صحيفة إسرائيلية : روسيا سلّمت بعمليات إسرائيل في سوريا

يدل الهجوم المنسوب إلى سلاح الجو الإسرائيلي، الذي حدث ليل السبت في سورية، على أن السياسة الإسرائيلية أيضاً بعد الانتخابات ما زالت على حالها: لا للتمركز الإيراني في سورية، ولا لتحويل صواريخ «حزب الله» إلى صواريخ دقيقة.
بالاستناد إلى وسائل إعلام في سورية، فإن الهدف يقع في بلدة مصياف، القريبة من حماة. وبحسب التقارير، فقد سبق لسلاح الجو أن هاجم هناك منشآت متعددة تعود إلى القوات الإيرانية خمس مرات في السنتين الأخيرتين .

يبدو هذه المرة أن المستهدف هو منشأة يستخدمها الإيرانيون لتطوير صواريخ دقيقة يزودون بها «حزب الله». ومن المعقول أن هذه الصواريخ كانت ستُنقل في فترة لاحقة إلى لبنان، وأن إيران تخطط لتسليح الميليشيات التي تعمل تحت وصايتها في سورية بصواريخ مشابهة.

مشروع تحويل الصواريخ إلى صواريخ دقيقة الذي تعمل عليه إيران هو في مركز العمليات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة. من خلال هذا المشروع تحاول إيران منح صواريخ «حزب الله» مستوى عاليا من الدقة (رئيس الحكومة تحدث عن دائرة يبلغ نصف قطرها نحو 10 أمتار). في الموازاة تسعى إيران لإطالة مدى جزء من الصواريخ. في الماضي نُسبت لإسرائيل أيضاً عدة هجمات على منشآت جرت فيها أعمال لها علاقة بالصواريخ الدقيقة، بينها هجوم حدث في أيلول الماضي في غرب سورية، الأمر الذي أدى إلى وقوع سلسلة أحداث جرى في نهايتها إسقاط طائرة أليوشن الروسية.

من ناحية إسرائيل الهجوم الأخير مرّ من دون رد سوري أو روسي مهم. يمكن ان نستدل من ذلك أن روسيا سلّمت، حتى الآن، بواقع هذه العمليات، ما دامت لا تعرّض قواتها الموجودة في سورية للخطر. من المعقول أيضاً أن سلاح الجو يحرص بقدر الإمكان على الحؤول دون الاحتكاك ببطاريات صواريخ أرض – جو الروسية، كي لا يتعرض مرة أُخرى لحوادث يمكن أن تجرّ إلى تجدُّد الصدام مع روسيا.

من المتوقع أيضاً ألاّ تتغير سياسة العمليات الفعالة ضد إيران والتنظيمات التي تدور في فلكها. لكن على الرغم من ذلك، سيتعين على الحكومة الجديدة – بقيادة وزير الدفاع المقبل – بحاجة إلى فحص عمليات «معركة بين الحروب» على خلفية التغيرات التي تمر بها سورية مع انتهاء الحرب الأهلية، وعلى خلفية الانتقال المحتمل لإيران إلى عمليات عسكرية في العراق ومحاولاتها نقل مشروع الصواريخ الدقيقة إلى لبنان. في السنة الماضية كشفت إسرائيل عن وجود 4 مصانع من هذا النوع – ثلاثة أُقيمت سراً في بيروت وكشفها نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتحدثت تقارير متعددة عن وجود مصنع إضافي جرى إبلاغ الأميركيين عنه، وهم أثاروا الموضوع في الشهر الماضي مع الحكومة اللبنانية.

الإحساس في إسرائيل أنه توجد الآن فرصة تسمح بإخراج إيران من سورية، أو على الأقل تقليص نشاطها بصورة كبيرة. وذلك على خلفية التحفظ الروسي الواضح من العمليات الإيرانية (والتحفظ السوري غير العلني، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى عرقلة عمليات إعادة إعمار الدولة)، وأيضاً على خلفية التأييد الأميركي وإعلان الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي أن الحرس الثوري الإيراني تنظيم إرهابي. تأمل إسرائيل بأنه مع تضافر عمليات عسكرية وسياسية واقتصادية وإعلامية – دعائية، سيكون في الإمكان الآن إحباط التحركات الإيرانية.

يوآف ليمور – إسرائيل اليوم (الترجمة: الأيام الفلسطينية)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها