الحكومة المؤقتة : ” قسد ” المدعومة أمريكياً تسيطر على نحو 90 بالمئة من حقول النفط بسوريا

قال وزير المالية في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة عبد الحكيم المصري، الخميس، إن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة أمريكيا، تسيطر على قرابة 90 بالمئة من حقول النفط، و45 بالمئة من إنتاج الغاز بسوريا، فيما يسيطر نظام الأسد على ما تبقى.

جاء ذلك خلال ندوة نظمتها مؤسسة الأبحاث الاجتماعية والاقتصادية والسياسية “سيتا” بمدينة إسطنبول، لمناقشة وضع النفط شمال شرق سوريا، ودعم الولايات المتحدة لـ “قسد”.

وأضاف المصري أن إنتاج النفط في سوريا المصرح عنه رسميا من قبل النظام، كان 387 ألف برميل يوميا عام 2011، إلا أنه في الحقيقة يصل أكثر من مليون و400 ألف برميل، كانت تذهب للمصالح الشخصية لرأس النظام.

ولفت إلى أنه منذ تسلم نظام الأسد الحكم عام 1970، لم يدخل قطاع البترول موازنة الدولة إلا بشكل بسيط، لتخضع بعدها آبار النفط لسيطرة الجيش الحر، الذي لم يستطع الحفاظ عليها، ثم استولت عليه “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا) لفترة قصيرة، ومن ثم “داعش”، لتستولي عليها “قسد” في الوقت الراهن.

وتابع “يترتب على النظام دفعات مالية كفاتورة للنفط السوري تقدر بنحو 8 ملايين دولار يوميا، ورغم أن روسيا وإيران ليستا عاجزتين عن دعمه بالنفط، إلا أنهما لا تريدان ذلك”.

ورجح سبب ذلك أن روسيا تستخدم العقوبات الأمريكية وسيلة للضغط على النظام، لإلزامه بالحل السياسي الذي يناسب تطلعاتها، ولمنع إيران من التمدد في سوريا.

ورأى المصري، أن الروس لم يوجهوا أنظارهم إلى حقول النفط في دير الزور والرقة والحسكة، منذ دخولهم الحرب السورية عام 2015، لأن وزارة الدفاع الأمريكية هددت باستخدام القوة في حال الاقترب من آبار النفط الخاضعة لسيطرة “قسد” في الوقت الراهن.

وأكد أن “قسد” تبرم عقودا مع النظام وتبيعه الجزء الأكبر من النفط، مقابل حصولها على الكهرباء والخدمات في مناطق سيطرتها، وهذا يعني أن النظام ممول أساسي للإرهابيين عبر شرائه النفط منهم.

واستطرد “بحسب دراسات وتقارير رسمية، قدرت احتياطي النفط في حقول دير الزور والحسكة بـ 2.2 مليار برميل، تسيطر عليها قسد، إلا أن أمريكا لا تريد النفط لها، ولكنها تريد إبقاء قطاع النفط تحت هيمنة قسد، ليستطيعوا تمويل نفقاتهم”.

بالمقابل، رأى الوزير أن العقود الطويلة الأمد التي وقعتها روسيا مع النظام للسيطرة على الساحل السوري والغاز بمياه البحر المتوسط وعقود الفوسفات، إضافة إلى سيطرتها على مطار دمشق الدولي، هي سبب الصمت الروسي عن محاربة “قسد” حول آبار النفط، وذلك بعد أن أمنت الحصة الكبيرة من السواحل السورية.

ولفت المصري إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن قبل عملية “نبع السلام” التركية، انسحاب قوات بلاده من سوريا، ولكنه مع بدء المعركة تراجع بحجة “داعش”، لكن الحقيقة الواضحة أن الولايات المتحدة ستحمي آبار النفط لـ “قسد”.

وشدد على أنه في حال تمكنت تركيا والجيش الوطني السوري، من استرجاع هذه الأراضي من سيطرة “قسد”، فإن مواردها ستثمر وتورد للمنطقة الآمنة المتفق عليها من قبل تركيا وأمريكا وروسيا.

وأنهى حديثه بأن النفط لاعب أساسي بين الولايات المتحدة والروس، إذ تسيطر أمريكا على شرق الفرات، والروس على الساحل، فيما ليس بيد السوريين أي شيء، سواء النظام أو المعارضة. (ANADOLU)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها