صحيفة ألمانية : النجاحات استثنائية لا أكثر .. يجب أن نكون صادقين بشأن ” اندماج اللاجئين السوريين “

نشرت صحيفة “دي فيلت” الألمانية مقالاً يعرض وجهة نظر حول الإحصاء الذي نشرته وكالة العمل الفيدرالية، والذي أظهر أن ثلاثة أرباع السوريين في سن العمل المقيمين في ألمانيا يعيشون من معونات البطالة بشكل كامل أو جزئي.

وقالت الصحيفة، الاثنين، بحسب ما ترجم عكس السير، إن أرقام الإحصاء المذكورة ليست مفاجئة، على الرغم من السيناريوهات المتفائلة المتعلقة باللجوء من قبل السياسيين، لعام 2015، والتي لم تتحقق الآن.

وأضافت الصحيفة أن الكثير من قصص النجاح الرائعة توجد بين اللاجئين السوريين في ألمانيا، فعلى سبيل المثال، درس عبدول عباسي، الذي غادر حلب في سن المراهقة، طب الأسنان في مدينة غوتنغن وألف كتاب “Eingedeutscht” مع صديق سوري له، وكذلك قصة السوريين الذين التحقا بتدريب في أكاديمية “آكسيل شبرينغر” للصحافة.

ويوجد الكثير من السوريين قد وجدوا عملاً في مجالات رعاية المسنين أو الطبخ أو الإنقاذ في المسابح، والكثير منهم افتتحوا مشاريعهم الخاصة، سواء أكانت مطاعم أو متاجر صغيرة.

وتابعت الصحيفة بالقول إن الواقع، بعد أربع سنوات من “خريف اللجوء”، يظهر أن قصص النجاح السابقة ما هي إلا استثناءات، أي أنها حاصلة لدى أقلية من بين مئات الآلاف من السوريين الذين لجأوا إلى ألمانيا.

ووفقًا للإحصائيات الحديثة لوكالة العمل الفيدرالية، يعيش ثلاثة أرباع السوريين ممن هم في سن العمل من معونات البطالة بشكل كامل أو جزئي.

وعلقت الصحيفة بالقول إن أرقام الإحصائية الحديثة ليست مستغربة، حيث أنه وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية، فإن ثلثي الطلاب في البلاد لديهم إمكانيات محدودة للغاية للقراءة والكتابة .

وذكرت الصحيفة أنه من الواضح أن السيناريوهات المتفائلة لعام 2015 لم تتحقق، فمنذ أربع سنوات بالضبط، قال المدير التنفيذي لشركة “دايملر” آنذاك، ديتر تسيتشه: “في أفضل الأحوال، يمكن أن يكون اللاجئون أيضًا أساسًا للمعجزة الاقتصادية الألمانية القادمة، كما ساهم ملايين العمال الزائرين، في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، بشكل كبير في نهوض الجمهورية الفيدرالية الألمانية”.

واستدركت الصحيفة بالقول إنه ينبغي للمرء ألا يتخلى عن الأمل، فربما يستغرق الأمر وقتًا أطول من المتوقع، وربما يحتاج الأمر إلى المزيد من العمل لتعزيز اندماج اللاجئين.

وختمت الصحيفة بالقول إنه ربما يتعين علينا فقط أن نكون صادقين ونقول: “كان من الصواب مساعدة مئات الآلاف، في وضع استثنائي، والذين فروا من الحرب في سوريا والبؤس في المخيمات وشرعوا في هجرة كبيرة إلى أوروبا، حتى لو كان ذلك قد تم -ربما- بدون حسابات.. لقد كان عملاً إنسانيًا كبيرًا، لكن لا يمكننا تكراره“.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها