ياباني يقاضي الشركة التي يعمل بها بعدما عاقبته بسبب حصوله على إجازة أبوة
رفع عامل لدى شركة كبرى لصناعة الملابس الرياضية في #اليابان ، دعوى قضائية ضد الشركة، زاعماً أنَّه تعرَّض لمعاملةٍ ظالمة بعد حصوله على إجازة أبوة.
وقالت صحيفة “ذا غارديان”، البريطانية، إن الرجل البالغ من العمر 38 عاماً والذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، زعم في محكمة طوكيو أن شركة Asics عاقبته لحصوله على إجازة لمدة عام، بعد مولد أطفاله في الفترة من 2015 إلى 2018.
وقال الرجل للمحكمة إنَّه اُتهم بأنه «ليس متعاوناً مع فريق عمله. لكن هذا ليس صحيحاً. أعتقد أنَّ الشركة تحاول سحق أي فرد يحاول تصويب ظلمها. ويبدو أنَّ الإدارة، في الواقع، تُقدِّر عمل الرجال في الخارج وبقاء النساء في المنزل».
وتُعَدُّ إجازة الأبوة في اليابان من بين أكثر الإجازات سخاءً في العالم، إذ يُمنح الرجال والنساء إجازةً من العمل لمدة عام، أو أطول من هذا، إذا لم يكن هناك حضانات عامة لرعاية الأطفال. لكن عدداً قليلاً للغاية من الرجال استخدموا إجازات الأبوة خشية أن يتعثَّر مستقبلهم الوظيفي.
وأدَّت سوء المعاملة المزعومة التي يتعرض لها الرجال الذين يحصلون على إجازة أبوة، إلى ظهور كلمة جديدة وهي «باتاهارا» -وهي كلمة مختصرة تعني التعرُّض لمضايقات بسبب الحصول على إجازة أبوة. وظهرت هذه الكلمة لتحاكي كلمة أخرى وهي «ماتاهارا» -وتعني التعرض لمضايقات بسبب الحصول على إجازة أمومة– والتي تستخدم لوصف الانتهاك الذي تتعرض له النساء العاملات بعد أن يحملن ويلدن.
ووُجهت انتقاداتٌ لموظف شركة Asics في البداية على موقع تويتر، ووُصف بأنَّه «أناني» لحصوله على إجازةٍ لمدة عامٍ عن كل ابنٍ من أبنائه الاثنين، البالغ عمرهما حالياً أربعة أعوامٍ وعاماً واحداً.
وتُعَدُّ عدم استطاعة الموظفين الرجال الحصول على إجازة أبوة، من بين العواقب التي تواجه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، بينما يحاول زيادة عدد النساء في مواقع العمل -وخاصةً في المناصب الرفيعة-، وزيادة معدل المواليد المنخفض في البلاد.
وتسود ثقافة الشركات التي تُعلي من شأن الولاء للشركة والعمل لساعات طويلة، خاصةً بين الموظفين الرجال، وقد كشفت بيانات الحكومة أنَّ 6% فقط من الآباء الذين يستحقون إجازة الأبوة يحصلون عليها فعلياً. وهي نسبةٌ أقل من معدل الإجازات المستهدف، الذي من المفترض أن يبلغ 13% بحلول 2020.
ويتغيب أكثر من 70% من الرجال، الذين يأخذون إجازة أبوة، عن العمل لفترةٍ لا تتجاوز 14 يوماً. ويأتي هذا مقارنةً بأكثر من 80% من الأمهات اللاتي يحصلن على إجازة تتجاوز فترة الثمانية أسابيع الإلزامية بعد الولادة.
وأصبح تحدِّي الأعراف الاجتماعية أكثر قوةً مؤخراً، حين قال شينجيرو كويزومي، وزير البيئة وهو نجمٌ صاعد في السياسة اليابانية، إنَّه يفكر في أخذ إجازة أبوة حين تلد زوجته العام المقبل.
وقال الشخص، الذي رفع الدعوى القضائية ضد شركته: «يوجد العديد من الأشخاص الذين يودون الحصول على إجازة رعاية طفل، وهو حقٌ لهم، لكنهم لا يستطيعون فعل هذا لأنَّ أماكن عملهم تجعل الأمر صعباً. لابد أن يتكلم أحدٌ ما. كنت أفكر في أنَّني سأظل موظفاً لمدة 40 عاماً تقريباً، فما الضرر من الحصول على عامٍ أو اثنين مقارنةً بكل هذه السنوات».
وأضاف الموظف، وهو من بين رجال قليلين رفعوا دعوى قضائية ضد شركاتهم، أنَّه نُقل إلى مخزن تديره شركة تابعة لشركة Asics بعد عودته من إجازة أبوته الأولى.
ورغم أنَّه لم يتعرض لخصم راتبه أو تخفيض رتبته الوظيفية، يقول الموظف إنَّ الطبيعة الجسدية للعمل الجديد تختلف بشكلٍ صارخ عن دوره السابق في قسم شؤون الموظفين بالشركة.
وطبقاً لما اورد موقع “عربي بوست”، سمحت له شركة Asics بالعودة إلى وظيفةٍ مكتبية بعد تعرُّضه لإصابةٍ في كتفه، لكنها أوكلت له مهام «بلا معنى» مثل ترجمة إرشادات الشركة إلى الإنجليزية، رغم أن مهاراته اللغوية ضعيفة.
ويطالب الموظف بالعودة إلى وظيفته الأصلية، والحصول على تعويضٍ عن الأضرار التي تعرَّض لها بقيمة 4.4 مليون ين (41 ألف دولار)، ونفت شركة Asics هذه المزاعم، وقالت إنَّها حاولت التفاوض مع ممثلي نقابة الموظف وفريق محاميه.
وأضافت الشركة في بيانها: «نبذل مجهوداً لتعزيز التنوع، وسنواصل بذل جهدٍ أكبر لنضمن أنَّ بيئة العمل وسياسات الشركة تسمح للأشخاص بالحفاظ على نشاطهم خلال الحمل، والولادة، ورعاية الطفل».
وقال ناوتو ساساياما، محامي الأب: «تتوقع الثقافة التي تكونت في اليابان بعد الحرب من الرجال أن يتولوا وحدهم مهمة كسب الرزق. ويُعَدُّ بقاء الرجال في المنزل أمراً مستغرباً للغاية. نريد أن نمنح كل هؤلاء الآباء الذين يريدون أخذ إجازة أبوة أملاً».[ads3]