في عيد الوحدة .. ميركل تدعو لعدم نسيان ضحايا ديكتاتورية ألمانيا الشرقية

انطلقت، الخميس، الاحتفالات الرسمية لإحياء الذكرى التاسعة والعشرين لإعادة الوحدة الألمانية بإشراف من الرئيس فرانك فالتر شتاينماير والمستشارة أنغيلا ميركل ورئيس البرلمان (البوندستاغ) فولفغانغ شويبله، إضافةً إلى رئيس وزراء ولاية شليسفيغ هولشتاين، دانييل غونتر، التي تحتضن عاصمتها كيل الاحتفالات الرئيسية لهذه السنة.

وقال غونتر إنه يتطلع إلى “يومين رائعين”، موضحاً أن الأمر لا يدور حول ذكرى تاريخية فحسب، بل أيضاً حول التطلع إلى المستقبل أيضًا.

ومن المنتظر أن يشارك نحو نصف مليون شخص في الاحتفالات التي ستقام على مدار يومين تحت شعار “الشجاعة تربطنا”.

تجدر الإشارة إلى أن هذه المرة الثانية التي تستضيف فيها ولاية شليزفيغ هولشتاين احتفالات الوحدة الألمانية، وكانت المرة الأولى لها عام 2006.

من جهتها، قالت المستشارة ميركل بهذه المناسبة: “يتعين علينا ألا ننساهم أبدًا، حتى في يوم مفعم بالفرح كهذا اليوم”، في إشارة إلى ضحايا النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية.

وبعد مرور 30 عاماً على سقوط سور برلين، وصفت ميركل الأحداث في ألمانيا الشرقية في تشرين الثاني عام 1989 بأنها “ثورة بروح الحرية”.

وشارك قادة ألمانيا، الخميس، في الاحتفالات المركزية التي تقام بمناسبة هذه الذكرى في مدينة كيل شمالي البلاد، وكتب كل من الرئيس فرانك-فالتر شتاينماير والمستشارة أنغيلا ميركل ورئيس البرلمان الألماني “بوندستاغ” فولفغانغ شويبله وكذلك رئيس حكومة ولاية شليزفيغ هولشتاين التي تقع بها مدينة كيل، دانيل غونتر بصفته رئيساً لمجلس الولايات “بوندسرات”، ورئيس المحكمة الدستورية الاتحادية أندرياس فوسكوله في الكتاب الذهبي للمدينة، وبعد صلاة مسكونية، سوف يشاركون جميعاً في الاحتفال الرسمي بهذه المناسبة التاريخية.

وكانت مدينة كيل، عاصمة ولاية شليزفيغ هولشتاين، بدأت، الأربعاء، الاحتفالات بالذكرى السنوية التاسعة والعشرين لتوحيد شطري ألمانيا.

وافتتح رئيس حكومة الولاية أمس مراسم الاحتفال الشعبي الكبير الذي يستمر يومين.

وقبل الاحتفالات، قالت ميركل في تصريح إذاعي، إنه خلال العقود الثلاثة التي تلت سقوط جدار برلين، تم تحقيق الكثير، ومع ذلك، ما يزال هناك “الكثير للقيام به”، وساقت مثالاً على ذلك بأن القوة الاقتصادية للولايات الشرقية كانت تعادل 43% من القوة الاقتصادية للولايات الغربية، وقد وصلت هذه النسبة في الوقت الراهن إلى 75% “وهو ما يعني نجاحاً عظيماً”، وأضافت: “بخلاف هذا، ما تزال هناك مسافة يجب قطعها، وهكذا الحال في مجالات عديدة”.

ورأت ميركل أنه يجب المضي قدماً في محو الفوارق بين الشرق والغرب ومن ذلك على سبيل المثال نظام التقاعد، “والمهم من ناحية أخرى هو أن نصيغ المستقبل معاً، وهذا يعني التفكير في كل أنحاء ألمانيا حيث توجد فوارق في الأوضاع المعيشية”، واستطردت ميركل:” ولذلك فمن المشاريع العظيمة للحكومة الألمانية خلق ظروف حياتية متساوية في جميع أنحاء ألمانيا بين الريف والمدينة، وبين الشمال والجنوب، وبين الشرق والغرب”.

وقالت ميركل إن شعار ولاية شليسفيغ هولشتاين الذي اختارته لاحتفالات الوحدة هذا العام “الشجاعة تربطنا” يُذَكِّر بشجاعة الكثير من الناس في عام 1989 “من أجل أن تصبح الوحدة الألمانية حقيقة واقعة”.

وتبنت ميركل وجهة النظر القائلة إنه “لا يتعين التفريق بشكل إجمالي بين الشرق والغرب لأنه يوجد الآن سنوات عديدة من الحياة المشتركة”، مشيرةً إلى أن الحكومة شكلت لجنة “الثورة السلمية والوحدة الألمانية”، ستتحدث ميركل من خلالها مع المواطنين عن كل ما يربط ويفرق بين شطري البلاد، وتابعت المستشارة: “هذا هو ردنا على الفروق التي ما تزال قائمة وكذلك على الأشياء الكثيرة التي تحققت”.

وتحتفل ألمانيا في التاسع من تشرين الثاني المقبل بالذكرى الثلاثين على انهيار سور برلين، كما ستحتفل في الثالث من تشرين الأول  2020 بالذكرى الثلاثين على إعادة توحيد شطري البلاد. (DPA – DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها