان (المتاخمة لإيران)، تثير مخاوف عسكرية واضحة في طهران.

ويقول الكاتب إنه “لجعل باكستان جزءًا لا يتجزأ من قضيتها ضد طهران، يتطلع بن سلمان أيضًا إلى توصيفها كضحية محتملة “للإرهاب الإيراني”. وكان هذا واضحا عندما وصف وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل بن أحمد الجبير إيران بأنها “الراعي الرئيسي للإرهاب العالمي” عندما كان يجلس إلى جوار وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي في إسلام أباد يوم الاثنين”.

ويوضح الكاتب أن “هذا الخطاب المعين لإيران بشكل واضح يتم التعبير عنه في باكستان بحضور كبار الوزراء الباكستانيين، ويؤكد فرضهم الضمني على أن إسلام أباد أصبحت الآن موحدة رسميا ضد طهران”.

ويضيف أنه “مع ذلك، كان هذا هو الحال عمليًا منذ أن قررت باكستان الانضمام إلى IMCTC في عام 2016 ، وأعطت الضوء الأخضر لرئيس جيشها السابق لقيادته”.

ويتابع شهيد أن “طهران قد ردت بالفعل على لهجة معادية حديثا. وقالت يوم السبت إن إسلام أباد “ستدفع ثمنا باهظا” لهجوم الأسبوع الماضي على الحرس الثوري الذي يزعم أن باكستان توفر ملاذا آمنا لجماعة جيش العدل، التي دبرت الهجمات بانتظام في إيران. وهددت طهران في الماضي بالانتقام لما تعتبره تخليا عن أمن الحدود”.

ويقول الكاتب إنه “مثلما أعطت إسلام آباد ولي العهد السعودي منصة لمناهضة إيران، فإن طهران تردد صدى المزاعم التي تصدرها الهند عادة: وهي أن باكستان توفر ملاذا آمنا للجهاديين وتفشل في اتخاذ إجراءات ضد المتشددين الذين يعبرون الحدود لشن هجمات على المناطق المجاورة”.

ويشير شهيد إلى أن الرأي العام في باكستان لم يكن متحمسا بشكل مفرط للتورط مع الجانب السعودي في صراعاته في الشرق الأوسط. وأنه قبل ثلاث سنوات، تبنت الجمعية الوطنية قرارًا ضد التدخل العسكري لباكستان في اليمن.

ويقول شهيد إن “حقيقة كون باكستان موطنًا لثاني أكبر سكان شيعة في العالم كانت أيضًا مصدر قلق لحكامها في كل مرة يُطلب منهم أن يصبحوا طرفًا في أولويات السياسة الخارجية السعودية”.

ويضيف أنه “من الواضح أن باكستان تتخلى عن سيطرة غير مهمة على سياستها الخارجية ومواردها العسكرية، وتعيد تأكيد وضعها المتضائل كدولة عميلة لكلا القوتين العظميين. إلا أن حكومة عمران خان تقدر بوضوح أن هذا هو الثمن البسيط لدفع ثمن الخلاص الاقتصادي وهبة الغطاء الصلب للاستمرار في تغذية الجهاديين كأصول جيواستراتيجية رئيسية”.

ويختتم الكاتب مقاله في “هأرتس” قائلا: “لقد جعلت باكستان نفسها كبيرة بما يكفي لإنقاذها من قبل الصين والمملكة العربية السعودية، سواء من الناحية المالية والدبلوماسية. الآن سوف تأمل إسلام آباد أن تتمكن من لعب كلتا القوتين لصالحها، وأن الرياض وبكين تتعاونان من أجل التأثير على باكستان، بدلاً من خوض مسابقة صفرية من أجل التفرد”. (SPUTNIK)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها