” تجد نفسك في سوريا و لا تستطيع العودة ” .. كاتبة سورية ألمانية تسلط الضوء على ” كابوس السوريين المتكرر في ألمانيا “

نشرت صحيفة “تاغيس شبيغل“، الأربعاء، مقالاً لكاتبة سورية، تحت عنوان “اللقاء مع الكابوس”.

وقالت الصحيفة، بحسب ما ترجم عكس السير، إن فيندا جلبي، التي درست القانون في وطنها سوريا، فرت من بلدها قبل ستة أعوام، وهي تقيم الآن في العاصمة الألمانية برلين.

واستهلت الكاتبة مقالها بالقول: “الكابوس، هو أن تستيقظ وتجد نفسك في سوريا، ولا يسمح لك بمغادرتها أبداً.. في بعض الأحيان تفقد جواز سفرك، وفي أحيان أخرى يتم اعتقالك في المطار، وفي كثير من الأحيان تبحث عن شقتك فلا تجدها، بل لا تجد كامل حيك”.

وأضافت الكاتبة، الحاصلة على الجنسية الألمانية، أن هذا الكابوس المتكرر يراه كل سوري مغترب تقريباً.

وتابعت الكاتبة: “في البداية، اعتقدت أني الشخص الوحيد الذي يفزع أحيانًا في الليل بسبب هذا الكابوس، لكن مع مرور الوقت، اتضح بأنه يتسلل إلى كل سوري.. فإذا كنت من سوريا، فأنت ترى هذا الكابوس أو ستراه قريبًا. وعلى الرغم من أن البعض ينشر دعاية أن سلامًا وشمساً مشرقةً وطيوراً مغردةً في سوريا الآن، إلا أن تخيل العيش في سوريا خلال هذه المرحلة، هو كابوس للكثير من السوريين“.

وأوضحت الكاتبة أن الكابوس ليس ملازماً فقط للمضطهدين السياسيين، المهددين -بأحسن الأحوال- بالنسيان في غياهب السجون، ولا يظهر فقط للرجال والنساء الذين تظاهروا ضد الحكومة (نظام بشار الأسد) – وهي نفس الحكومة التي توفر الآن (السلام) في البلاد- قبل ثماني سنوات، ولكنه كابوس أيضًا للأشخاص الذين يعرفون الحرية في ألمانيا ويتعلمون الحب.

وتابعت الكاتبة: “لقد قالت لي صديقة ذات مرة أنها تشعر بأنها في الثالثة من عمرها، وبأنها لم تكن أبداً الشخص الذي تريد أن تكونه، إلا حين أقامت في برلين.. (حينها أحسست بأن حياتي ملكي)”.

وقالت الكاتبة إن ألمانيا فتحت أبوابها على مصراعيها للسوريين ووفرت لهم بدايةً جديدةً، وأثناء محاولة السوريين الحثيثة لـ”تثبيت خيامهم في البلد الجديد”، ينقطع اتصالهم بالحياة، عندما يشعرون أن كل شيء يمكن أن يؤخذ منهم مرة أخرى.

وحول سبب ما سبق ذكره، قالت الكاتبة: “من ناحية أولى، تقدم الجمهورية الاتحادية دورات للغة والاندماج، وتقدم تدابير لتمكين (اللاجئين السوريين) من دخول سوق العمل، فضلاً عن الدعم في التعليم المهني والدراسة، ما يعني أنه (على الجميع أن يندمج). لكن من ناحية أخرى، يعتقد السوريون أن ألمانيا لا تستطيع الانتظار لإرسالهم إلى بلادهم مرةً أخرى، وهذا يُستشف من النقاشات الدائمة حول تمديد وقف ترحيلهم أو إلغائه، وهذا ما يفهمه السوريون بهذا المعنى (لا تأخذوا راحتكم هنا)“.

وأضافت الكاتبة: “لا يحتاج أي شخص يتصفح مجموعات فيسبوك ومواقع الإنترنت السورية إلى وقت طويل ليدرك أن أكثر المواضيع التي يتم الحديث عنها هي أخبار عن مواعيد جديدة مجدولة لعمليات الترحيل أو مطالب بمغادرة البلاد.. ولا يتم التمييز بين ما إذا كان الطلب رسميًا يأتي من الحكومة الفيدرالية أم أنه استفزاز شعبوي محض“.

“لقد أصبح نموذجًا تجاريًا بالنسبة لبعض مشغلي حسابات الإنترنت لنشر أخبار من هذا النوع بشكل متكرر من أجل الحصول على أكبر عدد ممكن من المتابعين، وغالبًا ما يتم اقتطاع الأخبار من سياقها لجعلها خطيرة ومخيفة للسوريين قدر الإمكان“.

وتابعت الكاتبة: “خلاصة القول، إذا نظرنا إلى نفقاتنا السنوية، فسنكتشف نحن الألمان (إذا كان بإمكاني التحدث في هذا السياق باسم الألمان) كم ننفق سنوياً على التأمين ضد المخاطر المختلفة، لكن في الوقت نفسه، يعيش بجانبنا مجموعة من الأشخاص يعانون من خطر غير قابل للتأمين بمواجهته، وهو خطر فقدان وجودهم المؤسس كاملاً.. لكن هذا الخطر لا يهم الكثيرون، لأنه يواجه أناساً آخرين، والأسوأ من ذلك، أن عدد من يجدون المعاناة (معاناة السوريين) من هذا الخطر أمراً جيداً في تزايد مستمر!“.

“الجميع يدرك مدى تعقيد قضايا سياسة اللجوء والاندماج وتشعب الجوانب القانونية والسياسية والمالية التي تلعب دورها في تلك القضايا، لكن مع ذلك، فإن الأمر يستحق إلقاء نظرة على الجانب الإنساني، ومراعاة مخاوف وقلق أولئك الأشخاص“.

وختمت الكاتبة بالقول: “ذات مرة كنت مع صديق سوري في حي فريدريشسهاين البرليني، وقرأت على أحد الجدران عبارة (لا تحلم ، عش حلمك!)، تحمست للعبارة وترجمتها له، فأجابني ضاحكاً (أريد فقط أن أعيش.. وآمل ألا أعيش كابوسي)“.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫5 تعليقات

  1. أتكلم عن شخصي غادرت سوريا 1982 بعد خدمة جيش أبو شحاطة 3 سنوات بسبب الاحداث 83 وبقيت 10 سنوات تأتني كوابيس أنني أخدم في الجيش .. تفو على عائلة الاسد

  2. يحاول المسلم اللف و الدوران مبتعدا عن الاصل و السبب و متهما المجرم بشار و غيره و هذا صحيح و لكن ما اصل الديكتاتورية – هل يا مسلم تريد سوريا بلد عماني متعدد و سلمي – بلد قانون فوق الجميع – بلد يتساوى فيه الجميع – بلد منفتح بلد لا تمنح القانون و الشريعة مساحة – بلد يسمح للجميع الترشح للرئاسة بمعزل عن دين الرئيس – بلد لا تنص دستوره ان الشريعة الاسلامية مصدر التشريع – كل الارهاب قدم من هذه النقطة – هل تقبل ام ان هدفك ايها المسلم ابقاء سوريا جحيما لتهرب

    1. حين كانت الشريعة تحكم كانت نسبة الاقليات اليهود و النصارى بحدود ٣٠ بالمئة
      و حين حكمت العلمانية الطاغوتية هبطت الى ٩ بالمئة
      لا تحب الشريعة احتفظ بهذا الراي لنفسك
      نعم هدفنا اقامة مجتمع تحكمه الشريعة و الشريعة فقط و ليس استبدال طاغوت بطاغوت اخر تحت مسميات دنيوية متدية بحته
      اقبل او لا تقبل هذا شانك

    2. يامن تقول ان الاسلام جاء بالدكتاتورية .. لو فهمت معنى الاسلام الحق بعيد عن كل الفيروسات التي تسللت لكمبيوترك الدماغي وعبثت ومازالت تعبث والدليل مهاجمتك للاسلام وعدم التمييز بين هذا وذاك .. الاسلام هو متوافق تماما مع فطرتك التي فطرك وفطر كل شيء بالكون عليها وبالإمكان وصفها ب (برمجة إلهية) لكل مخلوق وذرة بهذا الكون .. الاسلام متوافق تماما لهذه البرمجة إن لم يكن هو نفسه إعادة فرمتة للشواىب والفيروسات التي تدخل وتعكر وتشوه هذه الفطرة .. هو الحل الوحيد لعودة البشر للمسار السليم وتنقيته .. فما علاقة الاسلام بالدكتاتورية يافهيم ؟ هؤلاء من يتشدق بالاسلام ولايفعل شيء حقيقي وفعلي للواقع هم ستخدموه لتشويهه ووصولهم لاهداف شيطانية قذرة كرؤوسهم المعفنة. افهم انت وغيرك هذا الكون ومافيه هو ملك لله رب العالمين ونحن مخلوقون فيه وهذا الكون تسيره قوانين ونواميس وسنن وضعها الله لكي لاتعم الفوضى فيه واذا رأيت الفوضى قد عمت فيه فإعلم ان التصحيح قادم والله يتدخل في الوقت المناسب سواء تحملت عقولنا وصبرنا هذا أم لم تتحمل .. والسلام

  3. آه ذكرتيني بالكابوس الذي أعيشه منذ أربعين عاماً رغم أني أعيش هنا من30 عاماًُ.