شركات الأزياء العالمية تلجأ إلى شخصيات افتراضية في مجال الإعلان و الدعاية للملابس
نشرت “هيئة الإذاعة البريطانية”، تقريرا يتناول لجوء شركات الازياء العالمية تلجأ الى شخصيات افتراضية في مجال الإعلان والدعاية للملابس، سائلا: هل العالم مقبل على اللجوء إلى شخصيات افتراضية في مجال الإعلان والدعاية للملابس؟ يبدو أن الأمر أصبح واقعاً مع العارضة ليل ميكويلا، التي لديها معجبون ومتابعون أكثر من بعض العارضات الحقيقيات، إذ وصل عدد متابعيها على موقع التواصل الاجتماعي، انستغرام إلى 1.6 مليون متابع.
وتبدو العارضة للوهلة الأولى حقيقية تماماً، فهي جميلة ذات قوام ممشوق، تميل للسمرة، جذابة، ولديها أصدقاء تجمعهم قصص وذكريات، كما لديها مشاكل وهموم عائلية مثل البشر، وروجت لماركات ملابس مرموقة مثل شانيل وبرادا وكالفين كلاين.
لكن الأمر الذي أذهل الناس وصدمهم، هو أن ميكويلا شخصية افتراضية، تم تصنيعها وفقاً لأحدث البرامج والتقنيات التكنولوجية، لتبدو تماماً كإنسان حقيقي، حتى أن لديها بشرة جميلة مغطاة بالنمش لتبدو مميزة.
ظهرت شخصية ليل على موقع انستغرام عام 2016، وتابعها مئات الآلاف في الأشهر الأولى بسبب إطلالاتها الساحرة والتي باتت مصدر إلهام للكثيرين.
وحقق مبتكرو شخصية ليل، أرباحاً بقيمة 125 مليون دولار وفقاً لمؤسسة ” churchtech” في الولايات المتحدة.
تبلغ ليل من العمر 19 عاماً، بحسب الجهة المالكة لها في لوس أنجلوس، ولديها صديقان أحدهما يُدعى بلاوكو (وهو شخصية افتراضية يظهر معها في الكثير من الصور وفمه مغطى بقناع يحمل علامة تجارية) ولديه 135 ألف متابع فقط، وهو رقم متواضع مقارنة بصديقته ليل.
أما صديقتها فهي برمودا، وهي حبيبة بلاوكو السابقة. وهكذا، قام مبتكرو الشخصيات الثلاث بتأليف قصص حياتهم أيضاً، لتبدو قريبة من الحقيقة.
تعرضت عارضة الأزياء العالمة بيلا حديد لموجة انتقادات بسبب تصويرها لفيديو تقبّل فيه ليل ميكويلا، واعتقد الناس بأنها مثلية، دون أن يدركوا أن ليل ليست سوى كائن افتراضي.
وكانت ميكويلا وحديد ترتديان ملابس من ماركة “كالفين كلاين” للترويج لمنتجات الشركة.
وكتبت شركة كالفين كلاين في حسابها في موقع تويتر مغردة: “أردنا من خلال هذا الفيديو تعزيز حرية التعبير لتشمل مجموعة واسعة من الهويات، بما في ذلك الهويات الجنسية المتنوعة كتحدٍ للأعراف والقوالب النمطية التقليدية في الإعلانات، ودمجنا الواقع بالخيال”.
تتحدث ليل ميكويلا كما لو أنها شخص لديه مشاعر وعواطف. فقد ناقشت منتقديها الذين تواصلوا معها عبر البريد الإلكتروني، مقتبسة أفكارا من قصة الغلاف في مجلة ” High Snobiety ” وقالت في ردها: “أعتقد أن الناس يشعرون بحالة من الضعف في الوقت الحالي، لديهم الكثير من الإحباط ويحتاجون إلى هدف ليسعوا إليه”.
ألهم نجاح ليل ميكويلا آخرين، للمجازفة في استثمارات ضخمة في مجال “الشخصيات الافتراضية”، والعمل مع الشركات الناشئة لتطوير التكنولوجيا.
وسواء كان لدى المؤثرين الافتراضيين متابعين في عالم الأزياء أم لا، فإن شركات صناعة الألبسة على وشك إنفاق الكثير من المال عليها.
وبعد نجاح تجربة ميكويلا، قامت شركة ” 1sec ” لتخطيط وإنتاج البشر الافتراضيين بانتاج شخصية افتراضية تجمع بين الشخصيتين اليابانية والأمريكية، وهو من مواليد في لوس أنجلوس ويحمل اسم “ليام نيكورو” الذي سيعمل في مجال الموسيقى والأزياء والترفيه.
وليام مثل ميكويلا، يفضل ماركات ملابس معينة ومن المعجبين بمطربين محددين مثل جوستن بيبر.
وتقدر شركة متخصصة في مجال في انتاج الأزياء العالمية، بأن هذه الصناعة ستستثمر ما يقرب الـ 3.6 مليار دولار في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي هذا العام.[ads3]