وسائل إعلام تركية : ” هل اللاجئون السوريون عبء على الاقتصاد التركي ؟ “

هناك ما يقدر بنحو 1.2 مليون سوري يعملون بشكل غير رسمي في تركيا، لا ينبغي أن يكون ذلك مفاجئًا، حيث إن الاقتصاد غير الرسمي في تركيا يشكل 30 في المئة من الاقتصاد بأكمله.

احتفلت تركيا بيوم العمال هذا العام بأعلى معدل بطالة منذ عقد، ويتساءل البعض عن تأثير وجود السوريين كقوة عاملة، ولكن ذلك لا ينبغي أن يحدث.

قال البروفيسور مراد أردوغان، في كلمته أمام ندوة نظمت نيسان للاحتفال بالسنة الثامنة لدخول أول مجموعة من اللاجئين السوريين تركيا: “حقيقة أن أكثر من مليون سوري يعملون لا تعني أن أكثر من مليون تركي قد فقدوا وظائفهم”.

يعمل معظم السوريين في وظائف غير مرغوب فيها لدى الأتراك، وبثير معدل البطالة قلقا لا سيما بين خريجي الجامعات من السوريين. يوجد حاليًا نحو 27 ألف سوري يدرسون في الجامعات. وقال لي أحد الأكاديميين “إن أفضل طلابي سوريون”.

يشكل السوريون البالغ عددهم حاليا 3.5 مليون، 4.4 في المئة من سكان تركيا، يعيش 3 في المئة منهم فقط في المخيمات، بينما يعيش 97 في المئة في المدن، وفي غضون ثماني سنوات، وُلد قرابة نصف مليون طفل سوري.

سيزداد عدد السوريين في تركيا، لكن ماذا سيكون مصيرهم؟ هناك ثلاثة خيارات: إما أنهم سيستقرون في تركيا، أو سيعودون إلى بلدهم، أو سيذهبون إلى بلد ثالث.

احتمالات عودة السوريين إلى بلدهم ضئيلة، تتحدث تركيا عن إنشاء منطقة آمنة، وتأمل الحكومة أن يؤدي إنشاء هذه المنطقة إلى تسهيل عودة اللاجئين. ووفقًا للبروفيسور أحمد إيتش دويغو، فإن وضع مسألة “الأمن” في تركيا “وقضية” اللاجئين” في نفس السلة لن يكون مفيدًا لأي منهما.

وبحسب إيتش دويغو، يجب أن يشعر اللاجئون بالأمان للعودة، لكن من المتوقع أن تظل سوريا هشة لمدة 10 أو 15 عامًا على الأقل.

ولهذا السبب أصر البروفيسور دويغو على أن الخيار الثالث – إعادة توطين اللاجئين إلى بلدان ثالثة – يجب أن يظل قناة مفتوحة، كانت إعادة توطين اللاجئين السوريين في الدول الأوروبية جزءًا من الصفقة التركية الأوروبية التي تم الاتفاق عليها في عام 2016. لكن لم يتم تنفيذها بشكل صحيح على الإطلاق. في الواقع، يتعين على تركيا أن تبقي هذا الجزء من الصفقة على رأس أجندتها، لأن من الواضح أن أوروبا تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لتقاسم الأعباء.

بالنسبة إلى اللاجئين الذين لن يعودوا إلى بلادهم، فسوف يتوجهون بالتأكيد نحو أوروبا، إذا لم يتم توفير ما يكفي من فرص العمل.

قال تامر كيليتش، ممثل إحدى المنظمات غير الحكومية، “لا يمكنك خلق فرص عمل إذا كان الاقتصاد لا ينمو”، وشدد على الحاجة إلى التفكير في كيفية مساهمة الهجرة في التنمية الاقتصادية، ولكن كيليتش يرى أن إعادة التوطين في دول ثالثة يجب أن يظل على أجندة الحكومة.

على أن حديث البروفيسور كمال كيرشيجي خلال الندوة هو ما أعادنا إلى الواقع: “لقد هزت أزمة اللاجئين في عام 2015 الاتحاد الأوروبي، وسيؤدي صعود اليمين المتطرف إلى جعل الاتحاد الأوروبي على وشك الانهيار، لذلك سيكون من الصعب للغاية إقناع أوروبا باستقبال المزيد من اللاجئين”. (Hürriyet -Turkpress)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها