ألمانيا : تيار ” الاندفاع الأخضر ” قد يضع البلاد ضمن كبار منتجي الحشيش الطبي

منذ عامين، سمحت ألمانيا بزراعة الأعشاب المخدرة لأغراض طبية، ولكن عملية اختيار المزارعين المناسبين لهذا الغرض وقفت حجر عثرة أمام السلطات.

الزراعة المستقبلية للأعشاب المخدرة، التي باتت تعرف دولياً بتعبير “الاندفاع الأخضر” كانت على سلم أولويات مؤتمر مستثمري الأعشاب المخدرة في أوروبا، الذي عقد في برلين، نهاية آذار 2019.

الرئيس التنفيذي لجمعية القنب الألمانية، جورج وورث، وصف خلال المؤتمر تأخر زراعة العشب الطبي في ألمانيا إلى هذا الوقت بأنه “أمر مثير للشفقة” .

المعهد الفيدرالي للأدوية والأجهزة الطبية، أشار إلى أنه سيعلن أسماء الشركات التي حصلت على ترخيص لإنتاج الأعشاب المخدرة خلال شهرين.

رجل الأعمال ومؤسس شركة “فارماكو” التي تعنى ببحوث الأعشاب المخدرة، نيكلاس كوبيرانيس ​، يعتقد أن هذا الموعد غير واقعي، وقال: “لا أرى أي تقدم حقيقي في هذا الأمر خلال العامين المقبلين”.

شركة “فارماكو” تهدف إلى إنتاج الأعشاب المخدرة على نطاق واسع في شمال مقدونيا، ومن ثم توريدها إلى ألمانيا ودول أخرى عبر بولندا.

عندما أتاحت ألمانيا استخدام الأعشاب المخدرة لأغراض طبية،استحوذت الشركات الكندية على السوق الألمانية، وبوصف أدق فقد سحقت الشركات الكندية القوية جميع الشركات الألمانية الناشئة والعاملة في هذا المجال.

لكن الوضع الآن تغير رأساً على عقب، كما يقول كوبيرانيس ​​”في الوقت الحالي، لا يوجد شيء يأتي من كندا لأنّ الشركات هناك منشغلة بسوقها المحلية، وهذا لأنه منذ منتصف العام الماضي، سُمح للكنديين بتناول الحشيش لأغراض الترفيه وكذلك كعلاج، مما زاد الطلب عليه بشكل كبير”.

معهد البحوث الصناعية التابع لـ “بروهوبيشنز بارتنرز ” يقر بأن مبيعات سوق الأعشاب المخدرة في ألمانيا قد ترتفع مع حلول عام 2028 إلى 7.7 مليار يورو، وفي أوروبا بأسرها قد ترتفع الى 58 مليار يورو.

شركات التأمين الصحي في ألمانيا أبلغوا عن عائدات بلغت حوالي 70 مليون يورو في العام الماضي للمنتجات التي تحتوي على العشب الطبي.

وعلى سبيل المقارنة، سجلت الشركات التي تبيع مسكنات الألم التقليدية في ألمانيا إيرادات بقيمة 600 مليون يورو في عام 2017، ما يعني أنّ سوق الأعشاب المخدرة في ألمانيا ينمو بسرعة.

في كندا، منحت الشرعية لاستخدام الاعشاب المخدرة للأغراض الطبية في عام 2001 بينما جرى ذلك في إسرائيل في وقت مبكر من عام 1995.

والأعشاب المخدرة للأغراض الطبية في تلك البلدان يستخدمها ما يقرب من 1% من السكان، وسيكون، بهذا المعدل، عدد متعاطيها في ألمانيا حوالي 800 ألف شخص.

لا يتم تسجيل أعداد المرضى مركزيًا في ألمانيا، ولكن تشير تقديرات 2018 إلى وجود ما بين 30 ألف إلى 70 ألف مريض يستهلكون الحشيش في البلاد حاليًا.

شركة “فارماكو” تعتزم نقل 50 طناً من الحشيش إلى السوق الألمانية في السنوات الأربع القادمة، وفي عام 2018، لم تتلق الصيدليات في جميع أنحاء ألمانيا سوى 3.13 طن من المكونات الرسمية لزهور القنب.

بالنسبة للمرضى الذين لا تغطي تأميناتهم الصحية تكلفة أي علاج يحتوي على الأعشاب المخدرة، فإن شركة “فارماكو” تطمئنهم إلى أنها ستبيع الغرام الواحد منه بـ16 يورو علماً أنه يباع عالمياً بـ26 يورو.

نجاح خطط “فارماكو” سيتوقف عند بدء زراعة الأعشاب المخدرة الخاضعة لسيطرة الدولة في ألمانيا، ويبدو جورج وورث واثقاً من أنّ المجموعة الأولى من مزارعي الأعشاب المخدرة يمكن أن تباشر عملها خلال بضعة أشهر.

كوبيرانيس يعتقد أن ألمانيا لن تكون بيئة خصبة لزراعة الأعشاب المخدرة على أي حال، بسبب ارتفاع تكاليف العمالة فيها، ولهذا السبب لم يتقدم بنفسه بطلب المشاركة في المناقصة، وبهذا الخصوص يقول “لأنّه لن يكون له معنى اقتصادي بالنسبة لي”، ومع ذلك، ستظل هناك حاجة إلى الواردات بكميات كبيرة حتى بعد بدء الزراعة في ألمانيا.

نيكولاس مارتن / دويتشه فيله[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها