هل تطير طائرات المستقبل بلا انبعاثات مضرة بالبيئة ؟

تتعرض المطارات وشركات الطيران والشركات المصنعة للطائرات لانتقادات متواصلة من قبل المنظمات العاملة بمجال حماية البيئة، لما تتسبب فيه رحلات الطيران من انبعاثات لغاز ثاني أكسيد الكربون، ما يساهم في رفع درجة حرارة الأرض وما ينتج عنه من تغير بالمناخ.

ويحاول قطاع الطيران التأكيد على التزامه نحو البيئة حتى عام 2050، حيث ذكر الاتحاد الألماني لشركات الطيران في بيان له: “نريد خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الملاحة الجوية إلى صفر، وندرك أنه لا يمكن تحقيق هذا الهدف إلا إذا حلت أنواع الوقود المتجدد محل الكيروسين التقليدي”.

يتمثل الأمل الوحيد في النجاح في توليد الطاقة عن طريق استخلاص الهيدروجين من الماء ومعالجته بثاني أكسيد الكربون، فيما يعرف بمعادلة تُسمى “Power to X”، حيث يشير حرف X هنا إلى الاختيار ما بين الغاز أو أنواع الوقود السائلة، مثل الديزل أو البنزين، أو الكيروسين.

ورغم أن هذه الأنواع من الوقود تطلق ثاني أكسيد الكربون عند احتراقها، إلا أن هذا الكربون كان قد أخذ من البيئة أصلاً، مما يعني أن هذه الدورة غير مُضرة بالبيئة.

ويؤيد رئيس قسم التقنية لدى شركة “MTU” لصناعة المحركات في مدينة ميونخ، لارس فاجنر، الدعوة لاستخدام وقود بديل، حيث يستبعد إمكانية استخدام الكهرباء لتسيير الطائرات في الوقت الحالي، قائلاً: “تقنيات البطاريات المتوفرة حالياً لا تسمح بتسيير طائرات تحمل على متنها من 150 إلى 270 راكباً لثقل وزنها”.

وكانت طائرة تابعة لشركة “فيرجين أتلانتيك” الأمريكية قد قامت بالفعل بأول رحلة تجريبية بوقود مصنوع من مصادر حيوية ممزوج بالكيروسين التقليدي في شباط/ فبراير عام 2008، كما تُجري الخطوط الجوية الألمانية “لوفتهانزا” أيضاً تجارب على بدائل وقود يتم مزجها بالكيروسين منذ عام 2011.

لكن “لوفتهانزا” أدركت منذ فترة عدم كفاية المساحات الزراعية لإنتاج الأغذية الضرورية للبشر وفي ذات الوقت تلبية الحاجة المتنامية لقطاع الطيران الآخذ في الاتساع من الوقود الحيوي. لذلك اتفقت الشركة مع مصنع “هايده” لتكرير الوقود، في إطار مشروع بحثي تحت رعاية جامعة بريمن مدعوم من الدولة بأربعة مليارات يورو، للاستفادة من الكهرباء المولدة باستخدام طاقة الرياح لإنتاج الكيروسين الصناعي، على أن تنطلق أول منشأة رائدة في هذا المجال أواخر عام 2023. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها