أشخاص يتناولون الطعام بكثرة و تبقى أجسادهم نحيفة و آخرون بالعكس تماماً فما السبب ؟

زيادة الوزن أو فقدانه هو نتيجة توازن بين كسب وفقدان الطاقة، إذ يكتسب الجسم ما يستوعبه من الطعام، وبسبب الأنشطة التي يقوم بها يفقد الطاقة أيضاً في صورة سعرات حرارية.

وفق موقع Huffpost الأمريكي، فإن هذه الأنشطة متنوعة للغاية؛ بعضها ضروري من أجل الأداء الطبيعي للأجهزة العضوية (القلب والأوعية الدموية والأنشطة الكلوية)، والتي تشمل الحفاظ على درجة حرارة الجسم.

ويرتبط البعض الآخر بتجديد وإصلاح الخلايا والأنسجة، وهي من ناحية أخرى مسؤولة عن تخليق هياكل جديدة، وأيضاً من خلال العضلات الضالعة في تمرينات الرياضة البدنية.

عندما تتجاوز الطاقة المُكتسبة الطاقة المفقودة تزيد كتلة الجسم، والعكس صحيح، بهذه الطريقة تبدو الأمور بسيطة للغاية، على الرغم من أنه لا يوجد شيء بسيط في هذه الأمور، لكن اكتساب الطاقة مصطلح بسيط نسبياً.

هناك عاملان رئيسيان يجب مراعاتهما: كمية الطعام وتكوينه، ما يؤثر على محتواه من الطاقة وسهولة أو صعوبة هضمه واستيعابه، لذا فإن فقدان الطاقة أكثر تعقيداً لأنه يتأثر بالعديد من العوامل.

إذا أخذنا في الاعتبار العوامل المحددة لعناصر اكتساب وفقدان الطاقة، فلن يندهش أحد من أن الوزن الزائد والسمنة قد وصلا إلى معدل انتشار مرتفع في مجتمعاتنا اليوم.

الكثير من الطعام، والميل للأطعمة المغرية التي تحتوي على نسبة عالية من الطاقة وسهولة الامتصاص، بحسب موقع “عربي بوست”، فيما يتعلق بفقدان خسارة الطاقة، لدينا ميل ملحوظ نحو أسلوب الحياة المستقرة والخمول البدني.

نحن نعيش أيضاً في الوطن العربي ببيئة من المفترض أن تكون حارة وعليه فإن الجسم سينفق الكثير من الطاقة للحفاظ على درجة حرارة الجسم ثابتة.

نعرف جميعاً أشخاصاً، على الرغم من نحافة أجسادهم، فإنهم لا يحرمون أنفسهم من أي أطعمة يحبونها.

أولئك الذين يكتسبون الوزن ينظرون إليهم بحسد، مدركين مدى صعوبة الاكتفاء بحدٍّ معيّن أمام مائدة شهيّة، وعدم تناول وجبة خفيفة بين ساعات اليوم أو معاناة في الجري في الشارع، أو كفاح تمرين الدراجة.

العكس معروف لنا أيضاً؛ هؤلاء الأشخاص الذين يبدو أنهم لا يأكلون كثيراً ويعانون من وزن زائد.

لماذا يجعل تناول كميات مماثلة من الطعام مع مستويات مماثلة من النشاط البدني، البعض يكتسبون وزناً والبعض الآخر يتمتعون بجسد نحيف؟ ما سبب هذه التناقضات في التمثيل الغذائي؟

بعض الأسباب قد تكون بسبب عوامل لا تؤخذ بعين الاعتبار، لكنْ هناك عنصر مهم آخر يجب مراعاته؛ وهو العامل الوراثي، خاصة بسبب أثره على عملية التمثيل الغذائي، وبالتالي على فقدان الطاقة.

قارنت دراسة نُشرت هذا العام جينات 1600 شخص نحيف للغاية، و2000 يعانون من السمنة المفرطة و1400 يتمتعون بوزن طبيعي.

أكدت النتائج أن السمنة تعدُّ حالة يمكن وراثتها بقدرٍ ليس عالياً ولكنه مهم، وعلى وجه الدقة، قدروا وراثتها بنسبة 32٪، يمكن وراثة النحافة أيضاً، على الرغم من أنها أقل إلى حد ما؛ وذلك بنسبة 28٪.

تشير هذه النسب المئوية إلى نسبة تباين الخصائص التي شملتها الدراسة (السمنة أو النحافة) في السكان بسبب عوامل وراثية، كما حدد الباحثون كذلك مجموعة من المتغيرات الوراثية المرتبطة بحالة ما، بعضها معروف بالفعل، والبعض الآخر مرتبط بالعكس.

لذلك، فإن السمنة والنحافة موروثتان أيضاً، على الأقل بشكل جزئي، رغم أن هذا، بالنسبة للبعض لا يمنح سوى القليل من العزاء.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها