عبارة عنصرية تطيح بدبلوماسية كرواتية من سفارة بلادها في ألمانيا

اتهمت دبلوماسية كرواتية رفيعة المستوى تعمل في سفارة بلادها في برلين بالإضرار بسمعة بلدها بعد أن كتبت منشورات على فيسبوك ملهبة للمشاعر، إلى جانب صور طبيعية حالمة لساحل الأدرياتيك.

وكتبت إليزابيتا مادياريفتش: “الأوروبيون (هم) البيض فقط، كما كان الحال قبل 30 سنة مضت في أوروبا جميعها”.

وقال وزير الخارجية إنها استدعيت إلى كرواتيا.

وقد أحرجت الحادثة كرواتيا، التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في 2013، وستتولى رئاسة الاتحاد في يناير/كانون الثاني المقبل.

أما حساب مادياريفتش، التي تعمل سكرتيرة أولى في سفارة كرواتيا في برلين، على فيسبوك فقد ألغي.

ولكن وجهات نظرها انتشرت أكثر بعد تداولها في موقع (إنديكس.إتش آر)، الذي قال إن تعليقا لها في 8 أغسطس/آب نشر تحت صور لكرواتيا التي تغمرها أشعة الشمس، أشار إلى “الأوربيين البيض” و”أوروبا النقية والأصيلة”.

وقال الموقع إن التعليقات تتسم بخصائص خطاب القوميين البيض، والنازيين الجدد.

ودافعت الدبلوماسية أول الأمر عن منشوراتها، قائلة إن من حقها أن تتكلم كإنسانة عادية. ونقل عنها قولها على فيسبوك: “أنا لست مسؤولة ولا سياسية، لكنني إنسانة عادية لديها الحق في الخصوصية”.

كما أشارت إلى أن صفحتها على فيسبوك اخترقت.

لكن موقع (إنديكس.إتش آر) أفاد بأنها كتبت من قبل منشورات على صفحتها في فيسبوك عن “أجندة أسلمة” (أوروبا) لدى المسلمين، ووجهات نظر معبرة عن الرهاب من المثلية الجنسية.

وفي أحد تلك المنشورات ربطت بين المثليين والمتحولين جنسيا والاعتداء على الأطفال.

وكانت مادياريفتش تتكلم بصراحة بالغة أيضا عن محاولات الألمان دمج المهاجرين في المجتمع، بحسب ما يقوله الموقع.

ورفض وزير الخارجية، غوردان غريليتش رادمان، الذي كان قبل توليه منصبه هذا سفيرا لبلاده في ألمانيا، ادعاء الدبلوماسية بأن حسابها على فيسبوك اخترق، مؤكدا أن الدبلوماسي ليس أبدا إنسانا عاديا.

وأوقفت مادياريفتش عن ممارسة عملها حتى تبت محكمة خدمة مدنية في قضيتها، بحسب ما قاله الوزير.

ونقل عنه أيضا قوله: “عندما تكون دبلوماسيا، يجب أن تتصرف كدبلوماسي، وأن تنفذ سياسة الدولة. الحياة الخاصة لك عندئذ انتهت، وإن لم تكن مستعدا لذلك، فلا يمكن أن تكون دبلوماسيا”.

وأكدت رئيسة كرواتيا، كوليندا غرابار-كيتاروفيتش موافقتها لما قاله بإرساله في تغريدات إلى الدبلوماسيين الذين يخدمون بلادهم، حاثة إياهم على التصرف على هذا النحو.

وقالت: “كرواتيا تشارك القيم الأوروبية”، مضيفة أنه لا مكان للعنصرية، أو أي شكل من أشكال كراهية الأجانب، أو عدم التسامح في الخدمة الدبلوماسية.

وقد تعرضت الشرطة الكرواتية للانتقاد في الأشهر الماضية بسبب معاملتها للمهاجرين.

وقال تقرير لبي بي سي الشهر الماضي إن آلاف المهاجرين أعيدوا بطريقة غير قانونية إلى البوسنة المجاورة، واتهم البعض الشرطة باستخدام القوة معهم. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها