” هل لدينا مستقبل حقيقي هنا ؟ ” .. صحيفة ألمانية : وضع اللاجئين السوريين في تركيا يمر في منعطف صعب

سلطت وسائل إعلام ألمانية، الضوء على معاناة اللاجئين السوريين في تركيا، واصفة وضعهم حالياً بالمنعطف الصعب.

وقالت صحيفة “دي تسايت” الألمانية، الثلاثاء، بحسب ما ترجم عكس السير، إن ملايين اللاجئين السوريين وجدوا مأوى لهم في تركيا، ولذلك يريد الكثير من الأتراك منهم المغادرة، ولهذا السبب يهدد الرئيس أردوغان بإنهاء اتفاق الاتحاد الأوروبي.

مازن مأمون قطع شوطًا طويلًا، عندما وصل اللاجئ السوري إلى إسطنبول عام 2013، كان يعيش في الشوارع مثل “رجل بلا مأوى”، ولم يكن مأمون يعرف أي كلمة تركية، ولم تكن لديه أوراق رسمية للإقامة، ولم تكن لديه فكرة عن كيفية المضي قدمًا.

والآن، يعيش الشاب البالغ من العمر 33 عامًا في شقة مشتركة، ويتقن اللغة، ويصمم تصميمات ثلاثية الأبعاد، لشركات الهندسة المعمارية.

يمر وضع اللاجئين السوريين في تركيا بمنعطف حرج، مثل مأمون، بنى كثيرون حياة جديدة في البلاد، يقول مأمون: يجب أن تسأل نفسك، هل لدينا مستقبل حقيقي هنا؟ يريد المزيد من الأتراك مغادرة السوريين لتركيا، والرئيس رجب طيب أردوغان مستعد للتنفيذ، رغم أنه ما تزال هناك معارك شرسة في سوريا، ما اعتاد أردوغان التحدث عنه يتشكل وينشأ ببطء وهو: “منطقة أمنية” يحرسها الجيش، على الأراضي السورية.

يريد أردوغان استقرار ما لا يقل عن مليون لاجئ هناك، ويرى أردوغان أنه يجب على الاتحاد الأوروبي مساعدته في هذا، ويهدد بأنه إذا لم يدعموا ما يريده فسوف يخرق الاتفاقية الأوروبية التركية، ويعيد فتح “البوابات” إلى أوروبا.

تواصلت الصحيفة مع عشرات اللاجئين، والمواطنين الأتراك، وخبراء الهجرة والناشطين، وفي الواقع، إن استقبال الكثير ممن فروا من الحرب السورية، هو بمثابة قصة نجاح في تركيا، ورحلة مأمون من كونه مشرد إلى خبير كمبيوتر ليست سوى واحدة من العديد من الأمثلة الناجحة.

مع أكثر من 3.6 مليون لاجئ، تستضيف البلاد عددًا أكبر من طالبي اللجوء، من أي دولة أخرى، في البداية لم يكن هناك أي أموال، بالكاد توجد أماكن مدرسية، ولا يوجد عمل منتظم للاجئين، وفي الوقت نفسه، تلقى أكثر من 1.6 مليون سوري مساعدات اجتماعية، حيث أن أكثر من 96٪ من الأطفال السوريين يذهبون إلى المدارس الابتدائية، وفي 84% من أسر اللاجئين، هناك عضو واحد على الأقل لديه وظيفة، وفقًا لدراسة أجرتها منظمات الإغاثة الدولية، كما استثمرت تركيا أكثر من 37 مليار يورو في أزمة اللاجئين، بما في ذلك في نظام الرعاية الصحية المجاني، وأضاف الاتحاد الأوروبي 6 مليارات يورو.

يقول نيجار غوكسيل، مدير مشروع مجموعة الأزمات الدولية في تركيا: “لقد عاش اللاجئون السوريون حياة طيبة في تركيا، على الرغم من أنه ما يزال هناك الكثير مما يجب فعله”.

تشير التقديرات إلى أن مئات الآلاف من السوريين الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني لم يتم تسجيلهم، وبالتالي تم استثناؤهم من المساعدة الاجتماعية، واحتمال التحاق المراهقين بالمدارس أقل بكثير من احتمال التحاق الأطفال بالمدارس الابتدائية، كما أن هناك نقص في المعلمين الذين يساعدون في اللغة والاندماج، والفتيات تتزوج مبكراً، كما يتعين على الأولاد أن يكسبوا المال ليكفي عائلاتهم.

هناك 656 ألف لاجئ سوري يعملون وبرواتب أخفض من الحد الأدنى للأجور، ودون تغطية للتقاعد، ومع ذلك، يقول معظم السوريين الذين تحدثوا مع الصحيفة إنهم بخير.

ووفقًا لدراسة أجرتها جامعة قادر هاس في إسطنبول، فإن اثنين من كل ثلاثة أتراك يضايقهم الآن وجود السوريين في تركيا، وذلك يعد أعلى نسبة على الإطلاق منذ سنوات.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها