78 طالباً معتقلاً في سجون الأسد ينجحون في امتحان الثانوية العامة

حقّق 78 معتقلاً داخل سجن عدرا في ريف دمشق، نجاحاً في الثانوية العامة، الفرع الأدبي،  من أصل 79 أعلنت نتائجهم على موقع وزارة التربية النظامية يوم أمس، لتصل بذلك نسبة النجاح إلى 98 في المائة.

وبلغ مجمل عدد المعتقلين المتقدمين للامتحان من داخل السجن 89 معتقلاً، فيما حجبت درجت 10 منهم، وطلب منهم مراجعة مديرية الامتحانات في محافظاتهم رغم كونهم داخل السجن.

وحصل المعتقل أحمد المساح على الدرجات العليا بين زملائه، بمعدل عام 92 في المائة من المجموع النهائي للدرجات.

ويقول أحمد (تحفظ عن ذكر كامل اسمه) وهو صديق أحد الناجحين من السجن لصحيفة العربي الجديد : “رغم أن صديقي معتقل فإنه استطاع الحصول على درجات أعلى مني. إحساسه بالظلم يدفعه لتحقيق أقصى ما يمكنه فعله، كل ما يحتاجه هو وزملاؤه هو الحرية. تتيح له درجاته التسجيل في العديد من الكليات، لكنه الآن لا يستطيع الحصول حتى على سرير أفضل في السجن”.

ويشير إلى أنّ “الدراسة داخل المعتقل مهمة شاقة، حيث البرد والحر والضجيج والحرمان والخوف والكثير من المآسي اليومية، كان عليه أن يتحلى بإرادة حديدية حتى يصل إلى هنا”، ويضيف “إثر صدور النتائج احتفلنا بنجاحنا مع عائلاتنا واستطعت أن أرى الفرحة بعيون أمي، فيما حرم المعتقلون من مشاركة الفرحة مع ذويهم، ولم يحصلوا على أكثر من مكالمة هاتفية مليئة بالدموع والحسرة”.

ويلفت خالد عبد الرحمن، وهو مدرس ومعتقل سابق إلى أن “معظم المعتقلين الذي نجحوا أمس، هم دون العشرين من العمر، نتائج هؤلاء الطلاب تؤكد أن مكانهم الحقيقي اليوم ليس داخل السجون إنما على مقاعد الجامعات. بعضهم خضع لمحاكمات والبعض لم يخضع، ليس واضحاً حتى الآن إن كانوا يستطيعون حجز مقعد دراسي غيابياً في إحدى الجامعات، قانونياً يحق لهم التسجيل بموجب توكيل قانوني، ثم إيقاف التسجيل إلى أن يحصلوا على حريتهم. إن تمت عرقلة الأمر، سيخسرون فرصة مستقبلية للاستفادة من الشهادة، خصوصاً أن القانون السوري يمنع الالتحاق بالجامعة بموجب شهادة ثانوية قديمة”.

وناشد عبد الرحمن “المنظمات الحقوقية ودول العالم، الالتفات إلى هؤلاء الطلاب، لإطلاق سراحهم، والالتحاق بالجامعات”.

الجدير بالذكر، أن الآلاف المعتقلين في الكثير من المعتقلات الأمنية والسجون العسكرية، كانوا قد منعوا من متابعة الدراسة والتقدم للامتحانات، فيما لا يستطيع الطلاب في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة التقدم للامتحانات لأسباب أمنية، في ظل غياب بدائل دراسية جديّة في هذه المناطق.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها