حقنة القهوة الشرجية إحدى تقنيات الطب البديل لعلاج الإمساك .. لكن ماذا عن أضرارها ؟

عادة ما تُستخدم الحقنة الشرجية لإدخال السوائل إلى المستقيم للتخلص من الإمساك أو للإعداد لجراحةٍ للنظر داخل الأمعاء، و تستخدم العديد من المواد في الحقن الشرجية مثل الماء، أو الزيوت المعدنية، أو محلول ماءٍ وكميةٍ قليلةٍ من الصابون.

لكن ماذا عن القهوة؟

بحسب موقع Medical News Today الأمريكي، تعتبر حقن القهوة الشرجية إحدى تقنيات الطب البديل التي لا يدعمها قدرٌ كبيرٌ من الأبحاث.

إليك كل التفاصيل التي تحتاج إلى معرفتها عن هذه الحقنة، طبقاً لما ذكر موقع “عربي بوست”:

الحقنة الشرجية باستخدام القهوة

يمكن للإمساك المزمن أن يكون مزعجاً ومؤذياً للغاية، فيزيد من فرص انسدادات الأمعاء الصغيرة، وربما يسبب ثقباً في الأمعاء، لهذا يلجأ البعض إلى الحقن الشرجية باستخدام سوائل متعددة، من بينها القهوة.

وتُشير التقارير إلى أن فائدة الحقنة الشرجية باستخدام القهوة تتمثل في التخلص من الإمساك، لكنها قد تكون في غاية الخطورة إن أُسيء استخدامها أو أُفرط فيه، ويعتقد الكثير من الأطباء أن أضرار الحقنة الشرجية باستخدام القهوة تفوق فوائدها.

هناك كذلك بعض المكونات في القهوة التي تملك سمعةً طيبةً من ناحية فوائدها الصحية، أحد مكوناتها يسمى بالميتات الكافيستول يقال إنه يحاكي عمل إنزيمٍ اسمه غلوتاثيون إس ترانسفيراس، يعمل على تحرير العصارة الصفراوية في الكبد.

ويساعد ذلك المكون في زيادة العصارة الصفراوية المفرزة من الكبد لتفكيك مكونات الطعام وتحسين الهضم، ثلاثة مكوناتٍ أخرى في القهوة، هي الثيوبريمين، والثيوفيلين، والكافيين يقال إنها توسع الأوعية الدموية وتزيد أكثر من إفراز العصارة الصفراوية، ما يعزز من حركة الأمعاء.

الأدلة التي تدعم أو تدحض حقن القهوة الشرجية

أجريت العديد من الدراسات للتحقيق في استخدام حقن القهوة الشرجية، و اختصت دراسةٌ نشرتها مجلة Clinical Nutrition Research عام 2014 في البحث في استخدام حقن القهوة الشرجية في الإعداد لجراحات المناظير الاستكشافية، والتي تسمح للأطباء الاطلاع على الجزء الداخلي من الأمعاء.

وقد قسم الباحثون المشاركون في الدراسة والبالغ عددهم 34 فرداً لمجموعتين.

تلقت المجموعة الأولى حقن قهوةٍ شرجيةٍ بالإضافة إلى بولي ايثيلين غليكول، أما المجموعة الثانية فقد تلقت بولي إيثيلين غليكول فقط.

وجد الباحثون أنه لم يكن هناك فرقٌ بين المجموعتين فيما يتعلق بجودة الرؤية في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، غير أن الأطباء وجدوا أن الرؤية كانت أفضل في منتصف وأسفل الأمعاء الدقيقة لدى المرضى الذين تلقوا حقن القهوة الشرجية.

بالرغم من فوائدها فإنها قد تسبب الوفاة في بعض الحالات

وبيّن مقالٌ منشورٌ في مجلة the American Journal of Gastroenterology حالة التهاب القولون والمستقيم لسيدةٍ كوريةٍ تلقت الحقن الشرجية بالقهوة.

كانت السيدة البالغة من العمر 60 عاماً قد استخدمت وصفةً تقليديةً مكوناتها ملعقتين كبيرتين من البن المحمص المطحون مذاباً في لترٍ من الماء، بردت الماء واستخدمت الخليط في حقنةٍ شرجيةٍ، وبعد 24 ساعةً بدأت تعاني من نزيفٍ وألمٍ في المستقيم.

وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن حقن القهوة الشرجية تسببت في حالاتٍ مسجلةٍ من الوفيات نجمت عن خللٍ في التوازن الإلكتروليتي وعدوى بكتيريةٍ بعد تكرار استخدامها.

واختتموا الدراسة بقولهم: “إن حقن القهوة الشرجية ليس لها فوائد مثبتةٌ وتنطوي على مخاطر عاليةٍ للتسبب في مضاعفاتٍ غير مرغوبةٍ”.

وهناك الكثير من الأبحاث الجدلية حول حقن القهوة الشرجية، ونتيجةً لذلك، لا يوصي بها الأطباء كوسيلةٍ بديلةٍ لاستخدامها في التجهيز للعمليات، وهناك حقنٌ شرجيةٌ تجاريةٌ جاهزةٌ متوفرةٌ أكثر أماناً لنوبات الإمساك الاعتيادية.

خطوات إعداد حقنة القهوة الشرجية

يجب دائماً الرجوع للطبيب قبل اللجوء لحقن القهوة الشرجية؛ لضمان ألّا يكون لها آثارٌ خطيرةٌ تمنعهم من استخدامها الاستخدام الأمثل.

القاعدة الأولى التي يجب تذكرها هي ألّا يكون السائل ساخناً أبداً، حين يكون السائل بنفس درجة حرارة الغرفة، فإنه لن يتسبب في حروقٍ، بعكس القهوة الساخنة، وذلك يمكن أن يكون مدمراً لأنسجة المستقيم الرقيقة.

طريقة استعمال الحقنة الشرجية باستخدام القهوة

أذب ملعقتي طعامٍ من البن في لترٍ من الماء المقطر، يمكن ترك الماء يغلي في ماكينة القهوة التي تصنع أربعة أكوابٍ من القهوة من 8 أونصاتٍ من البن.

ويجب أن يخلو البن من أية حبوب غير مطحونةٍ جيداً، اترك المزيج لوقتٍ كافٍ حتى يبرد ويأخذ درجة حرارة الغرفة.

لا تستخدم أبداً الماء الساخن ولا حتى الفاتر للحقنة الشرجية، ضع مناشف على السرير، أو الأريكة، أو أي مكانٍ آخر يمكن للمريض أن يستلقي فيه على جانبه الأيسر لأخذ الحقنة.

وكلما كان المكان قريباً من الحمام كان أفضل؛ فربما يحتاج المريض للذهاب سريعاً إلى الحمام.

أدخل مزيج القهوة إلى المستقيم باستخدام أدوات الحقن الشرجي، وهي متاحةٌ في الصيدليات غالباً، وتتكون معظمها من زجاجة ماءٍ يتصل بها خرطومٌ يولج في المستقيم، قد يحتاج المريض إلى استخدام مزلقٍ مائي على طرف الخرطوم لضمان ولوجوه بسهولةٍ.

أفرغ لتر الماء بالقهوة كاملاً في المستقيم إن أمكن، قد لا يصل كل السائل إلى الداخل، ولكن لا يجب أن يدخل بالإكراه، يجب أن يبقى المحلول في المستقيم لما بين 10 و15 دقيقةً.

تحقق الحقنة الشرجية أفضل فاعليةٍ لها حين تترك لهذه المدة، بعد ذلك يجدر بالمريض تجربة دخول الحمام، ويمكن للمريض أن يكرر الحقنة الشرجية بعد بعض ساعاتٍ إن لم يشعر بتحسنٍ ملحوظٍ في المرة الأولى.

المخاطر وما يجب القلق منه

من المهم عدم تكرار اتخاذ إجراء حقنة القهوة أكثر من اللازم؛ فتكرارها يمكن أن يسبب للمريض فقد قدرٍ كبيرٍ من المعادن الإلكتروليتية، والتي تلعب دوراً حيوياً في حفظ توازن السوائل داخل الجسد.

يمكن كذلك للإسهال المزمن الناجم عن تكرار الحقن الشرجي أن يسبب خللاً في توازن المعادن الإلكتروليتية، ويجدر بمن يعاني من ذلك العرض طلب مساعدةٍ طبيةٍ.

ولأن الكثيرين لا يعرفون شيئاً عن الفوائد أو المخاطر بعيدة المدى لحقن القهوة الشرجية، فإن أغلب الأطباء لا يوصون بها.

ويمكن لآثارها السلبية المحتملة مثل تهيج الأمعاء، والحساسية، والجروح، وفقد المعادن الإلكتروليتية، أن تتسبب في مضاعفاتٍ خطيرةٍ، ولأن البدائل الأخرى التي يمكن الاعتماد عليها كمواد للحقن الشرجي، مثل الماء العادي، أو رغوة الصابون، متوفرةٌ؛ فذلك يجعلها خياراتٍ أولى للإمساك العادي.

غير أن الاعتماد على الحقن الشرجية بدلاً من محاولة تنظيم حركة الأمعاء دون مساعدةٍ خارجيةٍ من شأنه أن يؤثر على الأمعاء، وقد يجعل من الصعب دخول الحمام دون حقنةٍ شرجيةٍ في المستقبل.

ولو أن الشخص يجد صعوبةً في دخول الحمام بانتظامٍ، فمن المهم أن يطلب استشارة طبيبٍ لتحديد ما إذا كان ذلك عرضاً لحالةٍ تحتاج لعلاجٍ.

ما هو علاج جيرسون؟

علاج جيرسون هو طريقةٌ علاجيةٌ طورها الطبيب الألماني الأمريكي ماكس جيرسون، الذي وُلد في أواخر ثمانينيات القرن الـ19، وتوفي في أواسط خمسينيات القرن الـ20.

كان جيرسون يدافع عن استخدام حقن القهوة الشرجية مع حميةٍ غذائيةٍ نلاتيةٍ كوسائل لعلاج الجسد وتخليصه من سمومه، واليوم لا تزال أفكار جيرسون حية، إذ إن أبحاثه الطبية تستكمل في معهد يحمل اسمه.

كان جيرسون يرى حقن القهوة الشرجية وسيلةً لتخليص الجسد من “سمومه” التي تحيا في أنسجته.

ووفقاً لورقةٍ بحثيةٍ نشرها المعهد، فإن لحقن القهوة الشرجية الفوائد الآتية:

* تعزز إنتاج خلايا الطاقة.
* تحسن من صحة الأنسجة.
* تعزز الدورة الدموية.
* تحسن المناعة.
* تحسن من نمو الخلايا.

وبالإضافة لحقن القهوة الشرجية، فإن علاج جيرسون يتضمن كذلك حميةً غذائيةً تحوي نسبياً عاليةً من البوتاسيوم، ونسباً منخفضةً من الصوديوم.

كان د. جيرسون يعتقد أن طريقة التغذية تلك يمكنها أن تعالج الخلايا المتضررة ويحتمل حتى أنها تحارب الخلايا السرطانية عبر إصلاح تلف الأنسجة.

في كل الأحوال، ينصح معظم الأطباء وأخصائيي الطب البديل بعدم تجربة حقن القهوة الشرجية، فالحقن الشرجية المباعة في المتاجر بديلٌ أكثر أماناً.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها