النمسا : صحيفة تسلط الضوء على تجربة تاجر سوري .. ” عودة علي بابا الحقيقي “

بصفته تاجر جملة وطالبًا في مجال الطب وصاحب متجر وصاحب مطعم، فقد مر السوري رسان الحلواني بطريق مهني متنوع في حياته.

والتقى موقع “آنن بوست” النمساوي، رسان الحلواني، وتحدث السوري في اللقاء عن تجربته.

وقال السوري، بحسب ما ترجم عكس السير، إنه بعد قضائه بعض الوقت في مصر، قدم إلى النمسا، وافتتح مطعماً باسم “علي بابا”.

بابتسامة عريضة، يرحب راسان بضيوفه، وقبل أن تبدأ المحادثة، يقوم بإعداد الشيشة لأحد ضيوفه، وفي الخلفية، تختلط الأصوات والموسيقى العربية مع ضجيج المرور في شارع “أنن شتراسه”.

جاء رسان الحلواني إلى مدنية غراتس مع عائلته في عام 2017، وافتتح مطعمه، وهو المطعم السوري الأول في المدينة، لكن راسان لم يكن يفكر أبداً في العمل في مجال المطاعم أو الضيافة.

نشأ صاحب المطعم في عائلة تاجر جملة في دمشق، و جنباً إلى جنب مع والده كان السوري يتاجر في الفواكه والخضروات حتى قرر الذهاب إلى مدينة إنسبروك النمساوية لدراسة الطب.

يقول رسان : “لقد أحببت الطب كثيرًا”، و لأنه يخاف من الدم أو الدخول لغرفة العمليات، انقطع رسان عن دراسته، ورأى فرصةً أفضل لكسب المال كرجل أعمال، لذلك افتتح متجراً في إنسبروك.

كان نشاطه جيدًا لبضع سنوات، لكن أراد راسان العودة إلى دمشق، لذلك بدأ حياته من جديد في مسقط رأسه، لكن للأسف بعد كل ما حققه، وبعد الاستقرار الذي حدث له في حياته، فقد دمرت الثورة والحرب الأهلية التي اندلعت كل شيئ بناه رسان، عاد إلى النمسا.

في سوريا، ما يزال يعيش شقيقان لرسان، ويقول إن شقيقًا آخر قُتل قبل 18 شهرًا بصاروخ روسي، ويعيش باقي أقاربه في الأردن، وعاجلاً أم آجلاً يريدون العودة إلى وطنهم.

وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، يقول راسان: “لسوء الحظ بدأنا حربًا لا تخصنا، لا أحد يعرف ماذا يحدث، ولا يفكر أي سوري في العودة الآن”، مضيفاً أنه “في النمسا هناك حرية ويمكنك قول كل شيء، وفي بعض الأحيان يكون الشيء خاطئ.. هذا ليس موجوداً في سوريا، فعند انتقادك للنظام في سوريا، سيتم اعتقالك”.

مع عائلته الصغيرة حاول راسان بعد اندلاع الحرب مرة أخرى بناء حياة في إنسبروك، وبين أصدقائه، كان الرجل معروفًا دائمًا باسم الطاهي الجيد، لذلك رأى رسان فرصته واغتنمها بافتتاح مطعم سوري، لكن زوجته لورين هي المسؤولة في المطبخ، وهي التي تقوم بطهي الطعام، وليس راسان.

كان الكثير من النمساويين متشككين في البداية، وعندهم تردد بشأن المطعم، لا سيما في إنسبروك، حيث يقول راسان : “شعرت كما لو أن الناس كانوا منغلقين إلى حد ما”، كما واجهت ابنته لارا البالغة من العمر تسع سنوات صعوبات في المدرسة في ذلك الوقت، كما واجهت زوجته لورين بعض المشاكل، يقول راسان: “الجو في إنسبروك لم يكن يناسبنا”.

لهذا السبب انتقل راسان مع عائلته إلى مدينة غراتس في عام 2017، واختارها لحبه لها واعتبارها أفضل من العاصمة فيينا، كما أن السوري لا يندم على مغادرة إنسبروك الآن، على الرغم من صعوبة الأيام الأولى في غراتس على عائلته.

وفي العام الماضي، رأت الأسرة أنها تحتاج إلى استراحة من النمسا، فذهب الثلاثة إلى مصر لمدة عشرة أشهر، وكانت الحياة في هذا البلد المشمس جيدة بالنسبة للجميع.

وتحدث راسان عن حبه للسفر، والذي قاده بالفعل للسفر إلى قطر وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية ودبي والصين وهونج كونج والفلبين.

عندما جاء راسان إلى النمسا لأول مرة، كانت صدمة بالنسبة له: “بصراحة، أردت العودة، كل شيء مختلف هنا، الطرق نظيفة، كل شيء منظم، لكن المشكلة تكمن في أنها نظيفة للغاية ومنهجية للغاية”، وأضاف راسان إنه “يفتقد أن الحياة هنا ليست حيوية، ولا يوجد الكثير يحدث في الشارع كما هو الحال في دمشق”.

ففي دمشق عندما يعلو صوته، لا أحد يشكو، على العكس يقوم الجيران بالأحتفال معه، أو عندما يسير في الشارع في دمشق، كان يقابل ما يصل إلى 80 شخصًا في طريقه.

ويريد راسان في المستقبل، جلب المزيد من الحياة والتفاعل والحيوية إلى شارع “أنن شتراسه”، كما يريد تنظيم المناسبات والفاعليات بجميع أنواعها، ويحلم بإغلاق الطريق وإقامة حفل كبير، وقبل كل شيء، يريد إنشاء مكان اجتماع للطلاب.

وختم الموقع بقول راسان: “الحياة نفسها يجب أن تجلب المزيد من البهجة، يجب على المرء أن يفعل شيئاً، يجب ألا يكون المرء محدود التفكير، وغراتس ليست صغيرة.. غراتس كبيرة ويجب أن تكبر، علينا نفكر بطريقة مختلفة”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها