هل أصبح برشلونة مقبرة للنجوم ؟

تشعر أحياناً وكأن برشلونة مصمم على تدمير بعض اللاعبين عن سابق تصوّر وتصميم، “يُصارع الحيتان” للتعاقد مع نجم ليُصبح بعد انتقاله الى النادي الكاتالوني أشبه بالشبح على أرض الملعب.

مَن مِنا لا يذكر مسلسل محاولة التعاقد مع فيليب كوتينيو من ليفربول، والوقت الذي استغرقته هذه الصفقة وكيف انتهت بمبلغ خيالي (حوالي 145 مليون يورو)، فأتى البرازيلي إلى برشلونة وبدأت معه سلسلة الخيبات لينتهي به الأمر لاعباً في بايرن ميونيخ على سبيل الإعارة.

كوتينيو لم يلعب في مركزه الذي يُحب مع برشلونة. أصلاً أحداً لم يفهم ما سبب إصرار بطل إسبانيا على ضم النجم البرازيلي في وقت لم يتمكن من حل أية مشكلة يعاني منها الفريق منذ أول لحظة على ارتدائه قميص “البلوغرانا” حتى رحيله إلى بافاريا.

أشرك مدرب برشلونة ارنيستو فالفيردي نجم ليفربول السابق على الجهة اليسرى في أغلب الأحيان مع غياب دائم لعثمان ديمبيلي، ما أثر على اللاعب سلباً، حيث لم يعتد سابقاً على هذا المركز فتراجع مردوده وانقلب السحر على الساحر، من نجم ليفربول الأول إلى لاعب غير مرغوب فيه ببرشلونة.

لكن سرعان ما وجد كوتينيو نفسه مع فريقه الجديد، فسجل في 5 مباريات هدفين وصنع اثنين آخرين، وهو من بين أبرز عناصر الفريق في الوقت الحالي، يملك الحلول الكافية ويقود خط الوسط خلف المهاجم المخضرم روبرت ليفاندوفيسكي.

بالرغم من كل ذلك، فإن برشلونة لم يتعلّم الدرس، فدخل في سوق الانتقالات الصيفية الأخيرة بعملية ضم النجم الفرنسي انطوان غريزمان من أتلتيكو مدريد، وبعد “سنوات” من الانتظار، وبعد فيلم وثائقي مثير للجدل لغريزمان في الموسم الماضي رفض خلاله ترك أتلتيكو، تمت عملية الانتقال من دون أن يفهم أي أحد الجدوى منها.

غريزمان ليس بالمهاجم الصريح لكي يكون بديلاً حقيقياً للويس سواريز، وليس بلاعب الجناح لكي يلعب على الأطراف بدلاً من المُصاب الدائم عثمان ديمبيلي، وفقاً لصحيفة “البيان” الإماراتية، فهو يتقن اللعب خلف المهاجم تماماً أكثر من أي مركز آخر، وهذا ما كان يقوم به مع فريق العاصمة الإسبانية سابقاً مسجلاً 133 هدفاً وصانعاً 50 في 257 مباراة.

فلماذا التعاقد مع لاعب لا يمكنه التألق إلّا إذا شارك خلف المهاجم ما يعني اللعب بدلاً من ميسي بنفس المركز؟ ما الجدوى من هذا التعاقد في وقت يحتاج الفريق لتدعيمات دفاعية ضرورية؟

غريزمان يلعب مع فالفيردي على الجناح الأيسر، مركز جعل منه شبحاً على الطرف، كما حصل مع كوتينيو تماماً، وهو ما يفسر التساؤلات الأخيرة التي وُجّهت إليه من قبل الجماهير.

لا يريد فالفيردي تغيير أية من أفكاره العبقرية، خطته واحدة لا تتغيّر “اعطوا الكرة لميسي ولنر ماذا سيحصل”، وإذا تعرض ميسي للإصابة يقف الجميع مصدوما. لا يعرف توظيف أي لاعب على أرض الملعب، وتشعر أحياناً أنه لو لعب معه دييغو ارماندو مارادونا لأشركه بدلاً من جيرار بيكيه في الدفاع.

اليوم نشهد على تدمير مسيرة لاعب جديد بعد كوتينيو، الذي انقذته الظروف للعودة الى “الحياة من جديد” مع بايرن… فإلى متى سيتستمر برشلونة بهذا التخبط مع مدربه فالفيردي؟[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها