وكالة روسية : ” عذراوات سوريات تواجهن سن اليأس بتجميد البويضات “

فرضت الحرب ظروف معيشية اجتماعية واقتصادية صعبة انعكست على فئة الشباب بشكل كبير تعذر معها الزواج أو حتى التفكير به، ما دفع الفتيات العازبات واللاتي تأخرن بسن الزواج إلى التفكير مليا في مستقبلهن كأمهات، تلك الغريزة التي تخلق مع الفتاة وتسعى إلى إشباعها بالحفاظ على خصوبتهن أطول فترة ممكنة.

لم يكن لهن من خيار إلا اللجوء إلى عملية تجميد البويضات التي تكفل لهن فرصة جيدة للتحقيق حلم الأمومة مهما تأخرن بالزواج _فلن تسمحن للقطار بأن يفوتهن_ حسب تعبير راما إحدى الفتيات اللاتي ستلجأ إلى التجميد.

فبالرغم من أن عملية تجميد البويضات حديث الساعة وثورة العلم إلا أنها تصطدم بأخلاقيات المجتمع الشرقي التي تعيقها، فمن مؤيد لها ومسلّم بقدرة العلم ومواكبته لحاجات العصر إلى معارض متزمت متمسك بعادات وتقاليد المجتمع وأخلاقياته خاصة أنها تجرى للفتيات العذراوات حصرا.

يقول أبو محمد إنه ومن سابع المستحيلات أن يخضع ابنته إلى هذه العملية مهما بلغت من العمر وأنها سترى ما كتبه الله لها وحسب.

أما زوجته أم محمد والتي ناقشت بعقلانية أكثر فأعربت عن مخاوفها من تعرض فتاة عازبة لمثل هذه العملية خشية منها على عذريتها فضلا عن التكاليف المرتفعة لتلك العملية نسبة إلى الوضع الاقتصادي لهم، مشككة بأنها لا تضمن تبديل البويضات المجمدة أو الخطأ الغير المقصود عند زراعتها والذي يؤدي نهاية إلى خلط الأنساب أو ضياعها.

هواجس واستفسارات

استفسارات الفتيات ومخاوفهن طرحناها على الدكتور ثائر الشيخ الاختصاصي في أمراض العقم وطفل الأنبوب في لقاء خص به “سبوتنيك” حيث أكد أن العملية آمنة على الفتاة الراغبة في تجميد بويضاتها وتحفظ عذريتها ذلك أن عملية بذل البويضات تتم عن طريق البطن وهو ما يحتاج إلى مظلة صادات قوية وتعقيم شديد موضحا أن العملية تتم في المشفى حيث يتم سحب البويضات وتجميدها في خزانات النتروجين بظروف آمنة.

وعن إمكانية الخطأ المقصود أو غير المقصود في زراعة البويضات أو تلقيحها فيؤكد الشيخ بأنها أخلاقيات المهنة ولا يسمح للخطأ أيا كان وأن عملية الحفظ تتم بكودات خاصة تضمن للفتاة عملية الحفظ وعقود سنوية تجدد حسب الرغبة وأن البويضات المجمدة لا يمكن التبرع بها وانه يتم إتلافها في حال وفاة صاحبتها. وأنه يمكن للفتاة التأكد من بويضاتها بتحليل الـ(دي إن آيه) بعد تلقيحها وزراعتها مشددا أن نسبة الخطأ صفر بالمئة.

تحافظ على الخصوبة

ويضيف الشيخ بأن تجميد البويضات هو خيار علاجي هدفه الأساسي هو الحفاظ على خصوبة المرأة وجيناتها في ظروف خاصة كعلاج الأورام حيث أصبح لدينا علاجات متقدمة جدا للأورام ما يدعي شفاء المرأة من الورم كسرطانات المبيض أو الحوض أو الثدي وأي مرض كان يحتاج إلى معالجة شعاعية أو دوائية كان هناك نسبة 30% منها تؤدي إلى أذية المبيض وتوقف الخصوبة تماما فبالرغم من الشفاء التام للمريضة إلا أنها أصبحت عقيمة.

ويوضح الشيخ أن المرض الآخر الذي تتعرض له الفتاة فهو قصور المبيض الباكر حيث يتوقف المبيض عن العمل بشكل مفاجئ قبل سن الأربعين فإن تم اكتشاف المرض والمرأة لم تتزوج نلجأ إلى تجميد البويضات وهنا نؤكد على تثقيف مريضاتنا فإن كانت المرأة مريضة ورم فيجب ألا تيأس لأن هذا المرض سيشفى لذا يجب أن تحافظ على خصوبتها عن طريق التجميد.

للعذراوات حصرا

يوضح الشيخ أن: عملية تجميد البويضات تتم للفتيات غير المتزوجات حصرا لعدم وجود الذكر أما عملية تجميد الأجنة فهي تُجرى للنساء المتزوجات ويشير بأن عملية تجميد البويضات تتم بعقد مدته 5 سنوات وإن أرادت الفتاة الاحتفاظ لمدة أكبر فعليها تجديد العقد. مشيرا إلى أن كلفة العملية تصل إلى مليون ليرة سورية بين بذل البويضات وحفظها وتجميدها وزراعتها فضلا عن حاجة المريضة للأدوية فالعملية تماثل طفل الأنبوب في المراحل والتكلفة. وأشار الشيخ إلى أنه لا يمكن التأكد من صلاحية البويضات المسحوبة وتمييزها إن كانت جيدة للإلقاح من عدمه إلا بعد زراعتها في جسم المريضة أي بعد تلقيحها بنطاف الزوج المستقبلي.

لا يخالف شرعا أو عرفا

يبقى الرأي الشرعي هو الفصل والحكم في القضايا الإشكالية فحسبما أكد عبد السلام راجح عضو مجمع كفتارو الديني بأن هذه القضية هي ضمن الترتيب الشرعي المنطقي المدروس الذي لا يخالف شرعا ولا عرفا، مؤكدا أن الشرع بمقاصده السامية لا يمنع هذا الإجراء الطبي باعتباره لا يمثل تعديا على عرض محترم ولا يجعل من تلك البويضات محلا لنطاف رجل لم تربطه بهذه المرأة صيغة شرعية وبالتالي المحذور انتفى ليبقى في الأمر سعة.

موضحا أن عملية تجميد البويضات بالنسبة للفتيات اللاتي تجاوزن سن الإنجاب قد خدمت المرأة وهيأت لها سببا تجاوز به كل الإشكاليات الطارئة التي تتعرض لها. فالشرع لم يلحظ منعا لتجميد البويضة وذلك لاعتبار مهمة بأن البويضات المجمدة حسب الأصول الطبية الدقيقة السليمة تحفظ في درجات حرارة منخفضة جدا باسم الحالة التي رغبت في تجميد بويضاتها، هذا الحفظ بالاسم الشخصي يجعل البويضة مستعدة للإلقاح من حيوان منوي للزوج عن طريق شرعي ممثلا بالعقد القائم بين الزوجين. مبينا أن هذا التجميد يثبت بإقرارات والتزامات تجعل منه فرصة مناسبة لتعويض تلك المرأة لما يمكن أن يفوتها من ضياع تلك البويضات بسبب تقدم السن أو تلف المبيض لمرض ألم بها.

أسباب شرعية

يشير راجح إلى بعض الأمراض التي تتلف المبيض لدى المرأة ليكون التجميد حفظا لذكرها ومحلا للتمتع بأبناء يحملونها في كبرها وعونا في الحياة أو ربما يتأخر حمل سيدة متزوجة أعلن الأطباء سلامة مبيضها وبويضاتها وهناك أمراض ذكورة عند زوجها ما يمنع التلقيح فتحفظ المرأة بويضاتها بنظام التجميد إلى أن يعافي الله زوجها ثم يتم الإلقاح الخارجي لتكمل مسيرتها بحمل شرعي من الزوجين (حيوان منوي من زوج وبيضة مجمدة قادرة على حفظ شكلها وطاقتها وقدرتها على الإنتاج المتعلق بتكوين الجنين).

محذور شرعي

ينبه راجح إلى المحذور الشرعي الملاحظ في بعض دول العالم مما يندرج تحت مسمى استئجار الأرحام أو أخذ الحيوان المنوي من رجل ما وزرعه في جسم امرأة لتنجب وهنا تكمن الحرمة لأجل أن هذه المرأة زرع في رحمها نطفة ليست من زوج تزوجته بعقد شرعي وبالعكس أيضا فالمرأة التي تمنح البويضات لرجل ليس بزوجها.

من منظور اجتماعي

وأيد الدكتور حسام سليمان الشحاذة الباحث والإخصائي التربوي والنفسي في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فكرة تجميد البويضات لغرض استخدامها في وقت لاحق في عملية التلقيح الصناعي بعد الزواج لا تختلف كثيرا عن آلية الإنجاب بطريقة طفل الأنبوب التي أضحت اليوم منتشرة في عالمنا العربي والإسلامي ولا تلقى أي استهجان حيث توجد في سوريا مئات العيادات والمستشفيات التابعة للقطاعين الحكومي والخاص التي يتوجه لها الأزواج المحرومين من الإنجاب.

ويضيف الشحاذة بأن هذه الطريقة لا يشوبها أي معترض أخلاقي أو تربوي أو اجتماعي معتبرا أنها فرصة للفتاة التي تتعرض للتأخر في زواجها بعد عمر 35 سنة حيث تقل نسب الحمل بعد هذه السن، مشيرا إلى أن عملية التجميد لا تؤثر أبدا على التكوين الخلقي للجنين.

وأكد الشحاذة على ضرورة إحاطة عملية التجميد بضوابط أخلاقية وإنسانية خاصة ما يتعلق بمصير تلك البويضات المجمدة في مرحلة ما بعد وفاة المرأة التي قامت بعملية التجميد وضمان عدم زراعتها في رحم أي فتاة أخرى بأي حال من الأحوال منوها إلى ضرورة ألا تلعب عملية تجميد البويضات سببا في خلط الأنساب. (SPUTNIK)

*العنوان والنص لوكالة سبوتنيك الروسية[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫6 تعليقات

  1. المشكلة مو اخلاقية ولا دينية .. المشكلة عملية بحتة..
    يعني المعروف عن السوريين عدم الالتزام والتسيب بالاعمال .. وممكن بويضة من شخص تصير تحت اسم شخص تاني لانو صار في عطل بالكومبيوتر مثلا .. او ياللي عم يطبع الاسماء حمار (كالعادة)..
    القصة التانية انو التجميد لازم يكون مستمر .. ومشكلة قطع الكهرباء رح تعمل حد لفترة التجميد ..
    وطبعا مافي مشكلة هون .. لانو ممكن يجبوا بويضات تانية من حدا تاني ويقنعوا صاحبة البويضة الاصلية انو مافي مشكلة وكلو تمام ..
    يعني المشكلة بالثقة .. متل كل المشاكل بالوطن ..

  2. يا أخي قمة الغباء ،قال تأخر الزواج لأسباب مالية ولكن كلفة العملية مليون على الأقل وهذا بدون النقاهة أو كلفة تجميد البويضات!!!. واضح أن السبب ليس له علاقة بالمال بل بامرأة حمقاء. وكما تفضل التقرير لا يجوز لا استئجار الأرحام ولا إعطائها نطاف أحد غير زوجها يعني رجعنا للمشكلة الأساسية ما فائدة التجميد إذا كانت لا تجد من يعجبها وإذا كان هذا الحال اليوم فكيف ستجد أحدا بعد أن تشيخ عشر سنوات أخرى؟؟؟ كوميديا سوداء. معظم الشعب السوري صار تحت خط الخبز وسبوتنيك تهتم بمشاكل المجتمع المخملي.

  3. طيب بدال ما تدفعي مليون ليرة وغيره من تكاليف اتجوزي بلا شروط مادية؟؟

  4. يعني كل بنت مفكرة الوليد بن طلال رح يتجوزها
    كلو عم يركض ورا المصاري كلو عم يوصل لاخر سن ال30 وبعدين يتزوج
    بعد ما شبعو علاقات وسخة
    لك ايه والله بنستاهل والله
    لسه الجاية اعظم