مجلة ألمانية : لماذا لا يعني وجود المزيد من رجال الإنقاذ بالضرورة وجود المزيد من اللاجئين
بسبب وجود مساعدين مثل، كارولا راكيت، يصل عدد أكبر من اللاجئين، هذا ما يدعيه السياسيون مرارًا وتكرارًا.
وتساءلت مجلة “دير شبيغل” حول صحة هذا الادعاء، وأجابت بتحقق المتخصصون مما يسمى بعامل السحب.
وطرحت المجلة تساؤلاً آخراً حول ما إذا كان اللاجئون يفرون، لأنهم يعرفون أنه يمكنهم الاعتماد على رجال الإنقاذ في البحر المتوسط لإنقاذهم من الغرق.
يقول سياسيون، مثل المستشار النمساوي السابق سيباستيان كورز، والذي وصف بإيجاز عمليات الإنقاذ في البحر المتوسط في عام 2017 بأنها “جنون من المنظمات غير الحكومية”، ويحذر برونو كاهل، رئيس جهاز الاستخبارات الفيدرالي، من أن عمليات الإغاثة قدمت حوافز للاجئين للقدوم عبر البحر المتوسط.
ويشن وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، حملةً سياسيةً ضد المنظمات غير الحكومية التي تنقذ المهاجرين في البحر المتوسط، كما أغلقت حكومته الموانئ أمام سفن الإنقاذ.
وهذا الأسبوع، أعلن سالفيني المزيد من التشديد التشريعي بخصوص أمر اللاجئين، وإذا أصبح الأمر متروكًا له، فإنه سيكون على خدمات الإنقاذ البحري في المستقبل دفع غرامات تصل إلى مليون يورو.
وأوضحت المجلة، بالقول، بحسب ما ترجم عكس السير، إن أنصار نظرية السحب المزعومة يرون بأنها تعزز من حركة الهجرة، ومن ناحية أخرى، يقول عمال الإنقاذ البحريون مثل “سي واتش”، إنهم لا ينقذون سوى المعرضين للغرق في البحر.
ويقول ممثلو “نظرية السحب”، بمنطق مقنع على ما يبدو، إنه عندما يعلم الناس أنه بإمكانهم الهروب بسهولة عبر البحر المتوسط ويمكنهم النجاة بمساعدة رجال الإنقاذ، فمن المرجح أن يأتوا أكثر من غيرهم، لكن المشكلة تكمن بعدم وجود دليل تجريبي لهذه الأطروحة.
سجل ماتيو فيلا، عالم الهجرة في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، عدد المهاجرين الذين غادروا الساحل الليبي وعدد قوارب الصيد التي توجد في هذه الأيام بالقرب من منظمات الإنقاذ البحري الخاصة.
ونتائج البيانات التي جمعها من بين جهات أخرى من الأمم المتحدة والصحافة ووزارة الداخلية الإيطالية، في الفترة من بداية كانون الثاني وحتى حزيوان 2019، أظهرت أنه في 31 يومًا أرسل المهربون ما معدله 32.8 شخصًا إلى البحر، وفي 150 يومًا عندما لم تتحرك أي منظمة غير حكومية بالقرب من الساحل الليبي، قُتل 34.6 شخصًا في البحر المتوسط، وبحسب ما يلخص فيلا نفسه النتائج التي توصل إليها، والتي لم تنشر بعد، بالقول إن “عامل السحب غير موجود”.
وفي دراسة أخرى نالت استحساناً واسع النطاق، قارن علماء الاجتماع في جامعة أكسفورد وسكولا نورمال سوبوريور في فلورنسا بين ثلاث سنوات منفصل، وأظهر تقييمهم أنه في السنوات التي شارك فيها الاتحاد الأوروبي في خدمات الإنقاذ، لم يعد هناك أشخاص كثيرون يصلون إلى أوروبا أكثر عندما كان هناك القليل من الإنقاذ، ويقول إلياس ستاينيلبر، أحد مؤلفي الدراسة، الذي يعمل الآن في المركز الألماني لأبحاث التكامل والهجرة: “بسبب انخفاض عمليات الإنقاذ في البحر، فقد وصل عدد أقل من الناس إلى الاتحاد الأوروبي”.
ويقول ديفيد كيب، خبير الهجرة في مؤسسة العلوم والسياسة، إن ظاهرة الهجرة معقدة للغاية، بحيث لا يمكن التعبير عنها بصيغ بسيطة، فتفسير سبب ترك شخص ما لوطنه ليس سهلاً.
ومع ذلك، هناك أدلة جيدة على أن احتمال الوفاة أثناء الفرار قد زاد، نظرًا لوجود عدد أقل من رجال الإنقاذ، ففي عام 2015، توفي 4 من كل ألف مهاجر في رحلة في البحر الأبيض المتوسط.[ads3]