” هل تورطت جهات موالية للأسد في استهداف قاعدة حميميم الروسية ؟ “

تزايدت التهديدات الجوية التي تشكل خطرا على الجيش الروسي منذ قصف قاعدة حميميم الروسية في سوريا بداية هذا العام.

وتضاربت آراء الجهات الرسمية وشبكات التواصل الاجتماعي بشأن الجهات المسؤولة عن الهجوم الذي عرفته القاعدة الجوية الروسية في سوريا.

وقال الباحث والصحفي المتخصص في دراسة الحركات المتطرفة والإرهابية في الشرق الأوسط أنطون مارداسوف، في تقرير نشره موقع “نيوز ري” الروسي، إن روسيا استخدمت هذه التهديدات مبررا لشن عملية عسكرية في إدلب.

ويبدو أن إيران تريد إثارة حملة عسكرية في المحافظة بمساعدة القوات الموالية لها.

وأضاف الكاتب أن بيانات تشير إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الموجودة في القاعدة الجوية قادرة على التعامل مع أي هجوم وصدّه إن تطلب الأمر، غير أن الأمور تبدو مختلفة على أرض الواقع.

من جانبها، ذكرت صحيفة “المد ن” أن شهود عيان يقطنون في بلدتي جبلة والقرداحة التابعتين لمحافظة اللاذقية أفادوا بأن المنشأة العسكرية شهدت إطلاق نار في العديد من المناسبات، مما يشير إلى أن الهجمات على قاعدة حميميم مستمرة، وأن المسلحين نجحوا في اختراق نظام الدفاع الجوي للمنشأة العسكرية.

ووفقا للسكان المحليين، يذكر الكاتب أن عناصر هيئة تحرير الشام تقف وراء استهداف قاعدة حميميم، لكنها ليست مسؤولة عن جميع الهجمات، لا سيما أن شهود عيان آخرين يشتبهون في جهات غير موالية للمعارضة، بل في جهات تابعة للحكومة نفسها بتمويل رجل الأعمال أيمن جابر. ويذكر أن جابر من مواليد اللاذقية، وهو يرأس مجلس الحديد والصلب في سوريا، ويمتلك حصة في شركة الشام القابضة، علاوة على كونه شريكا بقناة الدنيا الفضائية الموالية للحكومة.

وأفاد الكاتب بأن أيمن جابر عمل في تسعينيات القرن الماضي على تأمين نقل شحنات نفط عبر الحدود السورية العراقية تحت إشراف وزارة النفط والثروة المعدنية السورية، لكن ثقله السياسي العسكري تنامى مع بداية الحرب الأهلية في سوريا.

وبسبب سيطرة جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية على معظم حقول النفط في شمالي شرقي سوريا ما بين 2012 و2013، تضاءل إنتاج النفط الخام من حوالي 400 ألف برميل يوميًا عام 2010 إلى ما دون حاجز 23 ألف برميل مطلع 2011. ونتيجة لذلك، أصبحت سوريا تعتمد على الموردين الأجانب لتغطية حاجياتها من الطاقة.

ونظرا لهذه الظروف، تمكّن جابر من توقيع عقد مع الجانب الإيراني لضمان تزويد جماعاته المسلحة المعروفة باسم “صقور الصحراء” بحوالي 800 ألف طن من النفط الخام. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجماعة تتخذ من حماية الطرق مهمة لها.

ويوضح الكاتب أن جابر لا يعتبر تاجر نفط فقط، بل إنه يمتلك مصنعا لإنتاج الذخائر التي تستخدمها الجهات الموالية للأسد ضد المتمردين، فضلا عن كونه راعيا لعدد من المجموعات التي تشبه الشركات العسكرية والأمنية الخاصة. ومن هذا المنطلق، موّل جابر “صقور الصحراء” و”مغاوير البحر”، وهما مجموعتان أصبحتا فيما بعد جزءا من الفيلق الخامس للمتطوعين الذي يحارب ما يسمى الإرهاب.

حيال هذا الشأن، وبعد أن أصبحت “صقور الصحراء” جزءا من الفيلق الخامس سنة 2017، لم يتردد جابر في إظهار ولائه للإيرانيين. ووفقا لبعض المعلومات المتعلقة بهذا الشأن، وُضع جابر قيد الإقامة الجبرية على خلفية التغييرات التي طرأت على هياكل الجيش، ويرجع ذلك بالأساس إلى تورطه في قضايا فساد.

ويشير الكاتب إلى أن المعارضة السورية توجّه أصابع الاتهام إلى جابر فيما يتعلق باستهداف القاعدة الروسية في حميحيم. في الأثناء، تقول مصادر من المعارضة إن الهجمات على القاعدة الروسية تزيد درجة التوتر في سوريا.

ويذكر أن روسيا تحاول استخدام الهجمات التي تستهدف قاعدتها العسكرية من أجل تبرير التفجيرات في محافظتي اللاذقية وإدلب، ويتجلى ذلك في تزامن التقارير التي تتناول مسألة الهجوم مع تكثيف الأعمال العدائية في منطقة وقف التصعيد.

ويقر الكاتب بأن الجماعات الموالية لطهران متورطة هي الأخرى في استهداف قاعدة حميميم الروسية، ففي يناير/كانون الثاني 2018، ومباشرة بعد قصف القاعدة ونشر صور شظايا الطائرات، قال ممثل المعارضة السورية أيمن العاسمي إن بحوزته وثائق تبين أن القاعدة العسكرية الروسية تعرضت لإطلاق النار من قبل أحد الفصائل الموالية لإيران.

بالإضافة إلى ذلك، تؤكد مصادر موالية للمعارضة أيضا أنه في مايو/أيار 2019 أنشأ فيلق الحرس الثوري الإيراني قاعدة عسكرية في حلب لتدريب المقاتلين على تسيير الطائرات المسيّرة.

ونقل الكاتب عن الخبير الروسي في مجال أنظمة الطائرات المسيرة دينيس فيدوتينوف قوله إن “التحكم في الطائرات من دون طيار الحديثة لا ينطوي على توجيه مباشر من قبل المشغل، حيث يوضع مسار الرحلة في ذاكرة نظام التحكم في هذه الطائرات، والتي تحلق بعد ذلك وفقا للمعايير المحددة في هذا الطريق”. والجدير بالذكر أنه يمكن للمتحكم في الطائرة المسيرة تغيير المسار أثناء تحليق الطائرة، إذا كانت الطائرة ذات طراز معين”.

وفي الختام، أشار الكاتب إلى أنه يمكن استعادة بيانات مسار رحلة الطائرات المسيرة، بما في ذلك نقطة البداية نفسها، وذلك فقط إذا لم تتعرض المكونات ذات صلة إلى أضرار جسيمة.

* النص والعنوان كما وردا في الموقع الرسمي لقناة الجزيرة[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها