سوري يروي لقناة ألمانية الفظاعات التي عانى منها اللاجئون على ” طريق البلقان ” ( فيديو )
نشرت القناة الألمانية الأولى “ARD” تقريراً حول قصص فظيعة حدثت للاجئين في طريق البلقان.
وأورد التقرير الذي أعدته القناة من العاصمة النمساوية فيينا، ونشرته يوم الخميس، شهادة رجل من دمشق (46 عاماً)، روى فيها ما حدث معه في طريق البلقان، أواخر عام 2014.
وقرر السوري، الذي لم تكشف القناة عن اسمه، سلوك طريق اللجوء الخطير، بعد أن تقطعت به سبل العيش في العاصمة السورية، بسبب الحرب.
وذكرت القناة، بحسب ما ترجم عكس السير، أن السوري يعتبر شاهداً نادراً على حوادث وفيات اللاجئين على طول طريق البلقان.
وتبدأ شهادة السوري، في شهر تشرين الثاني 2014، حين كان ينتظر في قرية فاكسينس، شمالي مقدونيا، في مخبأ وضعه فيه المهربون إلى أن يستطيعوا المواصلة نحو صربيا، وفي المخبأ لاحظ السوري وجود شخص مريض، كان يصرخ بقوله إنه لا يستطيع التنفس، وهو يهم بالخروج من المأوى لكي يستنشق هواءا نقياً، في طقس كان قارس البرودة.
وأضاف الشاهد أنه عرف لاحقاً بأن الرجل كردي سوري يبلغ من العمر 55 عاماً، وهو أيضاً من دمشق، وكان يرافقه ابنه، وتابع بالقول: “لقد كان شاحب الوجه، ويتلوى من الألم”، لكن المهربين رفضوا نقله إلى المستشفى، متذرعين بوجود الشرطة في الجوار، وبدلاً من ذلك أحضروا طبيباً من القرية، قام بحقنه، إلا أن المريض توفي في صباح اليوم التالي.
ويتذكر الشاهد الحادثة، ويقول: “لقد أيقظتنا صرخات الابن أثناء مناداته لأبيه.. لقد شعرت بالخوف ونهضت ولمست ساق والده.. لقد كان بارداً، فعرفت أنه قد مات”.
وأضاف الشاهد: “إن قائد مجموعة المهربين، أفغاني يطلق على نفسه اسم علي بابا، وكان يرتدي ملابس تقليدية ملونة وعباءة تتناسب مع البرد القارس.. لقد قام المهربون بإخراج الميت من المأوى.. وتلوت مع غيري من الفارين السوريين على روحه ما تيسر من آيات القرآن، حتى صباح اليوم التالي.. بعد ذلك حمل أربعة مهربين جثته بعيداً، يرافقهم ابنه، الذي عاد للمأوى بعد وقت قصير”.
وذكرت القناة أنه حين يمرض شخص في رحلة المهربين، فإنهم لا يقدمون له علاجًا طبيًا ملائمًا، لأنهم لا يريدون أن يفتضح أمرهم، وإذا مات شخص بين أيديهم، فإنهم يتخلصون من الجثة بأسرع وقت، تحاشياً لعدم لفت الأنظار، ومن أجل ذلك، يقومون بدفن الموتى كيفما اتفق، أو يتركوا جثثهم ملقاة في غابة أو في أحد الشوارع.
وحين يتم اكتشاف جثثهم مصادفةً، لا أحد يستطيع التعرف على هوية بعضهم، ممن لا توجد في جيوبهم وثائق رسمية، والمأساة في ذلك، هو أن بعض أقاربهم قد يبقون غير متيقنين للأبد حول مصير أقاربهم.
وأحياناً يحدث أن يعثر السكان المحليين على جثة عن طريق الصدفة، فعلى سبيل المثال، عثر عمال على جثة نصفها متعفن في غابة بالقرب من قرية بيلانوفتشي، شمالي مقدونيا، ولم يتم تحديد هوية المُتوفى، وتم دفنه كمجهول في المقبرة الإسلامية في مدينة كومانوفو.
وفي تشرين الثاني 2014، التقى الشاهد بهارب آخر يعاني من مشاكل صحية، في مخبأ يديره مهربون في قرية فاكسين، شمالي مقدونيا، وهذا الآخر من دمشق ويقارب عمره 40 عامًا.
يقول الشاهد إن الأربعيني أغمي عليه مؤقتاً، وحين أفاق، أخذ يحكي له باكياً عن أولاده الثلاثة، وأضاف الشاهد أن المهربين لم يحضروا له طبيباً، وبدلاً من ذلك، قامت مجموعة من اللاجئين الأفارقة بمحاولة طبية عاجزة لعلاجه بمحلول من الملح والسكر.
وتابع الشاهد بالقول إنه سمع أثناء عبوره للحدود مع صربيا، بوفاة الأربعيني، دون أن يدفن المهربون جثته، بل اكتفوا بوضعها أمام مسجد في قرية فاكسينس.
وأشارت القناة إلى أنها تأكدت من المعلومات التي أدلى بها الشاهد السوري، وذلك بعد زياراتها لشمال مقدونيا.
والتقت القناة إمام مسجد فاكسينس، أجيم محمد، الذي أكد حادثة العثور على جثة الأربعيني السوري، والذي كان يحمل وثائقاً معه، وأكد تواصل المسجد مع عائلته، والتي استطاعت حضور دفنه في مدينة كومانوفو.
وختمت القناة بالقول إن الشاهد السوري يعيش الآن مع أسرته في النمسا، كلاجئ، مشيرةً إلى أنه ما يزال يتابع التقارير حول وفيات رحلات اللجوء، لأنه ما زال يفكر بمعايشته لوفاة اثنين منهم.
[ads3]
و ماذا كانوا يتوقعون؟
باصات 5 نجوم تنقلهم بكل راحة مع 3 وجبات فاخرة يوميا و اقامة بارقى الفنادق؟!
المهم وصلوا على اوربا, الجنة الملأى بالحور الاوربيات العين و المال المجاني,
و كله فدا ثيادته.
رحم الله الذين توفوا و رحم الله سوريا.