BBC : “الثائرة الهولندية” .. الصبية التي أغوت النازيين وقتلتهم
توفيت بطلة المقاومة الهولندية في الحرب العالمية الثانية فريدي أوفرستيغن عن عمر يناهز 93 عاما. وكانت أوفرستيغن تستغل مظهرها البريء وصوتها الرقيق لكسب ثقة النازيين ومن ثم تغويهم بالجنس وتقتلهم.
ولدت أوفرستيغن في هارلم قرب أمستردام في 6 سبتمبر/أيلول عام 1925، وكانت والدتها شيوعية، وعندما كانت في الـ 14 من عمرها قامت ألمانيا النازية بغزو هولندا فانضمت للمقاومة.
وقد استطاعت مع شقيقتها الأكبر تروس التي كانت في السادسة عشر من عمرها وصديقتهما هاني شافت القيام بعمليات عديدة مثل تفجير الجسور وخطوط سكك حديدية بالديناميت، وتهريب اليهود من معسكرات الاعتقال باستخدام مستندات مسروقة أو مزورة، وقتل من يستطعن من النازيين باستخدام سلاح آلي يخفينه في سلال بدراجتهن.
وكانت الفتيات الثلاثة يلتقين النازيين في الحانات وينجحن في إغوائهم بممارسة الجنس، وعندما يذهبون معهن إلى الغابة لهذا الهدف كان يتم قتلهم.
قالت أوفرستيغن: “كان لزاما علينا القيام بذلك، كان شرا لا بد منه قتل من خان الشعب الطيب”. وعندما سئلت كم عدد الذين قتلتهم أجابت: “لا يسأل جندي مثل هذا السؤال”.
وكانت أوفرستيغن آخر من بقي من الخلية النسائية في المقاومة الهولندية على قيد الحياة، وكانت عضوات الخلية قد كرسن حياتهن للقضاء على النازيين المحتلين وأعوانهم الهولنديين.
ولم يكن النازيون يأخذون العناصر النسائية في المقاومة الهولندية بجدية، وهو الأمر الذي دفعوا ثمنه غاليا حيث لم ينجحوا في كشف الخطر الذي مثلته ثلاثة فتيات صغيرات يقدن دراجاتهن ببراءة في هارلم في شمال هولندا لالتقاط ضحاياهن وإبلاغ المقاومة بتحركات العدو.
وكانت الشقيقتان أوفرستيغن قد نجتا من الحرب، ووجدت تروس عملا كفنانة بعد الحرب وكتبت مذكراتها وتوفيت عام 2016.
أما فريدي فقالت لمجلة فاريس إنها تغلبت على شعورها بالمأساة بالزواج وإنجاب أطفال. تزوجت بجان ديكير، وكان مهندسا في مصنع للصلب، وأنجبت ثلاثة أطفال وصار لها لاحقاً 4 أحفاد.
أما صديقتهما هاني شافت فكانت قد وقعت في الأسرت في أواخر الحرب وتعرضت للتعذيب على يد النازيين وأعدموها في الأخير.
وتكريما لشافت أقامت تروس مؤسسة هاني شافت عام 1996 وكانت فريدي عضوة بمجلس إدارتها.
وقال جوريون بليستر رئيس المؤسسة “صارت شافت الرمز النسائي للمقاومة الوطنية” ويتم تعليم حكايتها للأطفال كما أنتج فيلم عن حياتها عام 1981 باسم “الفتاة ذات الشعر الأحمر”.
وبالنسبة للشقيقتين فإن المقاومة مثلت مصدراً للفخر ولم يندما على اشتراكهما فيها أبدا، ولكن كانت أيضا مصدرا للألم. قالت تورس:” لم نكن نشعر أن القتل يناسبنا ولا يناسب أحدا ولكنهم كانوا مجرمين حقيقيين”.
وأضافت قائلة: “كان الأمر مأساويا وصعبا وكنا نبكي لقيامنا بالقتل ولكنهم سمموا الحياة”.
وكانت فريدي قد قالت لصحيفة هولندية من قبل: “كنت أضغط الزناد وأشاهدهم يسقطون والغريب أنني كنت أشعر أحيانا بالرغبة في مساعدتهم على النهوض”.
كانت فريدي تعيش في دار للمسنين في دريهويس التي تبعد خمسة أميال عن هارلم، وقد أصيبت هناك بأزمات قلبية عديدة. (BBC)[ads3]